رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما مصير صاروخ الصين الخارج عن السيطرة؟ خبراء فلك يجيبون

الصاروخ الصيني
الصاروخ الصيني

مخاوف شديدة أثارت الجدل الواسع خلال الأيام الأخيرة حول العالم، حيث أعلنت دولة الصين انطلاق الصاروخ «لونغ مارش 5» إلى الفضاء بهدف نقل أول وحدة من محطة الفضاء الصينية المستقبلية إلى المدار، لكن التخوفات ظهرت بعد خروج الصاروخ الصين عن السيطرة خلال رحلته وفُقد التحكم فيه نهائيًا.

واختلفت التنبؤات بموعد وموقع سقوط الصاروخ الصيني خلال الساعات القليلة المقبلة، وكان أبرزها احتمالية سقوط الصاروخ الصيني، في البحر المتوسط شمال مدينة الإسكندرية، وفق بيانات وخرائط جديدة وضعت دول حوض المتوسط في مجال سقوط الصاروخ.
وتنوي الصين على تحقيق طموحها في تأسيس وجود بشري دائم في الفضاء من خلال إطلاق أول وحدة من المحطة الفضائية "تيانغ ونغ"، لتثبت أمام العالم مكانتها بجوار الولايات المتحدة وروسيا ودول وأوروبا، والفرحة لم تكتمل بعد، فقد تغير مسار الصاروخ ليتجه إلى الغلاف الجوي للأرض.
وأصبح العالم حاليًا يترقب في صمت مدى التهديد الذي يشكله الصاروخ الصيني على كوكب الأرض، فالأمر يمثل خطورة كبيرة على سكان الكوكب، خاصة أن سرعة الصاروخ تزيد على 26 ألف كم في الساعة، كما احترق من كتلته الرئيسي 20 طنًا، لتتحول إلى حطام ناري قد يتسبب في حدوث أضرار كارثية، إذ اصطدم بالمناطق المأهولة بالبشر.

  • ما مصير الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة ؟

«الدستور» تجيب عن السؤال المحير بخصوص مصير الصاروخ الصيني ونسبة الخطورة التي يشكلها في الفترة الحالية، من خلال التواصل مع خبراء في علم الفلك وأستاذة مختصين في ذات المجال، ليوضحون بالإثباتات العلمية مدى تطور الأمر، والنتائج المحتملة لحدوثه.

قبل التطرق للحديث مع الباحثين والمختصين، قاما "معدا الملف" بالبحث المعمق حول تطورات الصاروخ الصيني، والأماكن التي وصل إليها خلال فترة فقدان السيطرة عليه، وخلال رحلة البحث اكتشفنا أن هناك إجماع على سقوط حطام الصاروخ بالقرب من أحد المحيطات التي تمثل 71% من مساحة الأرض، كونها تمثل أكبر كتلة من مساحة الكوكب.

فمن المتوقع أن يسقط حطام الصاروخ الصيني نهاية الأسبوع الحالي، وأشارت مصادر أخرى إلى احتمال أن يكون ذلك يوم 10 مايو الجاري، أما عن مكان السقوط فلا توجد أي جهة رسمية قد أعلنت تحديدًا عن مكان سقوط الحطام.
 

يدور الصاروخ الصيني حول الأرض كل 90 دقيقة، فكلما اقترب موعد سقوطه، أصبح من السهل تحديد الموقع الذي سيشهد ذلك الأمر، وهذا ما أعلنت عنه الولايات المتحدة في بيانها بخصوص الأزمة، معلنة عن مراقبتها الدورية لمساره، واستيائها الشديد أيضًا من تصرفات الصين في أمر علمي دون تخطيط واضح.

لكن دولة الصين كان لها رأي أخر، فقد قللت من تخوفات السكان بخطورة الصاروخ المنطلق في الأرض، مشيرة إلى احتمالية سقوطه في في مكان ما في المياه الدولية، وأعلنت أيضًا عن أعمال المراقبة التي تنفذها حاليًا عن كثب، واتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة حدوث أي مشكلة.
 

يتواجد الصاروخ حاليًا في مدار منخفض، فهو يدور حول الأرض، ويتم سحبه للأسفل تدريجيا، لذا ما هي السيناريوهات المتوقع حدوثها في الأيام القليلة الماضية؟، هذا ما يجيب عنه عدد من علماء البحوث الفلكية في مصر، والذين التقينا بهم عبر تطبيق "زووم"، للحديث بشأن أزمة الصاروخ الصيني.


رئيس قسم بحوث الشمس والفضاء: نمتلك في مصر أحدث الطرق لرصد الحطام الفضائي

في البداية، تحدث أستاذ علوم الفضاء، ورئيس قسم بحوث الشمس والفضاء بمعهد البحوث الفلكية، مكرم إبراهيم، عن طرق رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي، وجهودات المعمل في تتبع ورصد الأقمار الصناعية، قائلًا: "هناك ثلاث طرق لرصد الأقمار الصناعية، وهم الرصد بأشعة الليزر والرصد بتقنية الرادار والرصد البصري".

وأشار "مكرم" إلى خطورة الحطام الفضائي بصفة عامة، وهنا تأتي أهمية رصد الأقمار الصناعية بشكل مستمر، حتى نكون متابعين جيدين للوضع الفاضائي، والتعرف على موقع وزمن الحطام في أي وقت ممكن، وشرح أيضًا أن هناك 17% من نسبة الحطام تحدث لحظة انطلاق الصاروخ الفضائي، نتيجة الفقد الذي يحدث لحظة إطلاقه.

كما يوجد نسبة من الحطام تمثل 19% من الإجمالي، تحدث أثناء رحلة الصاروخ حين ينفصل القمر عنه، ما يعرض لنسبة صغيرة من الحطام الفضائي، أما أكبر نسبة من ذلك تتمثل في الحطام الفضائي الناتج عن الاحتكاك أو التصدم بجسم تاني، وهذا يمثل 42% من الحطام الفضائي للصاروخ، بحسب "مكرم".

وأضاف: "الغرض الرئيسي من رصد الأقمار الصناعية، هو التأكد من مدى نجاح عملية إطلاق القمر، والعمل على مناورة له قبل إطلاقة، حتى نتثبت من مدى احتكاكه بأي أجسام أخرى، أو فقدانه لأجزاء منه أثناء الرحلة".

أما عن المعامل الفلكية في مصر، أكد أستاذ علوم الفضاء، أن المعامل المصرية يتوفر أحدث الإمكانيات التي تساعد في رصد وتتبع الأقمار الصناعية، بداية من محطة حلوان 1و2 للرصد بالليزر، ومحطة القطامية التي افتتحت في عام 2020،  لرصد الأقمار الصناعية بالطريقة البصرية، وهي محطات مشتركة ضمن 15 دولة حول العالم في رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي.

"الصين ترغب في تأسيس محطة فضائية خاصة بها بعد رفض دخولها مع أمريكا وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، لذا أطلقت الصاروخ الصيني الذي يعمل على الكاثولة المركزية، بهدف تأسيس لتكون مقر رواد الفضاء في المستقبل"، اختتم "مكرم" حديثه موضحًا أن أن المركبة الفضائية تدور حول الأرض من 340 إلى 450 كيلو متر، والصاروخ يزن 5 طن وطوله 30 متر.

رئيس معمل أبحاث الفضاء: تُعد واحدة من أكبر حالات الهبوط في المحطات الفضائية

ولتتبع القصة الكاملة لأزمة الصاروخ الصيني، والأزمات المشابهة له التي حدثت من قبل، تحدثت الدكتورة رشا غنيم، أستاذ مساعد ديناميكا الفضاء، ورئيس معمل أبحاث الفضاء بمعمل البحوث الفلكية عن قصة الصاروخ، قائلة: "في نهاية عام 2020، استهدفت الصين  استكمال محطة الفضاء الصينية المعروفة باسم "تيانغ ونغ"، أو "القصر السماوي"، وهذا بعد إطلاق وحدات فضائية أخري، والذي كان أولها الوحدة المصاحبة للصاروخ الصيني.

"وعند اكتمال الوحدة الفضائية، ستدور محطة "تيانغ ونغ" الفضائية على الأرض، بنسبة ارتفاع تترواح من 211 لـ280 ميل، فقد أطلقت الصين أول وحداتها في وقت مبكر، والذي وافق الخميس الماضي، ليُعد من أكبر وأقوى الصواريخ الصينية التي تم إطلاقها مؤخرًا، بحسب "غنيم".

استطردت "غنيم حديثها، مشيرة إلى أن الصاروخ يحمل وحدة تحتوي على خاصية تجعل هناك معيشة لثلاث أفراد في محطة فضائية، وكان إطلاق الصاروخ أحد المهمات من أصل 11 مهمة لاستكمال المحطة، والتي انطلقت من داخل إحدى الجزر الصينية، حتى انفصل الجزء المطلوب عن الجسم الرئيسي للصاروخ بعد حوالي 492 ثانية من الطيران.

واستكملت: "اصطدمت الصين حين اتجه الصاروخ بشكل غير متوقع إلى الأرض، فبالدليل العلمي سيحاول الصاروخ أن ييقوم بإعادة الدخول مرة أخرى غير المتتبع خلال الأيام القادمة، وهذا يحدث نتيجة التفاعل مع الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى جذبه تجاه الأرض، لتعد هذه الأزمة ضمن أكبر حالات الهبوط التي شهدتها المحطات الفضائية، ومن التوقع هبوط الصاروخ الصيني على الأرض، وتحطمه في نقطة غير محددة.

"هناك رادرات أرضية استطاعت أن ترصد تأرجح الصاروخ بشكل غير متحكم فيه،  ما يجعله أمرًا أكثر خطورة من جانب مركبة فضائية غير متحكم بها، لأنه من المفترض في الحالات الطبيعية حين يعود إلى الغلاف الجوي، تهبط جميع المركبات في منطقة عودة مححدة مسبقًا، وتقوم المركبات الأكثر حجمًا في بعض المراحل بإجراء مناورات للوصول إلى ارتفاعات منخفضة، بهدف تقليل تواجدها في المدار، وتقليل فرص الاصطدام بأي أجسام أخرى". تقولها "غنيم".

نوهت أيضًا إلى خطورة الصاروخ التي تكمن في حجمه الضخم للغاية، وخروجه عن السيطرة حين يتم تركه دون تحديد نقطة عودة، بالإضافة إلى سرعة واحتواءه على أجزاء عديدة مقاومة للانصهار، فمن المستحيل حاليًا التنبؤ بموعد وموقع هبوط الصاروخ حتى وقتنا هذا.

أماكن الصاروخ

1-1435722
1-1435722
1-1435922
1-1435922
1-1435924
1-1435924