رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأعلى إصابة».. كيف تتعامل فنادق الصعيد مع الموجة الثالثة لكورونا؟

الرئيسية - أرشيفية
الرئيسية - أرشيفية

"الأعلى إصابة" كانت آخر بيانات وزارة الصحة المصرية، لتعلن من خلالها أن هناك 6 محافظات هي الأعلى إصابة بكورونا على رأسها محافظات الصعيد، تأتي سوهاج في المقدمة كذلك أسوان وقنا، ما جعل تلك المحافظات لديها الكثير من المحاذير في مختلف الحياة فيها، آميلن أن تكون تلك الإجراءات التي يتشددون فيها هي سبيلهم في الرجوع إلى المعدل الطبيعي في عدد الإصابات والتراجع في تلك الأعداد الكبيرة.

وتعد السياحة ضمن أهم المجالات التي تأثرت بهذه الأزمة، لذا يحاول الجميع في تلك المحافظات وضع حلول جذرية للتصدي لهذه الأزمة، على رأسها مطالبة الخبير السياحي عادل أبو الحسن، عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق السابق بجنوب الصعيد، بسرعة تطعيم العاملين بالقطاع السياحي في الصعيد ضد فيروس كورونا، استعدادًا لعودة الحركة، على غرار شرم الشيخ والغردقة اللتان أوشكتا على الانتهاء من تطعيم كافة العاملين.

ويرى أن ارتفاع درجة الحرارة يعد أحد عوامل خروج تلك المحافظات من سباق الإشغالات في عيد الفطر القادم، بالرغم من عروض شركة مصر للطيران وشركات السياحة، أيضًا ما تقوم به الدولة في الاهتمام بمنتج السياحة التاريخية والآثار المصرية، وهي الجهود التي تتطلب تحركات مضاعفة من الوزارة في الفترة المقبلة.

في تقرير نشرته مجلة "ريدرز دايجست"، قالت إن السفر والسياحة كانا من بين القطاعات الأكثر تضررًا من إجراءات الإغلاق التي فُرضت لإبطاء انتشار فيروس كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، وحسب بعض التقديرات، من المتوقع أن تكون خسائر هذه الصناعة على الصعيد العالمي بحدود 1.2 تريليون دولار.

وتواصلت "الدستور" مع عدد من العمالة الموجودة في بعض فنادق الصعيد، والذين فضلوا الحديث عن الإجراءات التي يقومون بها في تلك الفترة الصعبة، دون الإشارة إلى أسمائهم الحقيقية خوفًا من وقوع أي ضرر عليهم، في ظل فترة يحتاجون فيها إلى العمل ولا يطيقون مرارة التسريب منه، بحسب قولهم.

• أحمد: جهاز كشف الحرارة أول من يستقبل الزوار

البداية كانت مع أحمد خلف، 30 عامًا، وهو أحد العاملين في الاستقبال بأحد فنادق محافظة أسوان، قال إن الإجراءات التي وضعتها الفنادق في الوقت الحالي مع إعلان أسوان ضمن أعلى 6 محافظات إصابة بـ"كورونا" لم تختلف كثيرًا عما سبق، إنما زادت الحملات التفتيشية عليها، للحفاظ على نسبة الإشغال القليلة الموجودة في الوقت الحالي.

وعن تلك الإجراءات، أخرج جهاز كشف الحرارة وتحدث متابعًا ومشيرًا إليه، أن هذا الجهاز هو أول ما نلتقي به في بداية دخول الفندق، لقياس درجة حرارة كافة العاملين والمترددين على الفندق، وفي حالة وجود أي اشتباه يتم حجزه وعزله بعيادة الفندق مع إبلاغ المديرية، كذلك لديهم التزام كامل بارتداء الكمامات وعدم خلعها لأي سبب، إلى جانب التعقيم المستمر للأرضيات والغرف والحمامات، وهناك سائل تعقيم "هنا" -مشيرًا إلى مكتب الاستقبال- يستخدمه الزائر عند دخوله.

وفي تصريحات سابقة له، أكد الدكتور نجيب نجيب، مدير الطب الوقائي بالإدارة الصحية بأسوان، أن فريقًا مشتركًا من مديرية الشئون الصحية بأسوان عقد ندوات للتعريف بطرق الوقاية والعدوى والتعريف بمخاطر فيروس كورونا ‏بأحد فنادق أسوان، بحضور عدد كبير من العاملين في المجال السياحي بمختلف فنادق محافظة أسوان.

في سوهاج كان الوضع أكثر أزمة، فقد تم إعلانها من أعلى المحافظات إصابة بكورونا، ما اضطر الدكتورة هالة زايد، وزير الصحة والسكان، إلى انتداب 24 طبيبًا من محافظتي القاهرة والجيزة؛ للعمل لمدة شهرين بمحافظة سوهاج، من تخصصات التخدير والرعاية المركزة والباطنة، الأمر الذي حوّل الحديث عنها كأنها بؤرة لانتشار "كورونا" التي عادت بشراسة في الموجة الثالثة لها، وبحسب أحدث إحصائيات "الصحة" فهي تسجل يوميا ما لا يقل عن 150 حالة إصابة.

• فتحي: التدابير الاحترازية مرتفعة بالمحافظة

وهنا جاء الحديث مع فتحي علي، عامل بأحد فنادق سوهاج، الذي يقول إن هناك تدابير احترازية مرتفعة في كافة الأماكن بالمحافظة لا الفنادق فقط، ورغم ذلك فالحالات متزايدة بسبب غياب الوعي لدى كثير من المواطنين، مشيرًا إلى أن كافة الأمور لا تزال مجهولة في المحافظة، أما عن الإجراءات المتبعة في الفندق لم تتغير كثيرًا عن المعتاد من ارتداء الكمامات والتعقيم المستمر وقياس درجات الحرارة، إلا أن نسبة الإشغال ليست كبيرة.

وفي تصريحات سابقة له، طالب الدكتور محمود فهمي، نقيب الأطباء بسوهاج، بفرض حظر التجول في المحافظة، بسبب غياب الوعي وتخلي الكثير من مواطنيها عن الإجراءات الاحترازية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة وارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير، وأكد كلماته الدكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج، في أن الوضع الحقيقي للمحافظة يدعونا إلى ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية.

"ليس الصعيد فقط"، هي الكلمات التي كانت ردًا من الدكتور علاء عيد، رئيس الطب الوقائي بوزارة الصحة، فهو يرى أن الإصابات في الصعيد ليست كثيفة للدرجة المقلقة، مفسرًا ذلك بأن موسم شهر رمضان كان من المتوقع فيه زيادة الأعداد، بسبب عدم التزام الناس بالإجراءات الاحترازية والوقاية، وكذلك لا زالوا محافظون على عادة السهر حتى الفجر سويًا دون مراعاة أي إجراءات وقائية.

عبدالفتاح العاصي، مساعد وزير السياحة والآثار للرقابة على المنشآت الفندقية والأنشطة السياحية، عبّر عن حرص وزارة السياحة والآثار في الاهتمام بتقديم اللقاح المضاد لـ"كورونا" بكافة العاملين في القطاع السياحي، وتسهيلاً على المنشآت الفندقية تم توفير مراكز التطعيم داخل بعضها، بدأت في محافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء، إلى جانب الفرق الطبية التي تنتقل للفنادق لتطعيم العاملين، وكذلك المراكز المخصصة للتطعيم، ولا تزال تلك الحملات مستمرة.

"التفتيش المستمر"، وهكذا استطرد "العاصي"، في حديثه، أن هناك لجانًا سرية ترسلها الوزارة لمتابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية، والمنشأة التي يثبت مخالفتها يتم التعامل معها قانونًا بحسب تعليمات مجلس الوزراء في هذا الشأن.