رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين محارق الجثث والمستشفيات المكتظة

جحيم في الهند.. وذوو المصريين المغتربين هناك يعيشون في قلق بالغ

كورونا في الهند
كورونا في الهند

لا تغلق إيمان.م، أربعينية، التلفاز طوال 24 ساعة، تنتقل فيه بين قنوات الإعلام المحلية والعالمية، تتابع عن كثب ما يحدث في الهند، تجمع وتطرح أعداد الإصابات اليومية، ولا تغفل عن معدل الوفيات الذي تسجله تلك الدولة المنكوبة التي تمر بمرحلة كارثية.

 

منذ ثلاثة أعوام سافرت هند علي، ابنه إيمان، إلى الهند وتركت أمها وأشقائها في مصر؛ من أجل استكمال دراستها عبر منحة جامعية تقدمت إليها، ولم تكن والدتها تعلم أن فيروس لعين سيظهر في العام الماضي، وستكون الهند أعلى الدول التي تسجل إصابات ووفيات يومية بكورونا.

 

لا يفارق القلق والدة هند بالرغم من تواصلها اليومي مع ابنتها، والتي أصبحت حبيسة في منزلها داخل دولة تردى الوضع الصحي فيها وتفشى الوباء بشكل غير مسبوق، وأصبح المرضى يبحثون عن سرير للعلاج أو جهاز أكسجين للتنفس دون جدوى.

 

إيمان واحدة ضمن كثير من المصريين الذين سافر ذووهم إلى الهند منذ سنوات مضت سواء للعمل أو الدراسة، وفوجئوا في الغربة بما يحدث دخل الهند من تفشي فيروس كورونا في الوقت الحالي، فكيف يعيشون ويتابعون ما يحدث في الهند من داخل مصر للاطمئنان على ذويهم؟

 

تقول إيمان: "ابنتي بمفردها في دولة متردية صحيًا وتفشى الفيروس فيها بشكل غير مسبوق، إتباع الأخبار كل لحظة كي أطمئن عليها، لأن الوضع في الهند أصبح مأساوي للغاية، والجثث تحرق والمستشفيات اكتظت إلى حد الامتلاء".

 

لا تتذكر إيمان كم مرة في اليوم تهاتف ابنتها بسبب كثرة المرات، ورغم ذلك لا يطمئن قلبها بما تقصه ابنتها عليها: "تقول ليّ أن هناك محارق جماعية لجثث المتوفين والفرق الطبية أصبحت في انهيار تام وهناك أزمة في الأكسجين والمرضى يموتون في انتظار دورهم".

 

تحكي هند ابنتها بإن الشوارع مكتظة بالمرضى الذين لا يجدون سرير للرعاية والعلاج، وأصبحت المدينة مرعبة للغاية بسبب حرائق الجثث: "لا يخرج أحد من منزله على الإطلاق إلا للضرورة القصوى، فالوضع الصحي لن يحتمل مزيد من الإصابات".

 

في رقم يشكل سابقة في العالم، أعلنت وزارة الصحة الهندية، أمس السبت، تسجيل أكثر من 400 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا، خلال الساعات الـ24 الماضية، وقالت الوزارة إنه تم إحصاء 401 ألف و993 إصابة جديدة، مما يرفع العدد الإجمالي لهذه الحالات في الهند إلى أكثر من 19.1 مليونًا.

 

وبلغ عدد الوفيات 3523 خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للذين أودى كوفيد-19 بحياتهم إلى 211 ألفًا و853 شخصًا، وهذه المرة الأولى منذ تفشي كورونا التي يكسر فيها بلدًا حاجز الـ400 ألف إصابة جديدة يوميًا، في دولة عدد سكانها 1.3 مليار نسمة.

 

المأساة ذاتها يعيشها خالد مع والدته، والتي تبكي يوميًا من أجل عودته إلى مصر سالمًا، بالرغم من أن الهند في حالة إغلاق عام: "والدتي تعيش أسوء أيام حياتها بسبب الخوف والقلق على وضعي في الهند، بالرغم من مكوثي دائمًا في المنزل بسبب تعطيل العمل في القطاعات كافة".

 

مكالمة يومية وربما أكثر بين خالد وأمه، يحاول هو طمأنتها بكل الطرق إلا أن القلق لا يفارقها: "الوضع الصحي هنا أصعب ما يكون والهند تمر بكارثة صحية حقيقية وذوينا في مصر يمرون بظروف نفسية صعب بسبب القلق الدائم".

 

لا يتمنى خالد وأمه شيء الآن سوى عودته إلى مصر سالمًا هربًا من جحيم الهند بحسب وصفه: "لن تتحمل أمي القلق الزائد لاسيما أن الوضع يزداد سوءً والمرضى بالفعل في الشوارع يبحثون عن مكان للعلاج دون جدوى وانهارت الفرق الطبية وتدخل الجيش لإنقاذ الموقف وفتح المستشفيات العسكرية".