رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عصر المرأة».. كيف حولت مشروعات الدولة سيدات القرى الحدودية لرائدات أعمال؟

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي

يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في كل حديث له على أهمية ودور المرأة المصرية مؤكدًا بتعبيره، أنتنّ في قلب الدولة المصرية وعقلها، فحماية سيدات وفتيات مصر أصبح أولوية تحملها كل مؤسسات الدولة.

وقد تحقق  هذا بالفعل في عدة جوانب ، فقد كان للمرأة مكانة خاصة في أجندة القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس السيسي، الذي اولى لها الرعاية الخاصة والاهتمام في عدة نواحي، وكان من بينها مشاريع التمكين الاقتصادي للمرأة خاصة في المناطق الحدودية التي تقل فيها الخدمات، وبالتالي تقل معها فرص العمل ما يجعل العديد من الأسر فيها تحت خط الفقر.

- مشروعات لتمكين المرأة اقتصاديا

لذا جاءت المشروعات التي وضعتها الدولة ضمن أولوياتها العمل على تمكين المرأة اقتصاديًا للنهوض بمستوى معيشة المواطن المصرى، وهو ما تسعى  المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" إلى تطبيقه حيث تعمل من خلال قطاعاتها المختصة على بحث آليات دعم المرأة وتحسين دخلها بقرى الريف وإشراكها بخطة التنمية.

 

في هذا الملف ترصد "الدستور" كيف ساعدت مشاريع التمكين الاقتصادي للمرأة في المناطق الحدودية السيدات على تغيير نظرة المجتمع لهن، وكذلك تحقيق مصدر الدخل لهن.

 

حنان عيد: دعم الدولة كان له الفضل في التسويق لمشغولاتي اليدوية 

 

من سيناء تحدثت معنا حنان عيد، مؤسسة مشروع مشغولات سيناوية اليدوية، عن أهمية مشاريع التمكين الاقتصادي للمرأة المصرية التي أولتها القيادة السياسية تركيز واهتمام واضح خاصة ضمن مشاريع حياة كريمة، للنهوض بوضع المرأة في المناطق الحدودية، مؤكدة أن هذا المشاريع كانت ذات دعم للمرأة البدوية والسيناوية، التي مازالت تعيش ضمن القبائل التي لا تولي أهمية كبيرة لتعليم الفتيات أو السماح لهم بممارسة العمل إلا القلة القليلة.


- الدعم من خلال معارض ديارنا وتراثنا

في البداية أكدت حنان أنها تلقت دعم هائل سواء من محافظتها جنوب سيناء، "على قدر المستطاع توفر لنا المعارض على هامش المؤتمرات لعرض منتجاتنا ومشغولاتنا اليدوية، وكذلك الدعم الذي نتلقاه من جمعية الأسر المنتجة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي الذي ساعد في معارض ديارنا وتراثنا ومعرض اجازة نصف العام ومعارض الجمعيات الأهلية، متابعة: فكان الدعم لنا خاصة في بداية المشروع "كنت مبتدئة و مكنش حد هيعرف شغلي، ففي البداية كنا مجموعة من الفتيات بكميات بسيطة من المشغولات".

 

وأوضحت أنها تلقت الدعم ايضًا من وزارة الشباب والرياضة التي أصبحت متبنية مشروعنا لتوفير معارض نعرض من خلالها منتجاتنا عن طريق الوزارة، وكذلك من خلال وزارة التنمية المحلية أيضًا التي تقوم بإشراكنا في أي فعالية تابعة للمحافظة، مضيفة أن هذا الدعم ساعدها في المشاركة في مؤتمر التنمية المستدامة 2020 تبع وزارة التخطيط والذي أقيم في القاهرة ومعرض بداية في محافظة الإسكندرية، ومعارض سانت كاترين وملتقى الأديان، وشاركت في كافة مؤتمرات شرم الشيخ.

- تمثيل مصر في مهرجان خيرات بلادي في الكويت 

ومثّلت حنان مصر في مهرجان خيرات بلادي والذي أقيم في دولة الكويت العام الماضي حيث تم ترشيحها من  قبل محافظتها لعرض منتجاتها ومشغولاتها ضمن مشاريع تمكين السيدات الاقتصادية، وحاليا تجهز لمعرض يُقام خلال شهر مارس الجاري للاحتفال بشهر المرأة والذي سيقام في شرم الشيخ، ستقوم فيه بتمثيل وزارة الشباب والرياضة ووزارة التضامن الاجتماعي.

- حنان أصبحت مسؤولة عن 300 سيدة وفتاة في مشروعها

وأشارت إلى أن أن هذا الدعم الذي تلقته من كافة الوزارات ومن الدولة كان له الفضل فيه أن يكبر مشروعها بعد أن بدأت بعدد محدود من أقربائها، أصبحت مسؤولة عن 300 فتاة وامرأة في مشروعها، وأصبح لهذا المشروع كيانه الخاص لمساعدة ودعم كل هؤلاء السيدات والفتيات وتوفير مصدر الدخل والرزق لهن ومن ترغبن في تحسين دخلهن لمساعدة الاسرة، "حتى من ليس لديها الخبرة أقوم بتدريبها حيث ساعدتني وزارة الشباب والرياضة أن أكون مدربة معتمدة  في بعض الحرف، واقوم بالتدريب في بعض الجمعيات الأهلية وكذلك يتم الاستعانة بي للتدريب في المدارس".

 

- مضاعفة حجم الانتاج بعد الدعم من الجهات الحكومية 

تحكي حنان أن هذا الدعم وأكثر كان له الفضل أيضًا أن يرتفع حجم إنتاجها من المشغولات والمنتجات بعد أن كان 2000 قطعة سنويًا تضاعف هذا الرقم واكثر، كذلك بعد أن كانت تبيع بالقطعة أصبح البيع بالجملة من خلال توفير المنتجات للبزارات والمحلات، مضيفة "كل ما بنشارك في معارض حركة التسويق لنا تزداد وبالتالي عدد الإقبال على مشروعنا مشغولات سيناوية يزداد بكثرة وأصبح نُطلب بالاسم".

وقالت إن وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التنمية المحلية توفر برامج دعم المشاريع سواء كانت منزلية أو صغيرة، وتوفير الدورات التدريبية وندوات التوعية للسيدات بالمحافظة عن كيفية تأسيس مشروع ودراسة الجدوى، وهو يحقق اتجاه الدولة في أن يكون لكل امرأة مشروعها الخاص، والذي تعد أفضل من الوظائف الحكومية في هذا الوقت، قائلة: "لو كل سيدة ركزت  على تأسيس مشروع مش هتدور على الوظيفة والشباب أيضا والتركيز على انجاحه بل سيساعد في توفير فرص العمل للعشرات بل والمئات معه من الشباب، لو خيروني بين الوظيفة الحكومية والمشروع الخاص هختار المشروع، فكلما زاد عدد السيدات معنا في المشروع زاد الإنتاج وزاد مصدر الدخل".

- خروج الفتاة في المجتمع القبلي أمر صعب 

وأوضحت أن أهمية هذه المشروعات في محافظتها أن الكثيرات منها غير متعلم "لأننا محافظة حدودية وقبلية وبدوية وحياة الفتيات محكمة بالعادات والتقاليد وخروج البنات صعب وتعليمهم إلى حد ما حتى الآن  إلا قلة قليلة".

وتابعت أن خروج الفتيات للعمل وتأسيس مشروعها في مجتمعنا القبلي أمر صعب ولكن كان لأسرتي الفضل في هذه المكانة التي وصلت لها، خاصة مع تحقيقي لهذا النجاح في المشروع ومساعدة مئات الفتيات معي للوصول إلى هذا النجاح في مشروعنا، ولم يك ليتم هذا النجاح لولا دعم الدولة لنا وتوفير المعارض التي نعرض من خلالها مشغولاتنا ومنتجاتنا والتسويق لنا بحيث أصبح لنا اسم ومكانة مطلوبين.

 

 - منى بدران : برنامج "فرصة" غير حياة أسرتي ووفر دخل كبير لنا

 

منى بدران زوجة وأم لأربعة أطفال تعيش مع زوجها الذي يعمل فلاحا بالأجرة في قرية هارون التابعة لمحافظة الفيوم، قالت “ تغيرت حياتي وحياة أسرتي بالكامل من خلال برنامج فرصة التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، والذي سعى لتمكين المرأة من خلال مشروعات الثروة الحيوانية، مضيفة  "القرية التي أعيش فيها مع أسرتي صحراوية وأغلبنا من البدو ليس لدى  رجالنا عمل ثابت، بل يعمل أغلبهم باليومية وأحيانًا لا يدخل منزلنا جنيه واحد، فاضطررت للعمل في محل لبيع الدواجن ولكن راتبي كان 150 جنيها فقط".

وتابعت في فبراير الماضي، تم إطلاق برنامج فرصة لتمكين المرأة من خلال مشروع  الثروة الحيوانية، وكان هناك بعض الشروط للتقديم منها أن يكون للأسرة طفل أقل من 5 سنوات، وبالفعل أحضرت شهادة ميلاد طفلي وبطاقة الرقم القومي لي ولزوجي وتقدمت للمشروع، مشيرة حصلت على خروفين بعد التقديم بأقل من شهر مقابل سداد مبلغ زهيد كل شهر، وأنجب أحد الخروفين في اليوم التالي لحضوره لمنزلي وبعت مولودته مقابل 1500 جنيه.

- مشروع الثروة الحيوانية وفر لدي مصدر خل عال

واستطردت" أحتفظ بـ 4 خرفان وأبيع دائما وليدهما مما وفر لي مصدر دخل عال أساعد به زوجي وأبنائي، الذين يدرسون في المرحلة الثانوية والإعدادية بالإضافة لطفل في الحضانة وطفلة لم يتخطى عمرها الثلاثة أشهر.

 

وقالت منى "برنامج فرصة غير حياتي أنا وأسرتي فبعد ما كنا لا نجد قوت يومنا لأيام كثيرة، أصبح هناك دخل كبير توفره لنا الثروة الحيوانية التي أصبحت ملك لنا، مؤكدة "بفضل دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزارة التضامن الاجتماعي للسيدات وتوفير فرص عمل لهم تزيد دخلهم كانت ستظل حالتنا ووضعنا المادي سيء جدًا.

 

- هبة عبدالسميع: مشروع وزارة التضامن وفر لأسرتي دخل ثابت

 

ومن محافظة الفيوم  أسست هبة عبدالسميع مشروعها الخاص من خلال برنامج فرصة التابع لوزارة التضامن الاجتماعى ، والخاص بسلاسل القيمة للإنتاج الحيوانى المنزلى فى مصر، بالتعاون مع الجهاز التنفيذي للمشروعات المتكاملة بوزارة الزراعة، والذي تهدف إلى تمكين المرأة اقتصاديًا وخاصة في المناطق الحدودية.

و قالت هبة إنها سعت لتلبية كافة الإجراءات والأوراق المطلوبة يساعدها هذا المشروع في معاونة زوجها الذي يعمل سائق على أحد "الميكروباصات"، لزيادة مصدر دخلهم ومساعدتهم في تربية أبنائهم الثلاثة وتعليمهم تعليم جيد في مراحله الابتدائية حاليا. 

- طبيعة المشروع 

وعن طبيعة هذا المشروع الذي ساعدتها الوزارة في بدايته، أوضحت أنه عبارة عن استلام نعجتين عشار أي حوامل يبيعون من الناتج الخارج منها أي "الولدة"، بحيث يكون هذا مصدر الدخل لهم خاصة وأن القرى تشتهر بتربية المواشي وبيعها سواء للجيران في محيط قريتها، أو بالذهاب إلى السوق لبيعهم "بيبقى ليهم ناسهم في السوق مستنين" وأحيانًا يأتي المشترون إلى من يربي النعاج بشكل مباشر عن طريق المعارف والأقارب والجيران.

وتابعت أنها بعد استلام النعجتين تقوم بتسقيط سعرهم على أشهر بحيث تدفع 200 جنيه كل شهر، وبفرحة تقول: "آخر 200 جنيه هندفعهم الشهر الجاي ويبقوا بتوعنا على طول وابقى من أصحاب المواشي الحمد لله، موضحة أنه حتى سداد المبلغ كاملًا ثمن النعجتين لا يمكنها التصرف فيهم بل ما تملكه هو الخرفان الصغيرة التي ولدتها النعجات التي ولدت مرتين حتى الآن".

وأوضحت: وبعد تسديد ثمنهم يصبحون ملكها يمكنها التصرف فيهم ولكنها لن تفعل هذا ليظل مصدر دخل ورزق ثابت يعينها هي وأسرتها، مضيفة أن هذا المشروع ساعدها كثيرًا فكل عام تنجب كل نعجة واحد أو اثنين، ويمكن بيعها وانتظار "الخلفة" الجديدة لبيعها واستطاعت أن يكون لها من فلوسنا مصدر دخل شبه ثابت، يتم تحديده حسب والدة النعجة.

مي جمال: عملت في صناعة السجاد بعد ورشة تدريبية مجانية 

 

ظروف حياتية قاسية عاشتها مي جمال، 18 عامًا،  من سكان إحدى قرى محافظة الفيوم، فلم تلتحق بالمدرسة مثل الكثيرات من بنات قريتها مع ضيق يد أسرتها وقلة دخلهما اليومي حيث يعمل والدها باليومية ولديه5 أبناء بجانب منى، إلا أنها منذ عام تقريبا تغيرت حياتها للأفضل بعد أن أصبح لديها دخل ثابت يصل إلى 1000 جنيه شهريًا من عملها بصناعة السجاد اليدوي.

- مبادرة حياة كريمة تطور قريتنا وتحسن أحوال سكانها

وقالت مي، كانت قريتنا من القرى الأكثر فقرًا التي تدخل برنامج حياة كريمة لتطويرها وتحسين أحوال سكانها المعيشية من خلال تدشين مشاريع خاصة بالفتيات والسيدات ومنها مشروع السجاد اليدوي، مضيفة وفرت جمعية صناع الخير بالتعاون مع حياة كريمة دورة تدريبة للفتيات على صناعة السجاد اليدوي لمدة 4 أشهر بالمجان، حصلت عليها بجانب التحاقي بمدرسة اليوم الواحد التي أخذت على عاتقها تعليم الفتيات المتسربات من التعليم.

-  حصلت على وظيفة بـ ١٠٠٠ جنيه شهريًا

وتابعت لم تكتفِ المبادرة بالدورة التدريبية فقط وإنما وفرت لنا فرصة عمل بمصنع للسجاد اليدوي بالقرية أحصل منه على مرتب بقيمة 1000 جنيه شهريًا، مشيرة " حولتني المبادرة من فتاة تنتظر عودة والدها اليومية للحصول على الطعام إلى مصدر إضافي لدخل العائلة التي لم يكن والدها وحده قادر على توفير التزاماتهم بسبب عمله باليومية.

 واستطردت جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتطوير القرى الأكثر فقرًا جنينا نحن ثمارها فتحولت منازل القرية من حجرات مبنية من الطين والخوص إلى منازل حقيقية، بفرش جديد ودخلت لنا الكهرباء والمياه ورُصفت الشوارع، موضحة المبادرة لم تهتم بالشكل الخارجي للقرية فقط، وإنما سعت لتطوير المواطنين أنفسهم بتوفير فصول لتعليم المتسربات من التعليم، وتوفير مشاريع كثيرة تساعد السيدات في توفير فرص عمل لهم.