رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير استراتيجي أمريكي: العراق عنصر أساسي مفقود في السياسة الأمريكية

العراق
العراق

تركز الولايات المتحدة جهودها في الوقت الحالي على الانسحاب من أفغانستان وإمكانية إحياء اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران، وينطوي ذلك على آثار جانبية ضارة.
 

ويرى الخبير الاستراتيجي انتوني كوردسمان أن أحد هذه الآثار الجانبية هو أنه يبدو أن علاقات الولايات المتحدة مع العراق تحظى باهتمام عابر في أفضل الأحوال. 

وفي واقع الأمر ، قد تكون علاقات الولايات المتحدة مع العراق ، وتطويرها كدولة مستقرة آمنة، والتأكد من أنها يمكن أن تصبح مستقلة عن النفوذ الإيراني، أهم بكثير من الانسحاب من أفغانستان وإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة ، المعروفة بالاتفاق النووي الإيراني.
 

وقال كوردسمان الذي يترأس كرسي أرليه بورك في الشؤون الاستراتيجية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تقرير مطول نشره المركز إنه من المهم مثل التعاملات مع إيران وغيرها من القضايا ذات العلاقة بالاستقرار وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الحفاظ على العلاقات مع العراق، ودعمها لتصبح دولة مستقرة، وتمثل عنصر توازن بالنسبة لإيران، وقد يمثل الحد من توتراتها الداخلية العميقة وتهديد التطرف الدائم، التحديات الاستراتيجية المباشرة الأكثر أهمية لأمريكا في المنطقة.
 

ويؤكد كوردسمان أن للولايات المتحدة أهدافا استراتيجية كثيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكن إقامة علاقات استراتيجية ناجحة مع العراق، تعد الآن إحدى أهم أولويات أمريكا.

 فالجغرافية، و التركيبة السكانية، والسياسات الإقليمية ، والنفط أمور تجعل العراق حجر زاوية رئيسي في أي جهود لمواجهة تلك التحديات.


ويوضح كوردسمان، الذي عمل مستشارا لشؤون أفغانستان في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتن، أن جغرافية العراق، ومواردها النفطية الكبيرة وتعداد سكانها الكبير، وتأثيرها الاستراتيجي، واصطفافها مع القوى الخارجية، هي ركائز تجعل العمل على أن تكون العراق دولة مستقرة وآمنة، أمرا أساسيا للحد من النفوذ الإقليمي المتنامي لروسيا وإيران؛ وضمان بقاء سورية معزولة جزئيا على الأقل؛ وإقامة هيكل استراتيجي إقليمى أكثر فعالية يضم والأردن، ودول الخليج العربية الأخرى؛ وضمان استقرار تطوير نفط وصادرات العراق، وتحقيق المكاسب للشعب العراقي وليس لإيران.
 

ويشير كوردسمان إلى أنه مع ذلك لم تستوعب الولايات المتحدة هذه الحقائق حتى الآن رغم أنها خاضت ما يعادل أربعة حروب في العراق منذ عام 1990.

ومن المهم ملاحظة أن غزو عام 2003 كان إلى حد ما نتيجة لحقيقة ان الولايات المتحدة أنهت فجأة حرب الخليج الأولى في عام 1991 دون وجود خطة حقيقية لإنهاء الصراع أو صياغة شكل ما لنتيجة نهائية، في الوقت نفسه، أصبح داعش تهديدا رئيسيا للعراق والمنطقة، وذلك فقط لأن الولايات المتحدة قامت قبل الوقت المناسب بخفض دعمها للقوات العراقية في عام 2011، ولم تقدم ضمانات أمنية واضحة حتى هدد داعش بالسيطرة على العراق، ولم تضع مطلقا برامج للمساعدات المدنية التي يمكن أن تساعد في تحقيق عراق مستقل وحكومة مركزية عراقية نزيهة.
 

وترك انسحاب أمريكا السابق لأوانه في عام 2011 خلفه قوات عسكرية وأمنية حكومية عراقية لم يكن بوسعها التعامل مع أسباب الإرهاب أو تجدد ظهور التطرف.