رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصريون فى «جحيم الهند»: الوضع كارثى.. والتزموا بإجراءات الوقاية

مصريون في «جحيم الهند»
مصريون في «جحيم الهند»

محارق هنا وهناك، وأسطوانات أكسجين بجوار أجساد ممددة بالطرقات وعلى الأرصفة بعد أن امتلأت المستشفيات بالجثث والمصابين، يجاهد أصحابها للإفلات من الموت الذى ينشره وباء «كورونا» فى كل مكان حاصدًا معه أرواح الآلاف يوميًا.

الوباء الذى فتك بالهند جعلها تسجل رقمًا عالميًا قياسيًا فى عدد الإصابات اليومية بالفيروس بتخطى حاجز الـ٣٠٠ ألف إصابة، ليصبح النموذج الهندى فى التعامل مع جائحة كورونا كارثيًا ومرعبًا يخشاه باقى الدول الذى يقاتل حاليًا للسيطرة على الوباء وتشديد إجراءات الوقاية، وفى مقدمتها ارتداء الكمامات وتطبيق التباعد الاجتماعى تجنبًا للانزلاق فى المنحدر الكارثى. 

وعلى الرغم من قلة أعداد أبناء الجالية المصرية الموجودة بالهند، استطاعت «الدستور» التواصل مع عدد منهم للتعرف على كيفية معايشتهم تلك اللحظات المرعبة.

يقول المهندس مصطفى صابر شحاتة، المقيم بولاية راجستان بالهند وهو مدير التخطيط بإحدى كبرى شركات التعدين بالهند، والمقيم بها منذ عامين ونصف العام، إنه منذ اندلاع الأزمة فرضت الشركة التى يعمل بها على جميع موظفيها الإقامة الداخلية بمواقع العمل ومنعت الخروج إلا للضرورة القصوى، إضافة إلى تكفل الشركة بإقامة مستشفى داخلى لعلاج موظفيها فى حال تعرض أحدهم للإصابة، موضحًا أنه بفضل الله لم يُصب أى مصرى بالفيروس إلى الآن من محيط العاملين بشركته الضخمة.

ولم يختلف الوضع كثيرًا مع طالب علوم التكنولوجيا المصرى ابن محافظة الإسماعيلية محمد خالد، المقيم بولاية «حيدر آباد» منذ عامين، الذى أوضح أنه منذ انتشار فيروس كورونا بشكل كبير فرضت الدولة حظرًا وأصبحت فى شبه إغلاق كامل، فتوقف عمل الكثيرين من سكان المنطقة.

وقال إن المنطقة بالأساس تتسم بفقرها وبساطة أعمال ساكنيها، لذلك انقطع مصدر رزق الكثيرين ومن لا يمتلكون ما يكفى لشراء المواد الغذائية الضرورية للمعيشة، ما دفعه هو وعددًا من زملائه العرب لإطلاق مبادرات لشراء السلع الضرورية وتوزيعها مجانًا على البسطاء الذين تضرروا من انتشار الفيروس.

وأشار «خالد» إلى أنهم يذهبون لشراء هذه المواد الغذائية من متجر قريب، وقد ينتظرون لساعتين كى يتمكنوا من الدخول إليه، نظرًا للتزاحم الشديد بسبب ظروف الحظر، وحاجة الكثيرين للسلع.

وبالنسبة للوضع الصحى داخل الولاية فقال: «هى أقل من غيرها بكثير فى عدد الإصابات، وأوضاع المصريين الصحية بها مستقرة، حتى الآن، لالتزامهم باتباع الإجراءات الاحترازية فى مواجهة الفيروس، وأغلب الأعمال يتم تنفيذها داخل المنازل، فأصبحت فرص الاحتكاك قليلة».

أما محمد محمود، ابن محافظة القاهرة الذى يعيش فى الهند منذ ٤ سنوات، فقال إن الهنود، وفى ظل هذه الأوقات الصعبة، يعاملون الجالية المصرية بشكل طيب للغاية، على الرغم من معاناتهم الأليمة فى مواجهة فيروس «كورونا»، موضحًا أن الدولة الهندية تجرى مسحات لهم مثلما تجريها لمواطنيها للاطمئنان على صحتهم، بالإضافة إلى متابعتها أفراد الجالية وحالتهم الصحية من خلال وسائل التواصل الاجتماعى.

وأشار إلى أنه يتواصل يوميًا مع أسرته فى مصر، التى تشعر بقلق كبير، مبينًا أنه يشعر أيضًا بالقلق على نفسه خوفًا من الإصابة، لكنه يتبع الإجراءات الاحترازية.

فى حين أكدت إيمان صبرى، الثلاثينية التى سافرت من القاهرة للإقامة مع زوجها الطالب بإحدى كليات الهندسة بالهند، أن الوضع صعب للغاية فى الهند، وأغلب الهنود فى حاجة للمساعدة.

وأوضحت «صبرى»، التى تعيش فى «إسلام آباد»، أن الجالية المصرية فى الهند تساعد المصريين والهنود بالمال والطعام لتجاوز هذه الأزمة سريعًا، مشيرة إلى أن السلطات تتعامل بشكل حاسم مع أى مستهتر بإجراءات الحظر.

ولفتت إلى وجود أماكن يستمر الحظر بها لمدة ٢٤ساعة، مضيفة: «فى المؤسسات الحكومية هناك حجز للطوابير، والانتظار لساعات محددة لتقليل الأعداد فى الطابور الواحد».

وكشفت عن أنها حين تخرج إلى الشارع لدقائق تتفاجأ بمشاهد مرعبة لهنود يفترشون الأرض وهم يضعون أسطوانات الأكسجين بجانبهم، فضلًا عن نحيب وصراخ متواصل للسيدات بعد فقد ذويهن.

وعن سبب تفاقم كارثة كورونا فى الهند، قالت: «قد يرجع ذلك إلى عدد سكان الدولة المهول، بالإضافة إلى عدم التزام الكثيرين بقواعد النظافة الشخصية».