رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفير أفغانستان بالقاهرة: قواتنا تواجه 20 جماعة إرهابية.. ومستعدون للانسحاب الأمريكي منذ 2014 (حوار)

الدكتور محمد محق
الدكتور محمد محق سفير أفغانستان بالقاهرة

أكد الدكتور محمد محق سفير جمهورية أفغانستان بالقاهرة، أن مسلسل “القاهرة كابول” أعطى للمشاهد المصري والعربي فكرة عن بداية الجماعات الإرهابية وتكوينها ونشأتها خاصة في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وصولا إلى أحداث 11 سبتمبر 2001.

وقال سفير أفغانستان في حواره لـ"الدستور" إن الظروف الجغرافية والجبال الوعرة في الأراضي الأفغانية ساعدت على تواجد الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى أن مخابرات بعض الدول تعمل على تمويلها لاستخدامها كأداة وذريعة لتنفيذ مخططاتهم الإستراتيجية في المنطقة.

فيما وجه الدكتور محمد محق الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أعطى تعليماته لإرسال بعثة الأزهر لتدريب الأئمة والمشايخ في أفغانستان لنشر الفكر الوسطي المعتدل وإضعاف الأفكار المتطرفة، وإلى نص الحوار:

*  في البداية ماذا عن دوركم في مساعدة فريق عمل مسلسل "القاهرة كابول"؟ 

  • نحن في البداية علمنا عن المسلسل عبر الدعاية الإعلانية على الإنترنت ومن خلال الميديا وكنا بالتأكيد نحب أن نقوم بالمساعدة مع الجهة المنفذة للمسلسل.
    وحاولنا الاتصال بالمسئولين عن المسلسل وتواصلنا مع مخرج العمل وأيضا مع الكاتب والسيناريست الكبير عبد الرحيم كمال والذي في الحقيقة أشكره على تعاونه حيث تحدث معي نصف ساعة على الهاتف لشرح فكرة وأبعاد وأهداف المسلسل.
    فالجميع يعرف أن بلادنا كانت ضحية للأعمال الإرهابية وهناك بعض الناس لا يعرفون حقيقة الموقف حيث التصق اسمنا بالإرهاب، ولذلك أخبرني الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال قبل عرض المسلسل أن الأحداث تركز على مخاطر الجماعات الإرهابية وأنشطتها والتي كانت أفغانستان ضحية لها.

* مع اقتراب أحداث مسلسل القاهرة كابول على النهاية.. هل أخبرتني عن انطباعك عن الفكرة والأحداث؟

  • من خلال مشاهدتي لحلقات مسلسل "القاهرة كابول" وجدت خطوة نافعة وإيجابية حيث يعطي للمشاهد المصري والعربي انطباعا أو فكرة عن بداية الجماعات الإرهابية وتكوينها ونشأتها خاصة في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وصولا إلى أحداث 11 سبتمبر 2001.
    وهذه الخلفية من الضروري فهمها لكثير من الناس خصوصا الذين ليس لهم إلمام بالقضايا السياسية والذين يسمعون شذرات من المعلومات من هنا وهناك دون أن يكون لديهم الصورة الجامعة للمشهد الحقيقي لما حدث هناك وبدء نشأة تلك الجماعات وتجنيد عناصرها على الأراضي الأفغانية.

* انطلاقا من مسلسل القاهرة كابول.. كيف تحارب أفغانستان الإرهاب؟

  • أفغانستان تقف في الخط الأول لمكافحة الإرهاب لأن معظم الجماعات الإرهابية ركزوا على تواجدهم وانتشار أنشطتهم داخل الأراضي الأفغانية لأسباب مختلفة منها مساعدة وتمويل مخابرات بعض الدول لهم لاستخدامهم كأداة وذريعة لتنفيذ مخططاتهم الإستراتيجية في المنطقة، وفي نفس الوقت الظروف الجغرافية والجبال الوعرة أيضا ساعدت على تواجد نشاطات تلك الجماعات في أفغانستان.
    مسئولية الحكومة الأفغانية والشعب الأفغاني تكون أثقل في محاربة الموجات العاتية من الإرهاب والتي تحاربها الحكومة بشتى الطرق، نظرا لأن الأعمال الإرهابية تحدث أكثر بكمية أكبر على أراضينا.
    هناك عدة مستويات تتخذها الدولة الأفغانية في محاربة الإرهاب وهي كالآتي:
    - الأول: المحاربة الميدانية تتمثل في تعاون الأمن والشرطة الأفغانية مع المخابرات في قتال تلك العناصر المتطرفة الأمر الذي يكلف البلاد إنسانيا وماديا، ومع ذلك أخذنا على عاتقنا المسئولية ولن نسمح لتلك الجماعات الإرهابية أن يستولوا على البلاد أو أي جزء منها.
    - الثاني: التوعية عن طريق مؤسسات المجتمع المدني والإعلام وكل الطرق المختلفة المتاحة حيث تعمل على مكافحة الفكر المتطرف والأيديولوجية الإرهابية، فمحاربة الحكومة الأفغانية للإرهاب تتخذ صنوفا مختلفة من الحرب الميدانية على الأرض إلى المواجهة الثقافية وهذا جزء من التحركات ضد الإرهاب ومحاربته.

* برأيك لماذا تتزايد وتيرة الهجمات الإرهابية حتى الآن وتحديدا في كابول وكان من ضمنها فى 13 فبراير 2021؟

  • السبب هو عدم التغيير في استراتيجية المخابرات الداعمة لحركة طالبان وتنظيمي القاعدة وداعش وغيرهم من الجماعات الإرهابية في أفغانستان فهم يجدون أرضنا خصبة لأنشطتهم الأمر الذي يؤثر على الأجواء السياسية في البلاد.

* حدثني عن أوجه التنسيق والتعاون الحالي بين مصر وأفغانستان؟

  • أولا أود أن نشكر مصر شعبا وحكومة بمؤسساتها الأمنية والتعليمية والدينية والسياسية وكل المؤسسات المصرية على تعاونهم مع أفغانستان في شتى المجالات وعلى رأس ذلك التعاون ما يقوم به الأزهر الشريف والاتفاقيات التي تمت بينه وبين الحكومة الأفغانية.
    وأشيد باهتمام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب واهتمامه بالطلبة الأفغان والسماح لهم بالحصول على فرص الدراسة ومنحهم منح دراسية في الأزهر.
    كما أود أن أقول إن دور البعثة الأزهرية في كابول مهم للغاية حيث أنهم يمثلون المؤسسة الدينية الممثلة للوسطية الاسلامية البعيدة عن الإفراط والتفريط والمعارضة للأفكار المتطرفة باسم الدين.
    ولا أحد ينكر أهمية تواجد الأزهر على الأراضي الأفغانية حيث أنهم يلهمون كثيرا من شبابنا وعلماؤنا وشيوخنا ويحثونهم على الالتزام بمبادئ الوسطية للفكر الإسلامي المعتدل، وهي خطوة كبيرة وعظيمة والتي تمت بدعم مباشر من الدولة المصرية ونشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على توجيهه وتعليماته للجهات المختلفة في الدولة للتعاون مع أفغانستان في شتى المجالات.

* ماذا عن الدعم المصري لأفغانستان خاصة في ملف مواجهة الإرهاب؟

  • هناك مجالات تعاون أخرى بين مصر وأفغانستان منها المواقف السياسية حيث إن مصر من الدول الداعمة لأفغانستان في مواقفها الدولية خاصة في ملف الإرهاب ومن يستهدف أمننا أو يحاول زعزعة الاستقرار، فالدولتان يؤمنان بأهمية الاستقرار في المنطقة وعدم السماح للجماعات الإرهابية بنشر البلبلة وإضعاف المؤسسات القومية للدولة.
    وهناك تعاون كبير في مجال مكافحة الإرهاب، ولن ننسى دور سفارة مصر في كابول فهي من أول الدول التي فتحت سفارة في كابول وتعاونت مع الحكومة الأفغانية على مشروعاتها التنموية.

* كيف ترى قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانسحاب من أفغانستان؟ وماذا عن استعداد كابول له؟

  • كنا في أفغانستان نأخذ الاستعدادات لتلك الخطوة منذ فترة فأي بلد عليه أن يقف على قدميه ويتحمل مسئوليات أمن مؤسساته واستقرارها وتنمية كل شبر بها ودعم النشاطات التعليمية والثقافية والاقتصادية وغيرها ولكن بسبب الأحداث الأخيرة التي حدثت في بلادنا هي التي فرضت على أن نعمل على مد جسور التعاون مع المجتمع الدولي وتلقي الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية.
    أما بخصوص الانسحاب الأمريكي من الأراضي الأفغانية فهناك تفاهم بين الولايات المتحدة والحكومة الافغانية حيث وعدت أمريكا بأن انسحابها لا يعني قطع الدعم أو التعاون بين البلدين فصحيح الحضور العسكري ينتهي هذا العام لكن التعاون مع الجيش أو الشرطة الأفغانية على مستوى التدريب أو الدعم اللوجيستي سيستمر لأن هناك مصالح مشتركة بينهما.
    وبدأت أفغانستان بالفعل في أخذ الاستعدادات لتلك المرحلة وهي بداية فتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي فهناك اتفاق من جميع الأطراف على دعم المصالحة الأفغانية وعلى دعم المشروعات التنموية ودعم المؤسسات الحكومية وعلى رأسها المؤسسات الأمنية من الجيش والشرطة والمخابرات ولا تغيير في هذه الاستراتيجية وهذه المجالات.
    فالانسحاب ليس له أي تأثير لأنه منذ 2014 والقوات الأجنبية قرروا عدم المشاركة في الحرب ضد الجماعات الإرهابية على أراضينا ومنذ ذلك الوقت وكل القتال الدائر مع القاعدة وداعش وجماعات الإرهاب كانت المسئولية الرئيسية تقوم بها القوات الأفغانية فيما عدا حالات طارئة كان يساعد فيها قوات من الناتو.
    والقوات الافغانية كافية لهزيمة ودحر الجماعات الإرهابية ولكن بشرط التعاون مع المجتمع الدولي لوجيستيا وماليا لأن الحرب على الإرهاب يكلف أفغانستان مليارات من الدولارات سنويا، فهناك أكثر من 20 جماعة إرهابية نشطة في المنطقة ومعظمها تتخذ من الأراضي الافغانية مركزا لأنشطتها.

* رحبت مصر بالجهود الدبلوماسية الدولية الأخيرة في دعم عملية السلام في أفغانستان.. ما هي آخر التطورات في هذا الصدد؟

  • نحن نقدر موقف مصر الذي يتوافق مع مصالح أفغانستان فلا شك أن موقفها متوافق مع ما نريده ونتوقعه من بلد صديق وشقيق، كما نتوقع من المؤسسات الدينية المصرية دعم أفغانستان لسحب الشرعية من أي جماعات إرهابية ومنها طالبان.
    وقد نددت المؤسسات المصرية بكل الأعمال الإرهابية التي تحدث في بلادنا ونتوقع دعم مصر للسلام واستمرار العملية السلمية بين جميع الأطراف في أفغانستان.