والد شوشة «شهيد الواحات»: الرئيس كان حزينا عليه حتى أردت أنا أعزيه (فيديو)

سمكتا زينة بحوض زجاجي خلف صورة آخر شهداء عملية الواحات الإرهابية بشقة والده حافظ شوشة بمدينة الأبطال السويس، يشير إليه الأب راويا علاقته ابنه الراحل بهما وكيف كان يمنحهما من وقته للرعاية، وهو ما داوم عليه الوالد.

النقيب أحمد حافظ شوشة، بطل لن ينسى من ذاكرة المصريين، فكل لحظة أمل ونجاح في ذلك الوطن، سيذكر الجميع أنه ورفاقه من رجال الجيش والشرطة كانوا طوبته الأولى في حائط الصد ضد الخونة والمتربصين.  

يجلس حافظ شوشة على أريكة بجوار صورة ضخمة لنجله وشهادة تقدير من رئيس الجمهورية ووسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة، باسم الشهيد في لقاء تكريم لأهالي الشهداء.

-"الريس عارف ولاده كويس" 

 

يروي شوشة تفاصيل لقائه برئيس الجمهورية، موضحا أنه وجده على دراية تامة بملابسات استشهاد كل واحد من شهداء الواحات: "هو اللي حكالي إن إبني فضل يقاوم للآخر واستعمل أسلحة وذخيرة زمايله اللي استشهدوا قبله، كان زعلان لدرجة إني أنا اللي عايز أعزيه".

يقول الأب: "ابني كان متعود كل ما ينزل إجازة يقعد جنبي هنا، أخر مرة كانت طويلة، 14 يوم، زار فيهم كل أهله وأصحابه وحبايبه مسابش حد، وكأنه كان بيودعنا".

يتحدث الأب بحرقة عن ابنه الشهيد النقيب أحمد حافظ أبو شوشة، شهيد عملية الواحات الإرهابية، صاحب الـ23 عاما: "قضى طفولته وشبابه بمدينة الأبطال في السويس في بيت لا يفصله سوى أمتار عن مكتب الفدائي الراحل الكابتن غزالي قائد المقاومة الشعبية ضد الصهاينة"، قبل أن يسرق نظرة للوحة معلقة على إحدى جدران محله يطل منها مبتسما وجه ابنه المرسوم بالرصاص، ابتسامة اغتالتها رصاصات التكفيريين.

 

علاقاته بزملائه وجنوده

 

"كان بيحب زمايله وعساكره لحد أخر نفس في حياته"، يروي حافظ شوشة أن فلذة كبده استشهد بعد مقاومة طويلة، أبى أن يترك جثامين زملائه ويهرب، عثروا عليه مفارقا للحياة مرتديا (فانلة داخلية)، وقال الناجون إنه قطّع "أفروله" في محاولات لربط جروح زملائه وجنوده لوقف نزيف دمائهم الطاهرة، إلا أنها واصلت ري صحراء الواحات المصرية، يقول والد الشهيد.

 

وأضاف، أن تفوق ابنه الرياضي وترتيبه المتقدم بين زملائه الضباط منذ أن كان طالبا، ومهارته في الرماية والاشتباك أهلته ليلتحق بتلك الفرقة التي تعتمد عليها الشرطة المصرية في المهام الصعبة، حيث كانوا يتلقون تدريبات صعبة بين شهري ديسمبر ومارس.

"طول عمر السويس بتخرج أبطال"

 

يصف لنا الأب شجاعة ابنه بفخر يطل من عينيه منافسا للدموع، يقول إنه لم يتعجب عندما علم من الناجين أن ذخيرة البطل انتهت فاستعمل أسلحة وذخيرة زملائه الذين سبقوه لربهم، ودافع عن مصر بجسارة حتى آخر لحظة، لكن الله اختاره لينتقل لمكان أفضل.

ووجه والد الشهيد رسالة لأسر الشهداء قائلا: "متزعلوش على ولادكم.. دول في أحسن مكان".

 

عن الاختيار 2

 

وأعرب شوشة عن شعوره بالفخر لعرض حكايات لا تنسى فى مسلسل "الاختيار 2" عن شهداء الشرطة، متابعًا: "جميع الشهداء أولاده، شرفونا وهم أحياء وبعد استشهادهم، وسعداء جدًا أن الدولة عملت المسلسل لتبين شجاعتهم وتضحياتهم وعدم خوفهم من الموت من أجل الوطن، ولو عندي 10 أولاد هوديهم يستشهدوا من أجل مصر، ياريت المصريين كلهم يعرفوا مصر غالية قد إيه".

جنازة مهيبة

 

وشيّع الآلاف من أهالي السويس جنازة البطل الشهيد من مسجد سيدى عبدالله الغريب، بعد استشهاده رفقة 15 من زملائه أثناء اشتباكات وقعت في الكيلو 135 على طريق الواحات البحرية، خلال مداهمة إحدى البؤر الإرهابية.

الفيديو..

https://www.facebook.com/watch/live/?v=151214240336838&ref=watch_permalink