رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يحيى موسى.. ممول تفجيرات الكنائس وقاتل النائب العام

يحيى موسى
يحيى موسى

سلط مسلسل «الاختيار ٢»، المعروض حاليًا ضمن الموسم الدرامى الرمضانى، الضوء على شخصية يحيى موسى، وهو أحد أخطر العقول الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وذلك منذ ظهوره فى الحلقات الأولى من العمل رفقة القيادى الإخوانى الإرهابى محمد كمال، ثم هروبه من البلاد بعد فض اعتصام ميدان رابعة العدوية.

ويعد يحيى موسى، الهارب حاليًا إلى تركيا، أحد القيادات الإخوانية المطلوبة للعدالة لكونه العقل المدبر لتفجير سلسلة من الكنائس، بالإضافة إلى مسئوليته عن عدد من الاغتيالات التى شهدتها مصر، وذلك عبر إشرافه على مجموعة من اللجان الإرهابية النوعية، بالإضافة إلى مشاركته فى تأسيس حركة «حسم» الإرهابية.

وتدرج الطبيب المصرى يحيى السيد إبراهيم محمد موسى، وشهرته يحيى موسى، الذى حمل عدة أسماء حركية، منها «صن رايز» و«خطاب» و«خالد» و«سعد» و«الدكتور»، فى صفوف الجماعة الإرهابية حتى وصل إلى عضوية مكتب إرشاد الجماعة، وعقب وصول الإخوان الحكم فى عام ٢٠١٢ فى عهد المعزول محمد مرسى، عُيّن متحدثًا رسميًا باسم وزارة الصحة، إلى أن فر إلى تركيا عقب فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية والنهضة فى أغسطس ٢٠١٣، فى سبتمبر من العام نفسه.

وبخلاف سجله الأسود فى التخطيط والتحريض على عمليات العنف التى نفذتها حركة «حسم» الإخوانية بعد سقوط «مرسى»، كان يحيى موسى واحدًا من أبرز الممولين لعناصر الجماعة فى مصر، كما أشرف على خطة تزوير أوراق سفر عناصر الإخوان وتهريبهم للخارج.

كما عمل «موسى» على التنسيق مع التنظيمات الإرهابية من خلال إعادة تشكيل مجموعات مسلحة عنقودية من العناصر الإخوانية المتحركة على الساحة الداخلية، وإعداد عناصرها نفسيًا وعسكريًا للتصعيد والعمل المسلح واغتيال بعض رموز الدولة واستهداف مؤسساتها الحيوية بعمليات تفجيرية، وذلك على فترات متباعدة، بهدف إحداث حالة من الفوضى وإنهاك الدولة اقتصاديًا.

وخطط «موسى» لسلسلة من العمليات الإرهابية وشارك فى تمويلها، خاصة بعد مقتل الإرهابى محمد كمال، إلى جانب تكليفه عناصر الإخوان بتشكيل خلايا «حسم» المسلحة التى حاولت اغتيال مدير أمن الإسكندرية الأسبق اللواء مصطفى النمر.

وارتبط اسمه أيضًا، بقضايا أخرى شغلت الرأى العام، منها التحريض على تفجير الكنائس التى راح ضحيتها عشرات من المدنيين ورجال الجيش والشرطة، وكذلك التحريض على محاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبدالعزيز، إلى جانب تمويل العديد من الفصائل والتشكيلات المنبثقة عن الأذرع الإرهابية المسلحة لجماعة الإخوان.

وجعلت كل هذه الجرائم من اسم يحيى موسى أحد أبرز المطلوبين للعدالة، كما احتوى سجله الجنائى على حكم بالإعدام، صدر فى ٢٢ يوليو ٢٠١٧، من محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن فريد، وذلك فى قضية اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات، بالإضافة إلى عدة أحكام أخرى.

وفى يناير الماضى، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن تشديد العقوبات على تنظيم «حركة سواعد مصر»، المعروف اختصارًا باسم «حسم»، مع إدراج اثنين من قياداته ومؤسسيه على قائمة الإرهاب، وهما يحيى موسى وعلاء السماحى.

فى ١٧ يونيو ٢٠١٦، نظرت الدائرة ٢٨ إرهاب، برئاسة المستشار حسن فريد، أولى جلسات محاكمة ٦٧ متهمًا فى قضية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وكان يحيى موسى، العقل المدبر للجريمة، من ضمن ١٦ متهمًا هاربًا.

وخلال سماع الشهود، فى جلسة ١١ أكتوبر ٢٠١٦، قال شاهد الإثبات أحمد عزت، الضابط بقطاع الأمن الوطنى، إن المتهم يحيى موسى أشرف على تكوين المجموعة المسلحة التى نفذت واقعة الاغتيال. 

وفى ٢٢ يوليو ٢٠١٧، قضت محكمة جنايات القاهرة بالإعدام شنقًا على ٢٨ متهمًا، والمؤبد والمشدد لباقى المتهمين فى القضية، وجاء «موسى» على رأس الصادرة ضدهم أحكام بالإعدام.

وعقب ثورة ٣٠ يونيو، نفذت جماعة الإخوان الإرهابية العشرات من عمليات الاعتداء على الكنائس، بالإضافة إلى تفجير بعض الكنائس بالمحافظات المختلفة، وكان يحيى موسى قاسمًا مشتركًا فى معظم هذه الجرائم. وكشفت جهود الأجهزة الأمنية عن إرسال الإرهابى يحيى موسى مبالغ مالية ضخمة للعناصر المتطرفة، لإقامة معسكرات إعداد وتدريب الانتحاريين على استهداف الكنائس، كما عثرت على أوراق تنظيمية بحوزة بعضهم فى أحد المعسكرات التابعة لحركة «حسم» الإخوانية بصحراء الجيزة، تؤكد تورطه فى دعم المخطط ماليًا، وإرساله خططًا جاهزة لاستهداف مجموعة من الكنائس فى القاهرة الكبرى أثناء الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد.

وفى محاولة اغتيال اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية الأسبق، بعبوة ناسفة، التى أسفرت عن سقوط شهيدين وإصابة ٥ مجندين، تبين أن المتورطين فى الواقعة هم ١١ إرهابيًا، منهم ٩ هاربين أبرزهم يحيى موسى، الذى أكدت التحريات تكليفه و٥ آخرين لعناصر فى الداخل بتنفيذ العملية، مع الإشراف على هيكلة صفوف حركة «حسم المسلحة».

وفى قضايا أخرى، أحالت النيابة العامة ٣٠٤ متهمين، على رأسهم الهارب يحيى موسى، إلى المحكمة العسكرية فى محاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبدالعزيز، بالإضافة إلى تنفيذ جرائم قتل لعدد من ضباط الشرطة، وكذلك التورط فى واقعة اغتيال رئيس مباحث مركز طامية بمحافظة الفيوم، مع توقيع صدور أحكام مشددة ضده فى عدة قضايا جزاء على ما ارتكبه من جرائم.

أسس حركة «حسم» الإرهابية الذراع المسلحة لـ«الإخوان»