رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يضربني فريد شوقي والمليجي ورشدي أباظة».. أسرار في حياة توفيق الدقن

توفيق الدقن
توفيق الدقن

"أحلى من الشرف مفيش" صاحب أشهر مقولة في السينما المصرية، وتظل عالقة في وجدان الجمهور لما لها من ذكريات، يصادف اليوم ذكرى ميلاد شرير السينما توفيق الدقن، صاحب الأدوار المتنوعة، وفي ذلك السياق ترصد "الدستور" أبرز أسرار توفيق الدقن.

 - نجم من نوع خاص

كان توفيق الدقن لديه قدرة فائقة على توظيف كل إمكاناته لخدمة الدور الذى يلعبه، صوته، ملامح وجهه، نظرات عينيه، حركة جسمه أمام الكاميرا، إشاراته، كلها كانت تعكس ذوبانه في الدور.
ورغم أن معظم أدواره، وأبرزها، وأكثرها رسوخا في أذهان الناس، هي من نوعية أدوار الشر، فإنه استطاع أن يلبسها ثوبا خاصا، جعل الناس تقبله فيها.

- لم يكن شرير
الغريب أن توفيق الدقن لم يكن شريرا على الإطلاق، فكان يخاف من نفسه عندما يجسد أدوار الشر على الشاشة، قائلا: "أنا صحيح بمثل أدوار الشر، لكنني بعيد عنه، بعد الأرض عن السماء".

لقد جعل توفيق الدقن كل حواسه تعمل في اتجاه خدمة نوعية الأدوار التي يقدمها، وكان في حالة بحث دائم عن جملة أو "إفيه"، أو إشارة تجذبه عندما يقف أمام الكاميرا، فأصبح صاحب أشهر "إفيهات" في تاريخ السينما المصرية أحلى مـن الشرف مافـيش"، "آلو يا همبكة"، "آلو يا أمم"، "يا آه يا آه يا آه"، "انتباه يا دانس"، "العلبة دي فيها فيل"، "صلاة النبي أحسن" وغيرها.

واستطاع أن ينوع في أدواره، وبنفس المقدرة بين دور الشر، ودور الرجل الطيب، أو العامل المكافح أو الشريف.

- كان شديد الحنية
وفي حياته العادية كان توفيق الدقن على خلاف ذلك تماما، كان عطوفا حنونا على أولاده وزوجته فلم يضرب أحدا من أولاده الثلاثة (ماضي، هالة وفخر الدين)، ولم يكن يقوى على تصنيف أحد منهم، وكان يحب القطط لدرجة أن كل القطط في شارع أحمد سعيد، الذي كان يسكن فيه بحي العباسية، والذي لا يزال بيته موجودا فيه، كانت تعرفه، وتنتظر عودته ليلا ليطعمها ويدللها، كانت القطط تأتي من كل مكان وتتجمع على باب العمارة، وتصعد إلى الدور الرابع الذي يسكن فيه، وتدخل وراءه إلى مطبخه ليطعمها، ثم تخرج بعد أن تمتلئ بطونها.


-لم يخبر احد بمرضه
كان توفيق الدقن يكره المرض جدا، كما يكره أن يعرف أحد أنه مريض، ولو كان أحد قال له "سلامتك"،كان يرد عليه "سلامتك أنت ياخويا، أنا كويس وعال"، خصوصا بعد أن أصابته في سنواته الأخيرة عدة أمراض خطيرة، منها الفشل الكلوي، كان مصرا على العمل ويرفض التوقف حتى للعلاج، لدرجة أنه دخل أحد المستشفيات سرا عام 1988 وأجريت له جراحة في إحدى عينيه لإزالة المياة البيضاء، ولم يعرف الخبر حتى أفراد أسرته، كان يعمل حتى يظل بيته مفتوحا ليبقى أولاده وزوجته على نفس المستوى المعيشي الذي عودهم عليه.

-هؤلاء فقط يضربونني
ولنا أن نعرف أيضا أن الفنانين الراحلين محمود المليجي وفريد شوقي ورشدي أباظه كانوا أقرب أصدقاء الفنان توفيق الدقن، خصوصا محمود المليجي، الذي كان توفيق الدقن يعتبره قدوة ومثلا أعلى له، وظلت هذه الصداقة تربط بينهم حتى رحلوا جميعا، الطريف انه أثناء تصوير فيلم «المخادعون» بطولة سهير رمزي وحسن يوسف وعماد حمدي عام 1973، كان المشهد يتطلب ان يضرب الفنان حسن حامد زميله توفيق الدقن، إلا أن الدقن اعترض بشدة وقال في استنكار وبطريقة أدائه المعروفة للجميع: محمود المليجي يضربني مفيش مانع، فريد شوقي زي بعضه، رشدي أباظة لا بأس به، يا ما ضربوني خصوصا رشدي أباظة أبو ايد تقيلة.