رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«في محبة مصر» (1) | الروائي إبراهيم الكوني: هي الرائدة والكنز واللغز والأصل

إبراهيم الكوني
إبراهيم الكوني

شهادات الكتّاب العرب عن مصر ودورها وأهيمتها كرائدة وسباقة وفي مقدمة الدول والشعوب التي أثرت الحياة في مختلف المجالات ليست جديدة، لكن في السطور التالية نعيد التأكيد على هذا ولمعرفة الأجيال الجديدة مكانها في قلوب محبيها.

وأولى هذه الشهادات هي شهادة الكاتب الليبي الشهير إبراهيم الكوني:

عبر الروائي الليبي إبراهيم الكوني عن محبته عن مصر وتقديره لدورها عبر كلمته في مؤتمر الرواية العربية عام 2003 قائلاً:

في النهاية لا يفوتني إلا أن أنحني إكباراً لمصر سهلاً وأهلاً. هؤلاء الأهل الذين احتضنونا في قلوبهم قبل أن يحتضونا في ديارهم. وهو سخاء حملته هذه الأرض الثرية حتى في أسمائها الغنية بالدلالات منذ عهد ما قبل التاريخ.

مصرايم، كما ترد في أسفار العهد القديم، أو مصر كما ترد في القرآن الكريم، ما هي إلا مزر التى تعني في لغة البدايات "الرائدة" أو "السابقة" أو "الأصل".

تانكمت أو كمت إنما تعني بالغة البدايا "اللقية"، أو "الكنز" أو "اللغز" إيماء لحقيقتها البدائية.

و"يويوي" إنما تعني "المترامية" أو "الشاسعة"أو "السائدة" و"سيادة الروح على الجسد لا العكس".

ثم "أجبت" الدالة في لسان القدماء على: القطع أو البتر، تيمناً بالمكان الذي قصت فيه إيزيس شعرها حزنا على حميمها أوزوريس.

أرض حملت هذه الذخيرة من الدلالات الأخلاقية والروحية والميتافزيقية في سيماء أسمائها لي غريباً أن تكون لها المبادئ الأخلاقية، وأرجوحة الديانة الحقيقية  النابعة من المسلك الأخلاقي بالذات، فسبقت بذلك نظرية "كانت" في الأخلاق التى تروي أن الصلاة الحقيقية في المسلك الأخلاقي، وأما صلاة الشعيرة فهي مجرد أمنية موجهة إلى الرب.

كيف لا تنجب هذه الأرض السخية حكيما مثل نجيب محفوظ؟ وكيف لا تتبوأ الرواية العالمية مكانتها العالمية إذا كان هذا الناسك القديس هو من اشترى لها هذه الكنانة لا بهبة دنيوية كجائزة نوبل، ولكن بزهد المعتزلة الذين تصر لهم الحقيقة، يقينا ألا لعلة تحديقهم الطويل في مجاهل الأبدية؟

إبراهيم الكوني أحد أبرز كتاب الرواية العربية وهو كاتب ليبي طارقي يؤلف في الرواية والدراسات الأدبية والنقدية واللغوية والتاريخ والسياسة.

اختارته مجلة "لير" الفرنسية أحدَ أبرز خمسين روائياً عالمياً معاصراً، وأشادت به الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية والرسمية في أوروبا وأمريكا واليابان، ورشحته لجائزة نوبل مراراً، ووضع السويسريون اسمه في كتاب يخلد أبرز الشخصيات التي تقيم على أراضيهم وهو الكاتب الوحيد من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا بل الوحيد أيضاً من العالم الثالث في هذا الكتاب، ورئيس سويسرا اصطحبه معه في واحدة من أبرز المحطات الثقافية، حيث كان أول أجنبي اختير عضو شرف في وفد يرأسه الرئيس السويسري سنة 1998 عندما كانت سويسرا ضيف شرف في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في عيده اليوبيل الخمسين، العيد الذهبي. وقد ألف 81 كتاباً.