رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مستريحو الخبز»: مغامرة لـ«الدستور» تكشف تلاعب أصحاب المخابز في قوت المصريين

مخبز
مخبز

«تاخد بدل العيش فلوس، أو زيت وسكر.. سيب بطاقتك ومالكش دعوة وحانحوّش لك الرصيد»، تلك كانت العروض التي يقدمها بعض أصحاب المخابز التموينية للمواطنين في محاولة لإغرائهم من أجل التخلي عن نصيبهم في حصتهم من الخبز، مقابل الحصول على نقود زهيدة أو سلع قليلة.

«الدستور» قامت بمغامرة في 3 مخابز تموينية؛ لرصد تلك الممارسات الخاطئة التي تقوم بها والتي من شأنها سرقتة حصة سلع المواطنين المدعمة والمقدمة لهم من الدولة.


البداية كانت بتقديم محررة «الدستور» بطاقة تموينية لصاحب المخبز من أجل صرف الخبز، وقبل أن تسأله عن إمكانية استبداله بالنقود، سارعها هو بالسؤال: "عايزة عيش ولا فلوس؟"، لتدعي المحررة عدم استيعابها للأمر: "هوّ ممكن آخد فلوس؟ "كيف يمكن الحصول على نقود مقابل الخبز؟ ليبدأ صاحب المخبز في شرح كيفية الحصول على نقود بدلاً من الحصة المقررة في الخبز.

"انتي حاتخدي قدام كل جنيه 5 جنيه" يقولها صاحب المخبز موضحًا أنه إذا كانت بطاقتها تمكنها من صرف خبز بمبلغ 3 جنيهات على سبيل المثال أي ما يعادل 60 رغيفاً ففي هذه الحالة يمكنها استبدالهما بالحصول على 15 جنيهًا أي مقابل استغنائها عن الخبز.

وتابع محاولاً إقناعها أن هذا الأمر يعد الأفضل لها: "ده كدة أحسن لك..انتي تاخدي الفلوس وتعملي بيها اللي انتي عايزاه".

كما حاول صاحب المخزن الاستفاضة في إقناعها بأن الأمر يمارسه كثيرون لديه دون خوف، موضحًا أن الكثير يترك معه البطاقات التموينية ويدخر نصيبه في الخبز أيامًا، ثم يقوم بصرفها بعد ذلك نقودًا عوضاً عن الخبز: "ممكن تاخدي بكل اللي في البطاقة فلوس أو تاخدي جزء فلوس وجزء عيش، وممكن انتي كمان تخلي البطاقة معايا وأنا أحوشلك المبلغ"، فما كان من المحررة إلا الهروب من محاولات إقناع صاحب المخزن لها باستخدام تلك الألاعيب التموينية، بادعائها التفكير في الأمر ثم العودة مجددًا.

الوضع نفسه مع مخبز آخر لتقديم الخبز بالتموين والذي يختلف بشراكته مع مخبز آخر للعيش الفينو بالجيزة، استخدم أصحاب المخبز هذا الاختلاف في التلاعب في حق المواطن في الحصول على نصيبه من الخبز البلدي بطريقة مميزة اذ قدم المخبز للمواطنين عرض الحصول على عدد من الأرغفة الفينو مقابل الاستغناء عن الحصول على الخبز البلدي،  إضافة إلى إمكانية الحصول على نقود مقابل نفس الشئ.

ادعت المحررة أنها لا تعرف عن الأمر شيئاً، واكتفت بسؤاله عن امكانية الحصول على نقود مقابل التنازل عن الحق في الحصول على كل ما ببطاقة التموين من مبلغ لشراء الخبز "البلدي" المدعم، ليؤكد لها على الفور إمكانية ذلك بل يوضح لها الميزة "التلاعبية" التي يقدمها المخبز لزبائنه، وهى إمكانية استبدال العيش البلدي بنظيره الفينو، بسعر بيع الرغيف الفينو، أما الحصول على النقود فقال إن الاستغناء عن رغيف الخبز البلدي الواحد  يكون مقابله 20 قرشًا.

مخبز أخر مجاور في الجيزة لا يكتفي بتقديمه النقود مقابل التنازل عن الحق في الحصول على الخبز، لكنه يقدم للزبون بعض السلع التموينية "المسروقة" كالزيت والسكر والأرز عوضًا عن هذا الخبز، لكن صاحب المخبز أكد لمحررة (الدستور) أن مباحث التموين مشددة جهودها على أصحاب المخابز، لذلك غير متوفر حالياً، لكن ما يمكن تقديمه في الفترة الحالية هو النقود بدلاً من الخبز.

"الدستور" واجهت أحمد مهدي وكيل وزارة التموين بالأمر والذي أكد جهود الوزارة المستمرة في القضاء على مثل هذه التلاعبات التموينية، مؤكداً ملاحقة الوزارة دائمًا لأصحاب المخابز المخالفين، وغلق مخابزهم بصورة كاملة لفترات طويلة، كما طالب بمعرفة التفاصيل الكاملة عن كل حالة من الحالات السالفة الذكر لاتخاذ الاجراءات اللازمة معها.