رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكتاب يتناول هيمنة النساء على صناعة الترفيه في مصر خلال العشرينات

عن أم كلثوم وفاطمة اليوسف.. «التايمز» تسلط الضوء على كتاب «ليل القاهرة»

كاتب
كاتب

سلطت صحيفة "التايمز" البريطانية الضوء على كتاب حديث ألفه الكاتب البريطاني رافائيل كورماك تحدث فيه عن ملامح العيش في القاهرة بين العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي وكيف هيمنت النساء على صناعة الترفيه في ذلك الوقت.

واستعرضت الصحيفة، في عرضها للكتاب الذي حمل عنوان "منتصف الليل في القاهرة: نجمات مصر يشعلن العشرينيات من القرن الماضي" وصدر الشهر الماضي، نماذج من النساء المصريات اللواتي سيطرن على الساحة الفنية والثقافية والاجتماعية وكان لهن دور كبير في تشكيل ملامح هذا العصر، أمثال أم كلثوم وتحية كاريوكا وعزيزة أمير وفاطمة يوسف.

وقالت "التايمز": "يرى كورماك هؤلاء النساء على أنهن بطلات نسويات، فقد خضن العديد من المعارك في حقبة كانت مليئة بالاضطرابات السياسية وتحدين الوجود البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى"، فمثلا الناشطة النسائية من الطبقة العليا هدى شعراوي،  التي وصفها الصحيفة بـ" إيميلين بانكهورست المصرية"، قادت موجة من الاحتجاجات طالبت فيها منح المرأة حق التصويت.

وأضافت ان الكتاب تناول قصص العديد من النساء المصريات اللاتي حددن الثقافة الموسيقية والمسرحية والسينمائية في مصر في عشرينيات القرن الماضي، فمثلا "شفيقة القبطية" كانت الأولى في سلسلة صفوف فنانات الملاهي الليلية والمغنيات والممثلات اللواتي سيطرن على الحياة في مسرح حديقة الأزبكية بالقاهرة لمدة نصف قرن. وترى الصحيفة أن شفيقة كانت فنانة لديها الكثير من من المعجبين، ولم تكن مجرد فنانة عادية.

وتابعت: "اشتهرت شفيقة القبطية بأنها مخترعة رقصة الشمعدانات ، والتي تؤدي فيها رقصتها شرقية مع شمعدان معلق على رأسها، وبينما يبدو أن  مؤلف الكتاب اشتبه في البداية في أن وجودها كان أسطورة استشراقية ، قام باستخراج مراجعة صحيفة فرنسية لفرقة القبطية التي كانت تؤديها في باريس في 1900."

واستطردت أنه بجانب شفيقة القبطية، هناك أيضا فاطمة رشدي التي وصفتها بـ"المغنية الرائدة في عشرينيات القرن الماضي التي خاضت معارك بالأيدي مع مخرجها، فمثلها مثل شفيقة سئمت من الرجال الضعفاء وأعطت لنفسها أدوارًا رائعة."

ويبرز كورماك  في كتابه ايضا أهمية التاريخ الغني للمرأة المستقلة والمغامرة مثل فاطمة اليوسف مؤسسة مجلة روز اليوسف، التي أطلقت واحدة من أهم المؤسسات الصحفية في القاهرة على حد قوله، حيث كانت ممثلة كوميدية ولكنها اتجهت للصحافة.

وخصت "التايمز" أيضا بالذكر ضمن نماذج السيدات المصريات اللواتي تحدث عنهم في كورماك في كتابه: "أم كلثوم"، أذ وصفتها الصحيفة بـ"الاسم الأكبر على الأطلاق في الشرق الأوسط" و "الأيقونة الناصرية"، قائلا أن "صوتها لا يزال يملأ سيارات الأجرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط حتى يومنا هذا".

كما وصفتها بأنها "كانت من أفضل المنافسات للنماذج التي وقفت ضد النظام وانحازت إلى كونها قومية عربية وأصبحت أيقونة ناصرية"، مضيفة" حزن مليون شخص على أم كلثوم في جنازتها العامة عام 1975".

وأوضحت الصحيفة أن مؤلف الكتاب هو شاب بريطاني حاصل على درجة الدكتوراه في المسرح المصري والكتاب كان تجربة لتحويل أبحاثه الأكاديمية إلى عرض مذهل  للنساء المصريات غير العاديات والجريئات اللواتي اشتهرن في السنوات الأولى من العولمة وثقافة المشاهير.

ووصفت "التايمز" القاهرة بأنها اشتهرت، ولا تزال تشتهر، ببهجة الحياة الاجتماعية وجودة الترفيه، وأشادت بالدراما المصرية مضيفة ان "الأعمال الدرامية التي اشتهرت بها مصر جعلت اللهجة المصرية مفهومة جيدًا وأصبحت هي اللغة العربية الرسمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط."

وتابعت "أصبحت القاهرة مركزًا لمنطقة المسارح ، ودور السينما" مشيدة بجمال وعظمة دار الأوبرا، التي بناها الخديوي إسماعيل عام 1869.

ولفتت إلى أن الكتاب قدم لمحة عن نساء الفن والصحافة اللواتي طالبن بحقوقهن وإفساح المجال لأنفسهن، وصور الحياة الصاخبة لهؤلاء النساء في سياق الاضطرابات السياسية والثقافية في تلك الحقبة، بما في ذلك القومية العربية وظهور حركة نسوية مصرية.

يجدر الاشارة ان مؤلف الكتاب رافائيل كورماك قضى ثلاث أو أربع سنوات في دراسة تلك الحقبة والنساء المصريات اللواتي زلزن العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وهو مؤلف بريطاني معروف بشغفه بالشرق الأةسط، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في المسرح المصري من جامعة إدنبرة ويعمل حاليًا باحثًا زائرًا في جامعة كولومبيا، وهو محرر ومترجم حائز على جوائز عالمية، ويكتب عن الثقافة العربية لمجلة لندن ريفيو أوف بوكس وغيرها.