متلقو عقار كورونا: التاريخ المرضي يحدد نوع اللقاح.. ومعاملة الأطباء ودودة

"اللقاح سيكون مجانًا"، كلمات بعثت برسالة أمان وطمأنينة للكثير من المصريين بعد نجاح وزارة الصحة في تحقيق المعادلة الصعبة التي عجزت عنها دول أخرى، وهى توفير نوعين من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا والذي وضع العالم كله في أزمة بكافة المناحي، وتلك اللقاحات موجودة في العديد من المناطق على مستوى الجمهورية.

وخصصت وزارة الصحة موقعًا إلكترونيًا لتسجيل الراغبين في تلقي تلقي اللقاح وتضع فيه عدد من البيانات الشخصية، مصاحبًا لها التاريخ المرضي للشخص، وأخذت مجموعة من الأشخاص على عاتقها مهمة أخذ اللقاح ونقل تجربتها إلى الآخرين، بدايتها كانت مع الفرق الطبية في مستشفيات العزل إلى أصبح الأمر أشبه بتريند يتسابق في نشره الكثيرون، حيث امتلئت مواقع التواصل في الوقت الحالي بالمنشورات التي تحكي عن تجربة أخذ اللقاح في المراكز المختلفة، من مواطنين عاديين ومشاهير ومسئولين حكوميين.

"الدستور" تواصلت مع عدد من الحاصلين على لقاح كورونا الذين أكدوا في رواياتهم أنه ليس لديهم اليد في اختيار نوع اللقاح الذي يتلقوه؛ لأن الطبيب يطلع في البداية على التاريخ المرضي له، وبناءً عليه يقرر اللقاح المناسب له، سواء "استرازينيكا" البريطاني أو "سينوفارم" الصيني.

نورا: شجعني أصدقائي على تلقي اللقاح

نورا عبدالله، امرأة خمسينية، تعيش في منطقة حلوان لم تكن لديها اقتناع بتلقي اللقاح، لكن شجعها أصدقائها على وقاية نفسها من الإصابة بـ"كورونا" المستجد، خاصة وأن الموجة الأخيرة سريعة الانتشار، وأخذت الخطوة بالتسجيل على موقع وزراة الصحة التي خصصته للمواطنين الراغبين في الحصول على اللقاح.

بدأت "نورا" في ملء بياناتها المطلوبة، ونوهت خلال التسجيل أنها مريضة ضغط، ولم يمر سوى يومين حتى وجدت رسالة على هاتفها المحمول تُعلِمها بموعد ومكان تلقي اللقاح، ووصلت في الموعد المحدد لها، وعندما طلبت ألا تأخذ لقاح "استرازينيكا" خوفًا من حدوث جلطات لها، وجدت أن الاختيار لا تملكه، لأنه حسب كونها مريضة ضغط فاللقاح المقرر لها هو "استرازينيكا".

تروي نورا لـ"الدستور" أنها تلقت الجرعة الأولى في الأمس، وحاليًا تشعر بألم في ذراعها وارتفاع بسيط في درجة حرارتها، لكنها سارعت بتناول "باندول" الأزرق، لتشعر فيما بعد بتحسن.

خالد: تلقحت بـ"سينوفارم" ولم أشعر بأي أعراض مرضية

التقط منها أطراف الحديث، خالد عمار وهو رجل أربعيني، يقطن في منطقة عابدين، جاءته الرغبة في التسجيل لتلقي اللقاح بعدما وجد أن عدد كبير من أقاربه أصيبوا بالفيروس خلال الموجة الثالثة، وكانت الأعراض شديدة عليهم، فاتجه لموقع التسجيل لوقاية نفسه وأسرته من خطر "كورونا" المستجد، وبالفعل في اليوم التالي أُرسلت له رسالة بموعد ومكان تلقي اللقاح.

وبنبرة رضا، روى عمار لـ"الدستور" أنه كان سعيدًا لسهولة ويسر إجراءات التسجيل، لكون الفريق الطبي متعاون وودود، مشيرًا إلى أن الجرعة بالمجان وليست بمبلغ رمزي كما أُشيع من قبل، ولكونه من مرضى الفشل الكلوي فكان نصيبه من لقاح "سينوفارم" الصيني، مؤكدًا: ولم تحدث أي أعراض حتى الآن.

وقال: "فيه حاحة لازم الوزراة تغيرها عشان المجهود الكبير دا ميضيعش"، فالإقرار الذي قام بالتوقيع عليه مكتوب بصيغة مقلقة لمن يتلقى اللقاح، وتجعل هناك رهبة وخوف من الحصول على اللقاح، وحصلت "الدستور" على نسخة من ذلك الإقرار.

عمرو: تشجعت بعد تلقي "السيسي" اللقاح

قصتنا الأخيرة كانت مع عمرو علي، وهو شاب ثلاثيني، والذي تشجع كثيرًا وأقدم على خطوة التسجيل لتلقي اللقاح بعدما قرأ عن تلقي الرئيس السيسي للقاح، أيضًا ملاحظته لتهافت الكثير من الأشخاص الذين يتواصلون معه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتلقي اللقاح، حيث يضع كل شخص صورته أثناء تلقي اللقاح ويحكي عن تجربته التي كانت مرضية لجميع من رأى منشوراتهم.

بالفعل توجه علي إلى موقع التسجيل وتابع الخطوات فيه، ثم تلقى رسالة بأن موعد الجرعة الأولى له في 30 إبريل مصاحبًا له رقم التسجيل والمستشفى التي سيتلقى فيها اللقاح، وحين جاء الموعد وذهب إلى المكان المقرر له استلم ورقتين الأولى خاصة بالبيانات الشخصية واستبيان عن التاريخ المرضي وإقرار مسؤوليتك عن اللقاح، بعدها تسلمت موظفة بطاقته الشخصية وأعطته "كارت" للمتابعة موضحة فيه موعد الجرعة الثانية.

الخطوة التالية كانت في عيادة بها طبيب يطلع على التاريخ المرضي ثم يبلغ الممرضة بنوع اللقاح المفترض أن يأخذه وهو "سينوفارم" لكونه يعاني من "الروماتويد"، والجرعة عبارة عن نصف ملجرام في منتصف الكتف الأيسر.

ويروي لـ"الدستور" أن أعراض اليوم الأول بدأت بعد ساعة من تلقي اللقاح وهو عبارة عن ألم مقبول لكنه زاد في نهاية اليوم ووصل إلى الشعور بثقل في الذراع كلها، وتلاشى الألم تدريجيًا بتناول قرص باراسيتامول، في اليوم الثاني استمر ألم الذراع لكن بصورة أخف وبدأ الشعور بهمدان في الجسم حتى منتصف اليوم، ومع حلول اليوم الثالث اختفت كل الأعراض وعاد لطبيعته.

استشاري باطنة: نختار للمتلقح نوع اللقاح بناء على تاريخه المرضي

لكن ما السر في عدم اختيار المتلقحين لنوع اللقاح الذي يأخذوه؟ الإجابة وضعتها بين أيدينا الدكتورة عزة أبو النور، استشاري الباطنة والكلى بمستشفى إمبابة العام في الجيزة، وهي إحدى المستشفيات التي تقدم خدمة تلقي اللقاح، فقالت إن هناك نوعين من اللقاحات متوفر في مراكز التلقيح التي وُفرت فيها تلك اللقاحات بشكل مجاني، وهما استرازينيكا البريطاني وسينوفارم الصيني، مشيرة إلى أن هناك لائحة من وزارة الصحة باستخدامات كل لقاح حسب التاريخ الطبي للمُلقح.

أوضحت أبو النور، لـ"الدستور"، أن لقاح سينوفارم الصيني يتم التلقيح به لكل مرضى السرطان والفشل الكلوي وكل مريض يأخذ أدوية بها "كورتيزون"، أما أي أعراض أخرى في التاريخ الطبي للمُلقح يتم إعطائه لقاح "استرازينيكا".

وأشارت إلى أن هناك أعراض طبيعية تظهر بعد عملية التلقيح وتختلف من شخص لآخر، فهناك أشخاص لا تظهر عليهم أي أعراض حتى بعد مرور أيام من تلقي اللقاح، وآخرين يشعرون بارتفاع درجة الحرارة أو رعشة أو أعراض أخرى تشبه الإنفلونزا العادية، موضحة أن ذلك ناتج عن تفاعل اللقاح مع الجسم لتكوين الأجسام المضادة.

بحسب أحدث الإحصائيات، عبر الموقع الرسمي لتسجيل إحصاءات الكورونا على مستوى العالم، فقد بلغ عدد المتلقحين في مصر 660 ألف شخص ما بين الفرق الطبية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وبحسب إحصائيات وزارة الصحة بلغ إجمالي إصابات "كورونا" حتى الآن 231803 شخص، ووصلت الوفيات إلى 13591 شخص، أما نسبة الشفاء بلغت 173341.