رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل انتشار «المسمم».. «الدستور» ترصد رحلة تخزين «الفسيخ» وكيفية كشف الفاسد منه

فسيخ
فسيخ

يوم واحد يفصلنا عن شم النسيم، الذي يشهد عادة تناول الفسيخ والرنجة، ويحرص المصريون دائمًا على شراء الأسماك المملحة، وتخزينها في منازلهم لتناولها كل عام، لكنهم يتساءلون عن كيفية التفرقة بين الأسماك السليمة والفاسدة، حتى يتجنبون خطر الإصابة بالتسمم الغذائي كما يحدث عادة.

في موسم "شم النسيم" الماضي، ابتاع الحاج عبد الفتاح، من قاطني منطقة فيصل، 4 كيلو من الأسماك المملحة، وخاصة "الفسيخ"، بسبب رغبة ذويه في تناولها كل موسم، وبعد تحضيرها لعائلته المكونة من 5 أفراد، فوجئ بإصابتهم جميعًا بأعراض شديدة الخطورة، إثر التسمم الغذائي.

أعراضهم جميعًا تشابهت في حدة خطورتها، حين شعروا بزغللة في العين بعد تناول "الفسيخ" بعدة ساعات، ثم تطور الأمر قليلًا ليشمل جفافًا في الحلق، وصعوبة في الحديث، حتى قرروا التواصل مع الطبيب المتابع لهم دائمًا، وبالفعل حضر إلى منزلهم، ليكشف لهم أن الأسماك المملحة التي تناولوها كانت مسممة، ما جعل الطفيليات الخاصة بها تتسرب داخل جسدهم.

قبل حضور الطبيب، كان قد شعر الأطفال الصغار، بضيق شديد في التنفس، وارتفاع درجة الحرارة، ما جعل الطبيب يحولهم على المستشفى المجاورة لهم سريعًا، ووضعهم على جاهز أكسجين، وإعطائهم المسكنات والأدوية اللازمة لإنقاذ حالتهم قبل التدهور الكبير.

الوقت كان فارقًا للغاية في إنقاذ حياة هذه الأسرة، التي تعرضت للتسمم بشكل مباشر، فمعظم حالات التسمم التي تحدث نتيجة تناول الفسيخ تتدهور حالتها أكثر من ذلك، إن تأخر الوقت في إنقاذ حالتهم قليلًا، بحسب حديث الطبيب الذي عالج الأسرة، وحذرهم أيضًا من عدم تناولها مرة أخرى، بسبب انتشار حالات التسمم المتعلقة بوجبة "الفسيخ"، أو التأكد من المتجر الذي يبتاعون من خلاله أولًا.

انتقلنا بعد ذلك للحديث مع "الفسخاني" أشرف هيبة، الذي يملك محل خاص به في منطقة فيصل، لنرصد من خلاله رحلة تخزين "الفسيخ"، وكيفية التأكد من سلامته قبل الشراء، وأيضًا ألاعيب بعض التجار في التمويه على فساد الفسيخ، وتركه فترة كبيرة في الملح، ما يتسبب في الإصابة بالتسمم الغذائي.

بدأ "أشرف" حديثه مع "الدستور"، مشيرًا إلى لون اللحم، الذي يمكن من خلاله كشف سلامته أو فساده، فإن كان لون اللحم تغير من الأحمر الزاهي إلى البني المحمر أو الأحمر المزرق أو البنى الداكن أو الأسود، يكون قد فقد صلاحيته في هذه الحالة، بسبب سوء التخزين، وترك الأسماك في صاج متآكل.

"يمكن التأكد من فساد "الفسيخ" عبر فحصه جيدًا باستخدام الأصابع، فعند الضغط عليها سوف يسبب هبوط بلحم السمكة، ويكون ملمسها لزجًا للغاية، وهناك طريقة أخرى أيضًا عند قطع السمكة لجزأين، حين تتسرب سوائل منها بشكل كبير، وأيضًا الرائحة التي تخرج منها، فالفسيخ الجيد رائحته مقبولة، لذا يكون فاسدًا إذ كانت رائحته كريهة"، بحسب "الفسخاني".

يذكر أن وزارة الصحة المصرية قد أعلنت قبل ساعات قليلة، عن توفير مصل التسمم من "الفسيخ" بالمجان، في حالة حدوث أي حالات تسمم في الساعات المقبلة، بهدف الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين وحمايتهم من الأضرار التي تلحق صحتهم وسلامتهم من خلال تبني سياسة الوقاية خير من العلاج.