رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد صلاح يزين قريته بقنا والقرى المجاورة برسومات فرعونية

احمد  صلاح
احمد صلاح

ترك قريته بقنا، وتوجه مع أهله إلى القاهرة وهو على أعتاب دخول الجامعة ليلتحق بكلية تربية نوعية جامعة حلوان، هناك حيث يقيم أعمامه على الرغم من أن موطنهم قنا لكي تعيده الأحداث بعد قرابة ربع قرن مره أخرى مع الأسرة والأعمام إلى قريتهم قرية المخادمة في قنا، هناك حيث يكون الاستجمام بعيدًا عن الخوف من بطش وهلع كورونا.

هكذا يحكي أحمد صلاح حسين، الرسام، البالغ من العمر أربعة وأربعين سنة، لـ«الدستور» كيف قاده القدر للعودة لمسقط رأسه قبل أن تدفعه فطرة  الفنان الذي بداخله، المختلطة بالانتماء بتزيين هذه القرية البسيطة، مستغلًا أوقات الفراغ التي أوجدتها ظروف جائحة فيروس كورونا، بعد أن ترك عدد من الناس عملهم، وتعطلت المدارس، ليطرح على أقاربه وبعضًا من أهل القرية فكرة تزيين جدران القرية والأعمدة الخاصة بها، مع التركيز على المنازل المهجورة لكي  يدب ما يرسم علي جدرانها بالأنس، ويستبدل ما تراكم عليها من قلح أوجدته الأعوام بالجمال.

«أحمد صلاح» الذي تعلم الرسم في طفولته حرص على أن يشارك الأطفال الصغار في هذه المبادرة الصغيرة لينقل إليهم هذا الفن، ويشعر بالسعادة للاستجابة البالغة والسريعة من أهالي القرية الذين تطوعوا وجمعوا الأموال اللازمة لشراء الأدوات والألوان.

وتنوعت الرسومات التي أختارها ما بين رسومات خاصة بالشهداء، ورسومات خاصة بالتراث الفرعوني، ورسومات أخري تفصح عن جمال وطيبة أهل النوبة، وأبرز ما قام برسمه هو لوحة تجسد معبد الأقصر، كما قام برسم تربة للشهيد المنسي، وجدارية أخري للشهيد بركات الغول إبن قرية الحجارات المجاورة لقريته، ولا يغفل أبدًا قيامه برسم شخص يبتسم وتلوينه لكشك مهجور في مدخل القرية.

ويشرح أنه لا يضع نفسه مسبقًا داخل رسمه معينة، ولكن الحالة الخاصة بالمكان هي ما تبعث على القيام برسمه خاصة تناسب هذا المكان، فهناك مكان يلائمه الرسومات النيلية، وآخر تليق به الرسومات الفرعونية، ومكان ثالث تراثي، حيث أوحى له حدث نقل المومياوات برسوم فرعونية خالصة ذات طابع فريد.

و يستكمل أن المبادرة تجاوزت الآن إحدى عشر شهرُا، وقد انتقل إلى تزيين القري المجاورة، ويسهر ببالغ الفخر لكونه جعل الأطفال ينخرطون في عملًا مثل هذا، فالطفل إحساسه بنفسه يرتفع بعد القيام بأمر هكذا، فهذا الشئ يجعل إحساس الطفل بنفسه يرتفع، يشعر أنه يفعل  ذو قيمة خاصة في المناطق القروية التي تندر أنشطة الأطفال فيها.