رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاملون بالسياحة يتحدثون.. كيف تغيير وضع القطاع منذ 2020؟

السياحة
السياحة

لم يكن يتوقع شمس محمود، 27 عامًا، والذي يعمل في مجال السياحة بمحافظة شرم الشيخ منذ ثلاثة أعوام، أن 2020 سيكون فارقًا في القطاع، بسبب التداعيات التي فرضها تفشي فيروس كورونا.

يقول: "كان عام أسود على القطاع السياحي، بعدما انخفضت الإشغالات في النفادق إلى صفر، وعمدت الكثير منها إلى تسريح العمال وكنت واحد منهم، ولمدة 6 شهور أي النصف الثاني من العام 2020 كنت بلا عمل حتى مطلع 2021".

يصف محمود ما حدث في مطلع العام الحالي بالانفراجة، لاسيما مع قرار عودة السياحة الداخلية والخارجية وفتح المطارات من جديد: "شتان بين الوضع في عام 2020 والوضع الآن، الفنادق كانت خاوية والجميع بلا عمل، أما الآن ارتفعت الإشغالات بنسبة كبيرة".

حال محمود يعكس ما حدث لقطاع السياحة المصرية على مدار عام ونصف مضوا، حيث خسر ما يقرب من 18 مليار دولار خلال العام الماضي بسبب تداعيات الجائحة، وفق تقرير للمركز المصري للدراسات الاقتصادية (غير حكومي).

إلا أن الوضع السياحي الآن تبدل كما حدث مع محمود، لاسيما مع عودة السياحة الأوكرانية والروسية والفرنسية تباعًا، التي أدت إلى زيادة نسبة إشغالات الفنادق إلى 50% مطلع العام الحالي، فكيف يرى العاملون في القطاع السياحي الوضع الآن.

يتوقع محمود أن تستمر انفراجة القطاع السياحي حتى آخر العام الحالي، ويحقق القطاع إيردات أعلى من العام الماضي، إذا ما سارت الأمور كما هي الآن: "إلى الآن الاشغالات في ارتفاع ونسبة الوفود السياحية مرتفعة بشكل كبير".

يتسق حديث محمود مع توقع العديد من المؤسسات الدولية التي أعلنت أن مصر مع موعد لانفرجة قريبة في عائدات السياحة بعد عودة السياحة الروسية والفرنسية، منها مؤسسة "جولدمان ساكس" الأمريكية التي توقعت أن يرفع قرار عودة الوفود السياحية الإيرادات إلى 3 مليارات دولار.

بينما قدّر البنك الدولي أن تصل عائدات السياحة الروسية في مصر إلى نحو مليون دولار بنهاية العام الحالي، إذ أن السائح الروسي ينفق في المتوسط نحو ألف دولار في رحلته إلى مصر، إلى جانب الوفود السياحية من روسيا وأوكرانيا.

ويتفق ذلك مع شهادة عامر عبدالنبي، ثلاثيني، يعمل بالقطاع السياحي منذ 5 أعوام، والذي يرى أن السياجة شهدت كبوة في العام 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا: "كانت تمر الشهور ولا تتعدى الحجوزات بالفندق سوى 10 حجوزات فقط حتى في أوقات المواسم مثل الصيف".

أما عن الوضع الآني يقول: "الأمر اختلف برمته الإشغالات ارتفعت بشكل غير مسبوق منذ عام ونصف، وأصبحت الحجوزات في تزايد سواء للسياحة الداخلية أو الخارجية، مع اتخاذ الاحتياط الاحترازية كافة سواء للعاملين بالفنادق أو السياح".

يتوقع عامر أن تزيد نسبة الإشغالات خلال الفترة القادمة بسبب عيد الفطر المبارك وكذلك موسم الصيف، والذي يعد أعلى مواسم السنة بالنسبة للحجوزات والاشغالات وبالتالي ترتفع إيرادات القطاع بشكل عام: "حتى نهاية العام الحالي ستكون إيرادات السياحة مرتفعة عن العام الماضي".

كانت السياحة في مصر قد هوت بأكثر من 69% خلال العام الماضي، لتكون إجمالية حوالى 4 مليارات دولار بالمقارنة مع ما يزيد عن 13 مليار دولار فى عام 2019 بتراجع بلغ نحو 13.3 مليار دولار في عام واحد، بسبب توقف حركة الطيران بحسب بيانات وزارة السياحة.

ويتضح ذلك أيضًا في أعداد السياح حيث بلغ 3.5 مليون سائح في 2020، مقارنة مع 13.1 مليون في 2019، وكانت الأعداد والإيرادات أعلى بنحو 8% خلال الشهور الأولى من العام 2020 حيث زار البلاد 2.4 مليون سائح حينها.

الأرقام أيضًا تدلل على تبدل الحال منذ يوليو الماضي حين فتحت مصر المطارات من جديد وبعدما عادت السياحة الروسية والفرنسية، حيث بلغ عدد السياح الأجانب الذين زاروا مصر منذ بداية العام الجاري حتى 1 أبريل الماضي بلغ نحو نصف مليون سائح، بإيردات تراوحت ما بين 600 - 800 مليون دولار.