رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شرط والدته كان السبب.. قصة صداقة توفيق الدقن ومحمود المليجي

توفيق الدقن
توفيق الدقن

يصادف اليوم ذكرى ميلاد أشهر أشرار السينما المصرية، الفنان توفيق الدقن، صاحب التاريخ الفني الكبير، والذي احتل مكانة مميزة في قلوب الجمهور العربي، وكان من بين القلائل الذين نجحوا في المزج بين الشر والكوميديا، والابتعاد عن النمط التقليدي للشرير صاحب "الدم الثقيل"، تاركا للسينما والفن المصري بصمة خاصة به، وفي ذلك السياق ترصد الدستور تفاصيل الصداقة بين توفيق الدقن ومحمود المليجي.

بدأ الدقن حياته الفنية منذ أن كان طالبا في المعهد، من خلال أدوار صغيره إلى أن اشترك في فيلم "ظهور الإسلام" عام 1951، ثم التحق بعد تخرجه بالمسرح الحر لمدة 7 سنوات، كما أنه اشتهر بأدوار الشر، وقدم خلال مشواره العديد من الأعمال الناجحة، منها ما صنف ضمن أفضل 233 فيلما مصريا، كان ناجحا في أدوار اللص والبلطجي والسكير إلى درجة أن بسطاء الناس كانوا يصدقونه فيما يفعله ويكرهونه بسبب تلك الأدوار.

وعلى الرغم من براعته الفائقة في أدوار الشر، إلا أن توفيق الدقن اتسم بالطيبة الشديدة في الحياة الواقعية، وكان يسدي نصائح دينية للعديد من زملائه.

-بداية العلاقة "وقف أمام مثله الأعلى"

بدأت العلاقة بين توفيق الدقن ومحمود المليجي، من خلال مشهد جمعهم، حيث انتقل المخرج بين الكواليس غاضبًا، بسبب كثرة محاولات إتمام المشهد، نظرًا لارتباك توفيق الدقن في فيلم "أموال اليتامى" بطولة الراحلة فاتن حمامة، والذي عرض عام 1952.

-والده كان يريده أزهريا
وبعد دقائق من انتهاء المشهد، كان هناك مشهد آخر داخل حجرة المليجي، حيث جلس توفيق الدقن معتذرا ويبرر ما حدث قائلا: "سبب ارتباكي أمامك هو أنت"، وإخباره بأن والدته هى التي وقفت بجواره للعمل في التمثيل، وأن أبي كان رافضًا أن أمتهن هذه المهنة، كان يريد أن أكون أزهريًّا مثله، وكان لها شرط وحيد لكي تدعمني وتواصل الوقوف بجواري.

-حقق أمنية والدته
وبصدرٍ رحب دفع المليجي الفضول ليسأل: "ما هو هذا الشرط". فأجابه الدقن:"اشترطت والدتي أن أكون مثلك، محمود المليجي"، فرد عليه المليجي ضاحكًا: "اعتبر نفسك يا راجل محمود المليجي نفسه"، واستمرت العلاقة بينهم حتى وفاة الفنان الكبير محمود المليجي.

ولم يحقق توفيق الدقن أمنية والدته فحسب، بل أصبح صديقًا مقربًا من محمود المليجي، وكان المليجي يرشح الدقن لأدوار كثيرة تُعرض عليه، قائلًا: روحوا لتوفيق الدقن أنا مش فاضي، وهو أصلح مني للدور ده.

-رحيل عمالقة الشر 
وشهدت القاهرة في 6 يونيو 1983، رحيل الفنان محمود المليجي، حزنت الجماهير والأوساط الفنية، ولكن “الدقن” كان حزنه مختلفًا، رحل عنه صديقه ومثله الأعلى، فكان موته أشبه بصدمة، فردد الدقن لابنه "ماضي"،"يا ماضي يا ابنى.. خلاص.. أنا شامم رائحة الرحيل قادمة".