رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القمص أثناسيوس فهمي جورج يفسر قول المسيح لمريم المجدلية «لا تلمسيني»

القمص اثناسيوس فهمي
القمص اثناسيوس فهمي جورج

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الاحد، بعيد القيامة المجيد.

وقال القمص أثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية في كتابه "مريم المجدلية، قديسة القيامة: رؤية آبائية"، إن السيد المسيح حينما قام من الأموات ظهر للمرة الأولى لمريم المجدلية التي كانت تبكي في البستان المجاور لقبره، إلا أن البعض يتساءل حول قوله لها "لا تلمسيني"، لما قال لها ذلك على الرغم من ظهوره لها.

ورد القمص اثناسيوس على ذلك قائلا:" هناك شروحات وتأملات كثيرة علمها الآباء حول هذا القول: قال قال لها يسوع: لا تلمسينى، لأن هيئته قد تغيرت وتغيرت وظيفته، وهو في لحظة عبور وليس إقامة (إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم) (يو20: 17).

وأضاف: "حينها كانت لا تزال المجدلية غارقة في الرؤية القديمة ولم تقتبل بعد الرؤية الجديدة، لم تعرف السيد حسبما يريد هو أن يستعلن لها، إنها لازالت تتطلع لسيد الأمس.. ظنته بستاني، وحقيقة هو كذلك، إنه البستاني الحقيقي الذي ارتضى أن يشرب كأس خلاصنا، وهو الذي يزرع ويروى وينمى ويستثمر في بستان النفس حبة الخردل وكل ما يراه مثمرا ُ وإيجابيًا".

وتابع: "فالمقصود بعدم اللمس، التدرج بمريم من الشك إلى الإيمان، ومن محاولة البحث عن جسد يسوع الميت إلى الإيمان بالحي من بين الأموات، فمركز الثقل في إثبات القيامة هو الخبرة الروحية التي تتكون عند الشهود، وهي خبرة الرسل والنسوة في اكتشاف القيامة التي لا تنفع فيها الخبرة الحسية واللمس".

واختتم: "وترمز المجدلية إلى كنيسة الأمم التي لم تؤمن بالمسيح، إلا بعد صعوده وجلوسه عن يمين الآب، وهكذا شاء المسيح أن تؤمن به هذه الكنيسة وأن تلمسه روحيًا وتؤمن أنه هو والآب واحد".

والجدير بالذكر، أنه بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم احتفالاتها بفترة الخماسين المقدسة، وهي عبارة عن 50 يومًا من الأفراح المستمرة في الكنيسة، حيت ترتدي الكنيسة خلالها الستائر البيضاء، وتصلي طوال المدة بالنغمة المفرحة، كما يتمنع الاقباط عن الصوم نهائيا تلك الفترة، او ممارسة طقس الميطانيات.

وتحتفل الكنيسة غدًا بشم النسيم، والذي يأتي تزامنًا مع إتمام البابا تواضروس الثاني لطقس اضافة خميرة زيت الميرون المقدس بدير القديس العظيم الانبا بيشوي العامر للرهبان الاقباط الارثوذكس بمنطقة وادي النطرون بمحافظة البحيرة. 

وكان قد أعلن عدد كبير من الأديرة القبطية، أغلاق أبوابهم حتى احتفالات شم النسيم، وعلى رأسهم أديرة الرُهبان بوادي النطرون، والبحر الأحمر، وذلك بسبب الاحتراز من موجة فيروس كورونا الثالثة، والتي تعتبر الأشد مقارنة من موجتيه الأولى والثالثة.

ولنفس السبب أيضًا، أعلن عدد كبير من إيبارشيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، معايير مشددة جدًا لمشاركة الشعب في مناسبات أسبوع الآلام، فهناك من قصر الامر على الكهنة والشمامسة، وهناك من سمح بحضور مناسبة واحدة فقط.

بينما قرر البابا تواضروس الثاني، السماح بمشاركة الشعب في مراسم وطقوس أسبوع الالام، وقداس عيد القيامة المجيد، بنسبة 25%، أي بما يُعادل فرد في كل دكة، مع تعليق أي ترتيبات خاصة بخدمات مدارس التربية الكنيسة المعروف باسم مدارس الأحد وكذلك الاجتماعات والأنشطة بكافة أنواعها.