رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناعة المتعافين

كيف يحمي المتعافون من كورونا أنفسهم من الإصابة الثانية؟

مناعة المتعافين
مناعة المتعافين

فوجئت وسام مصطفى بنتائج تحاليها تؤكد إصابتها للمرة الثالثة بفيروس كورونا المستجد، بعد أن أصيبت به للمرة الأولى في يونيو الماضي وعاودتها الإصابة بعد شفائها بشهر ونصف الشهر، لتصاب بها للمرة الثالثة في مارس الماضي.

ورغم أن الدراسات العلمية أوضحت أن نسب إصابة شخص بفيروس كورونا مرة ثانية منخفضة للغاية، فإن هناك حالات كثيرة تم تسجيلها بين الأطقم الطبية والمواطنين العاديين، وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد أدنى دليل على أن الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة بوباء فيروس كورونا المستجد لديهم مناعة ضد الإصابة بالمرض.

وشدد الأطباء على ضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية لأن إصابتهم بالعدوى متساوية، «الدستور» استعمت لحكايات متعافين من فيروس كورونا وكيف حافظوا على أنفسهم من العدوى الثانية وعرضت حقيقة وجود أجسام مضادة لدى المتعافين تحميهم من الإصابة.

التعامل عن بعد 


أصيبت «وسام» التي تعاني من ضمور بجزء من الرئة نتيجة إصابتها وهي صغيرة بفيروس كورونا في يونيو الماضي، رغم حرصها على اتباع كل الإجراءات الاحترازية، إلا أن طبيعة عملها كصيدلانية تجبرها على التعامل مع الكثيرين.

وتابعت: ظلت أعراض الإصابة لدي حوالي شهر ونصف حتى أظهرت التحاليل وقتها تعافي الكامل ومن يومها وأنا ضاعفت الإجراءات الاحترازية خوفًا من الإصابة الثانية وأوضح لي الطبيب أنها من المحتمل أن تكون أكثر صعوبة نتيجة مرض الرئة، مضيفة «أصبحت أرتدي كمامتين، إحداهما طبية والأخرى من القماش، ولا أترك الكحول من يدي إلا أنني أصبت للمرة الثانية ولكن جاءت الإصابة عكس توقعاتنا وكانت خفيفة ومرت بسلام خلال شهر واحد».

التباعد أفضل الإجراءات

محمد سباعي، طبيب قلب وأوعية دموية ، قال إن الكمامة لا تمنع انتقال العدوى 100%، لكنها تقلل نسبة انتقالها للنصف، مشيرًا إلى أن أفضل وسيلة لمنع العدوى هي التباعد الاجتماعي مع ارتداء الكمامة.

وتابع: «الكمامة إذا ارتداها شخص مصاب تمنع خروج الرزاز منه لمن حوله بنسبة تتخطى 70% حتى لو لم يكن من حوله مرتدين كمامات، أما إذا حدث العكس وارتدى الأصحاء كمامات ولم يرتديها المريض فإن نسبة انتقالها لهم مرتفعة للغاية»، موضحًا أن الالتزام بالكمامة الهدف منه حماية الآخرين من أنفسنا خاصة أن بيننا مرضى لا تظهر عليهم أعراض.

دراسات علمية

وأشارت عدة  دراسات منذ انتشار فيروس كورونا في العالم أواخر عام 2019 إلى إمكانية الإصابة مرة أخرى بالعدوى، لكنهم شددوا على أهمية إجراء مزيد من الدراسات.

وعن وجود أجسام مناعية لدى المتعافين تمنعهم من عودة الإصابة، أوضح بعض العلماء  أنه “لم يتم تحديد دور وجود أو عدم وجود الأجسام المضادة بعد الإصابة الأولية لدى الناجين من الإصابة بالفيروس، ودورها في التخفيف من خطر الإصابة مرة أخرى بكورونا”.

وأظهر تقرير صادر عن هيئة الصحة العامة في إنجلترا، نُشر في يناير، أن الأجسام المضادة من عدوى فيروس كورونا السابقة توفر حماية بنسبة 83 في المائة لمدة 5 أشهر على الأقل.

ومع ذلك، وجد الباحثون 44 إصابة محتملة بكوفيد-19 بين 6614 مشاركا أظهروا دليلًا على الإصابة السابقة.

وأشارت دراسة أخرى، شملت 1700 شخص، إلى أن ما يصل إلى 88 في المائة من الأشخاص لا تزال لديهم أجسام مضادة في دمائهم لمكافحة فيروس كورونا بعد 6 أشهر من الإصابة بالفيروس.

الإجبار على الالتزام

أصيبت سهر مصطفى بعدوى فيروس كورونا في أغسطس الماضي، رغم عدم خروجها من البيت إلا قليلًا، وقالت "تأكدت من إصابتي عقب إجراء تحليل دم وفقداني  لحاستي الشم والتذوق، لكنني لم أفهم من أين جاءت العدوى، فأنا ربة منزل لا أخرج إلا قليلا ولا أستضيف أحدًا في المنزل منذ بدء الجائحة".

رجحت سهر أن تكون العدوى انتقلت لها من أبنائها الذي يقضون أكثر من نصف يومهم في الدروس الخصوصية التي لم تتوقف مع توقف الدراسة وبدء الإجازة الصيفية".

وأضافت سهر: "أعراض المرض صعبة جدًا ولا أتمني أن تعود لي، لذا قررت تشديد الالتزام على أسرتي وإجبارهم على ارتداء الكمامة وقت الخروج للشارع والعودة على دورة المياه مباشرة لتغيير الملابس وغسل الوجه جيداً بالماء والصابون".


4 وفيات في المرة الثانية


رغم تأكيدات العلماء بأن الجسم يكون أجسامًا مضادة لدى المتعافين من فيروس كورونا تستمر عدة أشهر، إلا أنهم لم ينفوا تكرار الإصابة، ولكن الأغرب هو أن تكرار الإصابة قد يؤدي إلى الوفاة.

ففي  أبريل الماضي تم تسجيل رابع حالة وفاة لمريض عاودته الإصابة بكورونا بعد التعافي وأدت إلى وفاته، وتم تسجيل حالة الوفاة الأولى في ألمانيا بعد إصابة مريض  بالفيروس للمرة الثانية ، بعد تعافيه في أبريل من العام الماضي من إصابته الأولى.

وفي شهر أكتوبر العام الماضي توفيت امرأة هولندية تبلغ من العمر 89 عاما لكنها كانت تعاني من نقص المناعة، وفي ديسمبر الماضي  توفى رجل يبلغ من العمر 74 عامًا، مقيم في دار لرعاية المسنين، أصيب مرة ثانية بعد تعافيه في المرة الأولى، وتوفي على الرغم من اختباره السلبي ثلاث مرات.