رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة شريف العبد الضابط المكلف بمراقبة البنا

شريف عارف يكشف القصة الكاملة للضابط المكلف بمراقبة حسن البنا

شريف عارف
شريف عارف

كشف كتاب" الإخوان في ملفات البوليس السري" أحد أبرز الشخصيات المنسية والمجهولة والمكلفة بمراقبة مرشد المحظورة "حسن البنا" هو الصاغ  شريف العبد وذلك عبر  الوثائق  التى جاءت في هيئة برقيات والتى كان يرسلها إلى جهاز البوليس السري والتي  تشير الى تحركات مرشد المحظورة.

 هذا ما تؤكده الوثيقة الرابعة والتى يصفها الكاتب شريف عارف بالوثيقة النادرة تنشرـ أيضًاـ لأول مرة. وتثبت أن البوليس السياسي قد وضع المرشد العام للجماعة، الشيخ حسن البنا، «تحت المراقبة» أثناء حرب فلسطين..!.

الوثيقة عبارة عن تقرير صادر من ضابط الاتصال بقسم البوليس السياسي بمحافظة الإسماعيلية... ونصها كالتالي:

 «حضرة صاحب العزة/ المدير العام لإدارة عموم الأمن العام

 بناء على تكليفي من قبل سعادتكم بمراقبة الشيخ حسن البنا عند حضوره لمدينة الإسماعيلية يوم 20 الجاري، وملاحظة اتصاله بضابط المخابرات ليز... أتشرف بأن أبلغ عزتكم أن الميجر ليز قد نقل من القطر المصري في شهر أكتوبر سنة 1947م، وعين بالسفارة البريطانية بباريس. وقد عُين مكانه الميجر سمرز، وقد عينّا كونستابل لمراقبة مكتب هذا الضابط من صباح اليوم المذكور حتى الساعة السادسة مساء، فلم يحضر إليه أحد.

وقد راقبت هذا الميجر بنفسي هو وضابط المخابرات من الساعة السابعة مساء حتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل؛ حيث دعوتهما إلى تناول العشاء معي بالنادي الفرنساوي بالإسماعيلية، وقد ساعدني في هذه المراقبة رئيس مكتب القسم السياسي بالإسماعيلية؛ حيث عين كونستابلين لمراقبة الأماكن والمنازل التي قد يتردد عليها الشيخ حسن البنا عند حضوره لمدينة الإسماعيلية يوم 20 الجاري من الصباح حتى الساعة الحادية عشرة مساء، إلا أنه لم يحضر إطلاقًا إلى الإسماعيلية، ولم يلاحظ على الميجر سمرز ما يدعو إلى الريبة. وبهذه المناسبة أتشرف بإبلاغ سعادتكم أننا لاحظنا أن منطقة الإسماعيلية أصبحت ذات أهمية خطيرة نظرًا لتركز القوات البريطانية فيها، ووجود جاليات أجنبية كبيرة، ووقوعها على الطريق الرئيسي من وإلى فلسطين. وأن القسم المخصوص المكلف بمراقبة النشاط السياسي والطائفي بهذه المنطقة أصبح مرهقًا بكثرة العمل وعدم توافر القوات اللازمة ووسائل المواصلات.

وأرى توفير الوسائل اللازمة له من وسائل الانتقال وتزويده بالعدد اللازم من الكونستابلات والعساكر، حتى يتمكن من القيام بالمهمة الموكلة إليه على الوجه الأكمل.

 وتفضلوا عزتكم بقبول فائق الاحترام،،،،

ضابط الاتصال (صاغ): شريف العبد 

الإسماعيلية 22 مايو 1948م»

 

وكشف الكاتب شريف عارف، لنا شخصية الصاغ شريف العبد وذلك عبر قراءة وتحليل الوثيقة فيقول"من الوثيقة يتضح أنه ضابط الاتصال المكلف بنقل المعلومات من مكتب القلم السياسي «البوليس السياسي» إلى إدارة عموم الأمن العام بوزارة الداخلية، وقد ظل يقوم بهذه المهمة لسنوات طويلة؛ حيث ورد اسمه بالصفة نفسها بعد هذا التاريخ بنحو أربع سنوات، ولكن بعد أن تقلد رتبة بكباشي «مقدم»، وأصبح مسؤولًا عن مهمة الاتصال بوزير الداخلية فؤاد سراج الدين «باشا» أثناء حصار القوات البريطانية لقسم شرطة الإسماعيلية في 25 يناير 1952م.

وتابع: "رغم أن الوثيقة لم تحمل اتهامًا مباشرًا للشيخ «البنا» بعمالته للمخابرات البريطانية؛ فإنها أوردت الكثير من الشكوك والجدل، خاصة التوقيت الحساس لها وهو «20 مايو»، أي بعد تحرك القوات المصرية إلى فلسطين بنحو خمسة أيام!... ولكنها تشير إلى أن «المرشد» كان في دائرة الشك الأمنية أو «تحت المراقبة»؛ حيث يشير التكليف إلى مراقبة اتصاله بالضابط «ليز». ووفقًا للرد «فقد نقل الضابط الإنجليزي من القطر المصري منذ عام 1947م»، مما يعني أن الشكوك كانت قائمة قبل هذا التاريخ بأشهر... وربما سنوات!.

لكن تظل «الفقرة الأخيرة» من التقرير تحمل مزيدًا من الغموض وتوسع دائرة الجدل، وبخاصة عندما أشار «العبد» إلى أن منطقة الإسماعيلية أصبحت خطيرة نظرًا لتمركز القوات البريطانية بها، وأن القسم المخصوص «البوليس السياسي» أصبح «مرهقًا» بكثرة العمل وعدم توافر القوات اللازمة ووسائل المواصلات!.

البوليس السياسي تعقب تحركات المرشد العام
البوليس السياسي تعقب تحركات المرشد العام