رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كل شئ تحطم فى داخلى».. الهزيمة الكبرى فى حياة فاتن حمامة

فاتن حمامة
فاتن حمامة

حققت فاتن حمامة دومًا نجوميتها بفضل فيلمها الأول "يوم سعيد" وهي طفلة صغيرة، حيث كانت تحظى بإعجاب الجمهور، وتصبح فجأة مادة لسمرهم وأحاديثهم، وهو ما سبب لها نوعًا من الغرور.

وكشفت الفنانة فاتن حمامة، في حوار صحفي بمجلة "الموعد"، عن تلك اللحظات، قائلة إنها عندما كانت طفلة وجدت نفسها محط أنظار زميلاتها واهتمامهنّ، فعندما كانت تدخل المدرسة، زميلاتها الصغيرات يتدافعن حولها وعلى لسان كل واحدة منهن سؤال عن هذا الممثل أو ذاك، قالت: "وكان غروري يأبى علي أن أجيب بأنني لا أعرف إلا الممثلين الذين ظهرت معهم في (يوم سعيد)، ومع ذلك كنت أهز رأسي وأقول لهن إن هذه أسرار لا أستطيع أن أبوح بها، وأن وقت إذاعتها لم يحن بعد، وكانت لهجتي التي اصطنعها توهم الصغيرات بأنني عليمة ببواطن الأمور.

هذه اللحظات التي مرت بها الفنانة فاتن حمامة، دفعتها إلى أن تمنع عمل ابنتها نادية ذو الفقار من العمل بالسينما، وذلك بعدما ظهرت معها في فيلم "موعد مع السعادة" إخراج عز الدين ذو الفقار، حيث قالت: "وجدتها تتعامل مع نفسها بعد أن ظهرت على الشاشة بقدر من الغرور، حيث بدأت تتعامل مع صديقاتها في المدرسة على أنهن أقل منها أهمية، وهو ما عايشته بنفسي في طفولتي".

لم تكن هزيمة يونيو 1967 هزيمة سياسية بقدر ما كانت هزيمة داخلية لفناني مصر، خاصة الذين تحمسوا للحلم الناصري وحملوا على أعناقهم مسئولية الدعاية لمصر ولحلمها الثوري بالخارج مثل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.

فاتن حمامة  كانت من هؤلاء الذين صدمتهم النكسة وهم خارج بلادهم، لذلك وصفت يوم الخامس من يونيو بأنه الأسوأ على امتداد عمرها: "لقد أصبتُ بالذهول، كل شيء تحطم في داخلي، كنت خارج مصر، ما الذي يملكه مواطن مصري في الخارج في هذه اللحظة؟.. الدموع.. الحزن.. الإحباط.. كراهية كل ما هو موجود، الثورة والدولة والهزيمة".

الفنانة فاتن حمامة  تنصلّت من مصريتها في الخارج؛ فقد غيّرت جنسيتها وتهربت من حارسة العقار الذي كانت تسكنه شهرًا كاملًا حتى لا تراها: "هل تصدق أننا كنا نغير جنسيتنا، نعم كنا نفعل ذلك، وعندما كنت أقابل الناس كنت أقول: أنا تركية! وكان المصريون كلهم كذلك.. الأسمر يقول أنا هندي، والأبيض يقول أنا تركي".

الفنانة المصرية أكدت أن الهزيمة لم تكن هزيمة جيش في معركة، بل كانت هزيمة الوطن داخل أنفسنا.