رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أم كلثوم وأسمهان وليلى مراد».. صراع المطربات الكبار فى السينما

أم كلثوم وأسمهان
أم كلثوم وأسمهان

عانت أم كلثوم لفترة من الشائعات حول إقدامها على تدبير حادث إجرامي للتخلص من أسمهان، لأن البعض قد صدقوها، وكانوا يوجهون إليها التهمة ويسألونها: لماذا قتلت أسمهان؟ ودائما ما كانت تعود حزينة إلى بيتها في صيف عام 1944، وتبكي وحدها وتقول لأسرتها: "مسيرهم يسكتوا ويعرفوا الحقيقة".

وظلت أم كلثوم ترى الاتهام في عيون الناس، ولا تستطيع الدفاع عن نفسها بينما استغل خصومها الفرصة لمحاربتها بتلك الشائعة، حسبما ورد في "أخبار اليوم" سنة 2000.

لقيت أسمهان حتفها قبل أن تكمل تصوير مشاهدها الباقية في فيلم "غرام وانتقام" واضطر يوسف وهبي لتغيير الأحداث واستوحى حادث السيارة ليكون النهاية، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وتفوق على أفلام أم كلثوم وعبدالوهاب.

تصدى بعض المقربين من أصدقاء أم كلثوم، وعلى رأسهم الكاتب الصحفي مصطفى أمين للدفاع عن أم كلثوم ضد هذه الشائعة، ونفى الفريق عزيز المصري باشا التهمة عن كوكب الشرق وأكد في مذكراته أن الشائعة أطلقتها المخابرات البريطانية التي دبرت حادث مقتل أسمهان، بعدما أكتشفت الدور المذدوج الذي حاولت أن تلعبه أسمهان مع المخابرات الألمانية، بالإضافة لعلاقتها القوية مع أحمد حسنين الذي اتصل بالقيادة البريطانية لمنع التحقيق مع أسمهان.

فيما أكدت الفنانة تحية كاريوكا، في دفاعها عن أم كلثوم، أن الإنجليز هم الذين دبروا حادث مقتل أسمهان، وحكت أن أسمهان عرضت عليها السفر إلى رأس البر في إجازة قصيرة من الفيلم "غرام وانتقام" لإراحة أعصابها من زوجها المخرج أحمد سالم، وطلبت منها أن تسافر بسيارتها وأبلغتها أن السائق الجديد اسمه "فضل محمد نصر".

كما أكدت "كاريوكا" أن السائق عميل المخابرات البريطانية جاء لتنفيذ الحادث، بعد أن قفز من السيارة بعد سقوطها في الترعة ولم يحاول إنقاذ أسمهان التي كانت تجلس في المقعد الخلفي مع صديقتها "ماري" وكانت تحية كاريوكا اعتذرت لها عن السفر لارتباطها بالتصوير في استديو مصر.

وكانت الفنانة أسمهان على قيد الحياة عندما انتشلها الفلاحون من الترعة لكنهم غطوها بلحاف قديم حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وكان على رأسها ووجهها جروح غائرة.

وكانت تحية كاريوكا عندما تُسأل عن اتهام أم كلثوم في هذه الواقعة، تقول إنه لايمكن أن تفكر أم كلثوم في هذا العمل القذر، وتنزل إلى المستوى والفكر المتدني.

ونشرت صحيفة "روز اليوسف" في عددها  الصادر عام 1942 خبراً عن الموسم السينمائي الذي يتنافس فيه عدد من المطربات، وأن ثمان مطربات يتنافسن في شهر أكتوبر من الموسم السينمائي الجديد ليتم إطلاق عليه موسم المطربات.

وأشارت بإلى ن المشاهد سيرى شلة مطربات تناطح كل واحدة الأخرى في الغناء والتمثيل، وستظهر الآنسة أم كلثوم في فيلم لتوجو مزراحي، وأسمهان في 3 أفلام اثنين منهما لاستوديو مصر والأخير لشركة نحاس فيلم، وفتحيه أحمد وليلى مراد في فيلمين لشركة تلحمي، وشحرورة الوادي مع السيدة آسيا ، ونور الهدى مع الأستاذ أحمد جلال، ورجاء عبده في شركة الأفلام العربية.

وفي أحد اللقاءات التليفزيونية، قال زكى فطين عبدالوهاب ابن الفنانة ليلى مراد، إنها كانت تخشى الغناء على المسرح وكانت تقول على أم كلثوم أنها "جبروت" بسبب غنائها لمدة 3 ساعات فى حفلاتها.

وفي حوار أجرته الإعلامية آمال العمدة مع الفنانة ليلى مراد، نُشر بمجلة "نصف الدنيا" عام 2000، قالت "ليلى" أن أول يوم دخلت فيه الإذاعة المصرية التقت بأم كلثوم، وكانت خائفة منها، لكنهن تبادلن التحية، وردت كوكب الشرق بهدوء.

أمسكت ليلى مراد في ملابس والدها خشية من مهابة أم كلثوم، وقالت له: "معقولة حتسمعني؟"، فرد عليها: "لأ، لكن متخافيش"، لكن الخوف سيطر على ليلى مراد، قالت: "فضلت خايفة ومرعوبة".

أثناء غناء ليلى مراد في غرفة التسجيل بالإذاعة المصرية، فوجئت بكوكب الشرق تستمع إليها من خلف باب زجاجي، فغنت وهي تمسك في والدها.

قالت الفنانة ليلى مراد في حوارها : "بدأت أغني وأنا أشعر أني أقدم أوراق اعتمادي لكوكب الشرق، ليس للإذاعة"، لذا كانت تشعر بأن ضربات قلبها تدور كالمروحة، لكن رؤية أم كلثوم لها بثت فيها الثقة والسعادة، خاصة بعد أن أعلنت كوكب الشرق إعجابها بصوت ليلى مراد، قائلة: "برافو يا ليلى حاجة هايلة بس تحافظي على هذه الموهبة".

وفي إحدى حفلات كوكب الشرق ظهرت الفنانة ليلى مراد وهي تصفق بحرارة، أثناء تواجدها في الصف الأول مع إحدى صديقاتها، فحيتها أم كلثوم وابتسمت لها، لكن أحد المعجبين حمل كراسة "أوتوجراف" وطلب توقيعها، فرفضت قائلة: "إمشي من قدامي دلوقتي أحسن أم كلثوم تغضب".

وتابعت رفضها للتوقيع لهذا المعجب، قائلة: "إحنا في الجنة دلوقتي مع أم كلثوم مش في وقت إمضاءات".