رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

للقضاء على الفتاكة منها.. تفاصيل أول مشروع قومي لدراسة أمراض المصريين

مشروع الجينوم المرجعي
مشروع الجينوم المرجعي للمصريين

أسابيع قليلة وتبدأ الحكومة في تنفيذ التوجيهات التي أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي بداية مارس الماضي، بإطلاق أول مشروع قومي لدراسة الجينات المرضية للمصريين، بهدف الوصول إلى علاجات فعالة لتحسين حياة وصحة المواطنين، والقضاء على الأمراض الفتاكة التي تودي بحياة الكثيرين منهم خاصة أمراض القلب والسرطانات المختلفة. 

وتكشف الموازنة العامة للدولة للعام المالي المقبل 2021-2022 المطروحة للمناقشة داخل مجلس النواب؛ التفاصيل الكاملة عن المشروع ومخصصاته والجهات المشاركة فيه المدة الزمنية المقرر إنهائه خلالها، وحسب بيانات الموازنة فإن المشروع يأتي تحت  مسمى "الجينوم المرجعي للمصريين"، يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري، تتضمن تحديد المؤثرات الجينية في تأثير الأدوية وعلاج الأمراض المختلفة، وتحديد العوامل الجينية المؤثرة في الاستجابة لأسباب الأوبئة المختلفة، بما يساهم في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروسات. 

كما يساعد المشروع على فهم تركيبة الجينوم البشري، من خلال دراسة الجينوم المرجعي للمصريين القدماء، حيث تعد الحضارة الفرعونية الأولى في التاريخ، ومن ثم فإن فهم تركيبة الجينوم الخاص بهم، قد يسهم بشكل كبير في كشف الأسرار الخاصة بالحالة الصحية للمصريين في تلك الفترة والأمراض التي كانت تصيبهم.

ووفقًا لما أوضحته بيانات الموازنة يبدأ المشروع مع انطلاق العام المالي 2021-2022 وينتهي مع موازنة 2026، بتكلفة تبلغ نحو 100 مليون جنيه. 

وتبدأ الخطوات التنفيذية للمشروع بإنشاء معملًا وطنيًا متخصصًا في أبحاث الجينوم يسمى "المركز المصري للجينوم"، ويقع تحت مظلة أكاديمية البحث العلمي، والطب التجديدي والخلايا الجذعية التابع لوزارة الدفاع، وبمشاركة كل الجهات البحثية المصرية ذات الخبرة في علم الجينوم.

ويستهدف المشروع تجميع 100 ألف عينة عشوائية، ممثلة لكل فئات الشعب المصري في جميع المحافظات، حيث سيتم البدء بالحصول على عينات من أشخاص أصحاء، بهدف بناء قاعدة البيانات للجينوم المرجعي المصري، يليها مرحلة أخرى يتم خلالها أخذ عينات من الأشخاص المصابين ببعض الأمراض القاتلة مثل أمراض القلب والأورام السائدة، وبعدها تتولى اللجنة العلمية دراسة الجينوم الخاص بهم، ومقارنته بالجينوم المرجعي الذي تم التوصل له من الأشخاص الأصحاء، بما يساعد على فهم طبيعة تفاعل أجسام المصريين مع الأمراض، وبالتالي التوصل إلى العلاجات الفاعلة.

ووفقًا للتعريفات العلمية يعرف الجينوم المرجعي بأنه قاعدة بيانات رقمية لتسلسل الحمض النووي، يتم تجميعها من قبل العلماء كمثال تمثيلي لمجموعة الجينات في كائن فردي مثالي لأحد الأنواع، لكنه لا يمثل أي فرد، بل يحدد صفات عامة.