رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حطب الإرهاب.. متهمون فى قضايا «اللجان النوعية»: «حبينا ومطلناش فضاعت حياتنا»

حطب الإرهاب
حطب الإرهاب

 

 

تناول الجزء الثانى من مسلسل «الاختيار» العديد من الأفكار التى تستخدمها الجماعة الإرهابية فى تجنيد عناصرها، من بينها استغلال حاجة بعضهم للمال وكذلك غسل عقولهم، باعتبار أنهما عاملان أساسيان لتحويل أى شخص إلى «قنبلة موقوتة» يمكن تفجيرها فى أى وقت.

ولعبت الجماعة الإرهابية- كما تبيّن من اعترافات المتهمين- على عدة أوتار، من بينها استغلال المشاعر السلبية الناتجة عن تجارب عاطفية فاشلة لمجموعة من الشباب وكذلك آخرين وجدوا أنفسهم فى الشارع بين عشية وضحاها بعد أن تربوا داخل دار أيتام دون أب وأم.

وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مع عناصر التنظيمات الإرهابية عن كثير من المفاجآت بشأن طرق جماعة الإخوان فى تجنيدهم لتنفيذ عمليات عدائية ضد الوطن والمواطنين، وذلك بداية من عام ٢٠١٣ وسقوط حكم مرسى وفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة.

 

 

قال المتهم إسلام مقبول بكير، المقبوض عليه فى القضية ١٤٨ عسكرية، إنه من أسرة متوسطة ولديه ٣ إخوة ودرس فى كلية التربية بالعريش، مشيرًا إلى أنه عقب تخرجه فى الجامعة أراد الزواج بفتاة لكن طلبه قوبل بالرفض من أهلها فدخل فى حالة إحباط واكتئاب. 

وأوضح «بكير» أنه بدأ رحلة الالتزام الدينى بالمواظبة على الصلاة فى المسجد، ثم انضم لجماعة التبليغ والدعوة فى جامع الأشراف فى أبوصقل بالعريش، مضيفًا: «مرت سنة على دخولى جماعة التبليغ والدعوة، وخلال تلك الفترة كان دورنا هو دعوة الناس بالمعروف وحثهم على ترك السجائر، وكذلك المرور على السوق وتذكير أصحاب المحلات بعدم الغش فى الميزان».

وأشار إلى أنه سافر من العريش إلى كفر الشيخ للاعتكاف فى مسجد ابن تيمية وتلقى دروس الفقه والسيرة على يد أبوإسحاق الحوينى، ثم انتقل لمسجد التوحيد لحضور دروس الشيخ وحيد عبدالسلام، وكان يشرح كتبًا مثل تيسير العزيز الحميد لابن عثيمين وكتاب «القول المفيد» للشيخ ابن عثيمين فى دروس العقيدة.

وأضاف أنه بعد عودته للعريش تقدّم لخطبة فتاة كانت شقيقتها مخطوبة للمتهم أسامة الشوربجى، الذى توطدت العلاقة بينهما، متابعًا: «كان دائمًا يعرض علىّ مشاهدة فيديوهات للجهادين، عبارة عن عمليات هجوم مسلح واشتباكات وحروب وبعضها تابع للجيش الحر».

وأكد أنه خرج فى مظاهرة من مسجد الرفاعى فى العريش، وبعدها طلب منه «الشوربجى» العمل فى مزرعة لشقيقه، وخلال عمله كان يأتى عادل حبارة «أبوعائشة» وكمال علام «أبوعبدالله» ومعهما آخرون، ويتناولون جميعًا الطعام، مختتمًا: «الشوربجى أبلغنى أن معهم أسلحة فى سيارة دفع رباعى بيضاء كان يقودها حبارة بنفسه».

قصة أخرى شبيهة بالأولى وهى للمتهم عمرو حسن عبدالحميد، المقبوض عليه فى قضية «ولاية سيناء»، الذى أكد أنه رسب فى كلية الصيدلة ٣ سنوات بسبب مشاكل أسرية مع والده، مرجعًا بداية التزامه الدينى إلى عام ٢٠٠٠ حين تعرف على إحدى الفتيات فى الجامعة.

وأوضح «عبدالحميد» أن الفتاة أعطته شرائط كاسيت عليها خطب للشيخين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب يتحدثان عن أساسيات الدين وعقوبة تارك الصلاة وعذاب القبر والموت.

وأضاف: «تقدم أحد الشباب لخطبتها وأجبرها والدها على الزواج منه وبعدها دخلت فى حالة من الإحباط والاكتئاب، وواصلت سماع شرائط الكاسيت، وحضرت خطبًا دينية للشيخ فوزى السعيد، وكان يوجد بالمسجد ملتحون، تعرفت عليهم وأطلقت لحيتى، وحضرت دروسًا أيضًا للشيخ محمد حسان فى مسجد العزيز بالله بحدائق الزيتون».

وأشار إلى أنه اشترى جهاز كمبيوتر وبدأ فى مشاهدة فيديوهات عن حرب العراق ودخل إلى بعض المواقع الدينية والمنتديات الإسلامية، ثم تعرف بعد ذلك على أحد الأشخاص الملتزمين على الماسنجر وأخبره بسفره للجهاد إلى سوريا والعراق.

وتابع: «فى عام ٢٠٠٦ تم القبض علىّ وتعرفت فى السجن على محمد بكرى هارون ومحمد على عفيفى وبعض المساجين، الذين كان لديهم فكر تكفيرى، وخرجت فى عام ٢٠٠٨، وبعد سنوات علمت بإعدام هارون وآخرين فى قضية عرب شركس وسعيت للانضمام لتنظيم الدولة فى سوريا والعراق حتى تم القبض علىّ».

واعترف المتهم جمال زكى عبدالرحيم بالانضمام إلى تنظيم «أجناد مصر» الإرهابى واعتناقه الأفكار التكفيرية ووجوب قتال أفراد الجيش والشرطة لعدم تطبيقهم الشريعة، قائلًا: «تربيت فى دار أيتام الفسطاط وطلعت الأول على الجمهورية وبعد الانتهاء من الثانوية العامة وجدت نفسى فى الشارع وبدأت فى تعاطى المخدرات».

وقال إنه شارك فى تظاهرات ٢٥ يناير والهجوم على قسم الهرم، مضيفًا: «فى الفترة دى كسبت مال كتير وبدأت التجارة فى الهيروين وكنت أحصل عليه من جبيل على طريق الفيوم ومنطقة الجعافرة».

وأضاف: «مررت بعد ذلك بفترة صعبة وأصبحت محطمًا نفسيًا، وذهبت للقهوة فوجدت صاحبها يعرض على الشغل عنده وكان يغلق القهوة وقت الصلاة ويطلب منى الصلاة معه»، متابعًا: «تهربت منه أكثر من مرة لأنى كنت أتناول الحشيش وكان يتبقى ١٥ يومًا على شهر رمضان، وكان أول رمضان أصومه».

وأشار إلى أنه بدأ الالتزام بالصلاة والاعتكاف وأطلق لحيته ثم تعرف على شخص يدعى أحمد حسن، لافتًا إلى أنه كان يحضر دروسًا للشيخين محمد حسين يعقوب ومحمد حسان كل يوم أربعاء بعد الصلاة.

وقال المتهم إنه تعرف على شخص يدعى سمير إبراهيم فسأله «بتسمع شيوخ مين» فرد عليه «حسان والحوينى» فقال لى «ياراجل دى شيوخ تسمعها»، مضيفًا: «أعطانى فلاشة عليها فيديو اسمه فتنة المشايخ وفيديو لناس بتموت فى سوريا، ثم أعطانى فلاشة أخرى للجهاد فى أفغانستان والعراق وشيوخ أول مرة أسمع عنهم مثل محمد المقدسى».

وواصل: «حين كنت أقابل سمير كان معه شخص يدعى معاذ وكان قد سافر إلى سوريا، ويوم فض اعتصام رابعة والنهضة استيقظت الظهر وفتحت قناة الجزيرة فوجدت أحداث الفض، وأخذت معى فرد خرطوش ونزلت فوجدت مظاهرة كبيرة وكان بعض الأشخاص معهم أسلحة وذهبنا لقسم أكتوبر وأطلقنا عليه النار».

وتابع: «اعتنقت الفكر الجهادى وتكفير كل من لا يطبق الشريعة الإسلامية، وفى يناير ٢٠١٤ طلب منى (سمير) مقابلة شخص يدعى همام عطية (خليل)، وسلمنى خطًا وتليفونًا بعدما تأكد أننى أستطيع استخدام السلاح، وبعدها بيوم قابلت شخصًا يدعى مهند وأصبح مسئولًا عنى».

وقال: «تقابلت مع مهند وسمير وهمام وكان معنا محمد صابر، وتمشينا من عند كوبرى الجيزة حتى قسم الطالبية وقال لى أحدهم إيه رأيك فى القسم ده.. لو معاك متفجرات هتحطها فين؟، وتانى يوم ذهبنا للقسم وكنا سبعة أشخاص لكى نزرع القنبلة وقررنا وضعها فى لوحة كهرباء عند سور المدرسة، ومحمد صابر كان معاه العبوة الناسفة وبلال زرعها فى كابل الكهرباء ونزعها مرة أخرى لأنه شعر بأنها ستكون مكشوفة».

وأضاف: «زرعنا القنبلة فى الجنينة ما بين الشارعين قدام القسم تحت لوحة الإعلانات ووضعنا عليها نجيلة وكان من المفترض تفجيرها فى هذا اليوم، لكن القوات لم تأت، وظلت هذه القنبلة موجودة ٣ أيام، وبلال طلب منا الذهاب معه لزرع قنبلة أخرى عند مترو البحوث وبالفعل زرعناها على شجرة تتمركز أسفلها قوات خاصة»؟.

وتابع: «بلال نفذ عملية البحوث وكلمنا على التليفون وسمعنا صوت الانفجار، ونفذت أيضًا عملية قسم الطالبية وتقابلنا فى الجيزة وقابلنا بلال وقال لنا اقفلوا الموبايلات وروحوا والعصر افتحوها وعرفت أن هناك قتلى فى البحوث والطالبية».