رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حياة كريمة» توعى نساء الريف بحقوقهن

حياة كريمة
حياة كريمة

منذ انطلاقها لم تكتف المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بتطوير المستوى الخدمى والمعيشى لسكان ١٥٠٠ قرية فى مختلف المحافظات فقط، بل سعت أيضًا إلى تطوير المستوى الثقافى والفكرى للمواطنين، وخصصت مجموعة من الأنشطة التى تهدف لتغيير عدد من العادات والمفاهيم الخاطئة المنتشرة فى الريف المصرى.

مبادرة حياة كريمة 

ونظم القائمون على «حياة كريمة» فى مختلف المحافظات عددًا من الحملات والندوات التثقيفية لمواجهة بعض العادات والمفاهيم الخاطئة الخاصة بقضايا المرأة مثل ختان الإناث والزواج المبكر، بالإضافة إلى النظرة المجتمعية السلبية للأرامل والمطلقات والنساء اللاتى يعملن ليلًا، ما كان له أبلغ الأثر فى تغيير هذه المفاهيم، وفقًا لما ترويه عدة سيدات من محافظات مختلفة لـ«الدستور». 

«اللى كان رابطنا بيكو راح»، بهذا بدأت تجربة السيدة وفاء رشاد بعد وفاة زوجها فى التعامل مع نظرة الأهل والمجتمع للأرملة، خاصة بعد المعاملة السيئة التى لقيتها من أهل زوجها المتوفى، ومحاولات بعضهم الجور على حقوقها، ما تسبب فى نشوب نزاعات بين عائلتها وعائلة زوجها. 

فى البداية لم يكن أمام الشابة العشرينية، ابنة محافظة البحيرة، أى مفر من الاستسلام لواقعها المرير بعد أن أصبحت أرملة، وقالت: «الجميع كانوا يعاملوننى بشكل سيئ وكأنى كنت سببًا فى موت زوجى، كما كانوا يعاملون أبنائى بنفس الطريقة، بعدما فقدنا سندنا فى الحياة». وأضافت: «مع بدء الندوات التثقيفية التى نظمتها مبادرة «حياة كريمة» على مدار ٣ أشهر متتالية تمكنت من اكتساب القوة لتغيير نظرة المجتمع وتعامله معى كأرملة إلى حد كبير، حتى إنى طلبت من أحد القائمين على الندوات الذهاب معى إلى منزل عائلة زوجى ومناقشتهم فى تصرفاتهم تجاهى».

قد يهمك أيضا:

وتابعت: «بالفعل جاء معى وفد من المبادرة، وناقشوا أهل زوجى فى مستحقاتى بعد وفاته، والطريقة المثلى للتعامل معى ومع أبنائى، وبعد عدد من الجلسات تغير تعاملهم معى، وتم حل الخلافات وتمكنت مع أبنائى من العيش بسلام».

نظرة المجتمع الريفى للمطلقة كانت هى السبب فى معاناة السيدة نادرة جمعة، من قرية أبوبكر الصديق بمحافظة الفيوم، البالغة من العمر ٤١ عامًا، بعدما طلقها زوجها منذ عدة سنوات، ما جعلها تسقط فى قبضة النظرة المجتمعية الخاطئة للمرأة المطلقة، مع عدم السماح لها بالعيش بحرية.

عن ذلك قالت: «المطلقة فى الريف أشبه بالملعونة، ولم يكن أمامى إلا الموافقة على الطريقة الغريبة التى يعاملنى الآخرون بها، لأننا تربينا على أن المطلقة يسلب منها العديد من الحقوق التى تتمتع بها المرأة بشكل عام». وأضافت: «نظرتى لنفسى وللمجتمع قد تغيرت تمامًا بعد حضورى الجلسات التثقيفية التى أقامتها مبادرة «حياة كريمة» بقريتى، لأنها عمقت بداخلى فكرة الاعتماد على النفس، وضرورة مواجهة الثقافة التى تجعل عائلتى تعاملنى باعتبارى عبئًا وتتحكم فى مصيرى».