رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبوأيوب المصري.. الإرهابي المزور

أبوأيوب المصري
أبوأيوب المصري

فى صباح الإثنين التاسع عشر من أبريل ٢٠١٠ خرج رئيس الوزراء العراقى الأسبق، نورى المالكى، ليُعلن للعالم على الهواء مباشرة مقتل زعيمى تنظيم القاعدة فى العراق أبوأيوب المصرى وأبوعمر البغدادى على يد قوة عراقية أمريكية فى منطقة الثرثار شمالى بغداد.

وعرض «المالكى» صورًا لجثتيهما، الأمر الذى جعل جو بايدن، الذى كان نائبًا للرئيس الأمريكى باراك أوباما وقتها، يخرج فى تصريحات يعتبر فيها أن مقتلهما يعنى توجيه ضربة كاسحة للقاعدة فى العراق. 

وأثارت حلقات مسلسل «هجمة مرتدة» الاهتمام بأسرار هذا الإرهابى الذى كشف سره وغموضه صقور المخابرات العامة المصرية، وفى السطور التالية تسرد «الدستور» قصته كاملة:

وفق اعترافات زوجته اليمنية حسناء على محمد قيران، تزوجت من أبو أيوب المصرى فى العاصمة اليمنية صنعاء عام ١٩٩٨، ولها منه ثلاثة أطفال، موضحة أن اسمه الحقيقى هو عبد المنعم عز الدين على البدوى لكنه دخل اليمن بجواز مصرى مُزور باسم «يوسف حداد لبيب»، وعمل مدرسًا خارج العاصمة. وحسب المعلومات المتوافرة عنه فى مصر، وقبل سفره للعاصمة العراقية بغداد، كان أبوأيوب المصرى أحد المتهمين فى قضية «طلائع الفتح» المرتبطة بتنظيم القاعدة فى مصر ثم هرب إلى اليمن قبل ضبطه، وكان مقربًا من فرع تنظيم الجهاد لدرجة أنه أصبح المساعد الشخصى لأيمن الظواهرى حينما التقاه فى أفغانستان خلال الحرب ضد الروس. فى عام ١٩٩٩ سافر أبوأيوب المصرى إلى أفغانستان والتحق بمعسكر الفاروق تحت قيادة أسامة بن لادن آنذاك، وهناك تخصص فى صناعة المتفجرات، حسب تصريحات الجنرال وليام كالدويل، المتحدث باسم الجيش الأمريكى بالعراق وقتها. الإرهابى المصرى كان يحمل اسمين حركيين مختلفين هما أبوحمزة المهاجر وأبوأيوب المصرى، وتعود أصوله إلى قرية طوخ بمركز أبوكبير فى محافظة الشرقية، وتولى قيادة تنظيم القاعدة خلال فترة وجوده بالعراق عام ٢٠٠٧، عقب مقتل أبى مصعب الزرقاوى.

وبسبب خبرته فى صناعة المتفجرات اعتبر أعضاء القاعدة توليه وزارة الحرب فى التنظيم تعويضًا لخسارة أبى مصعب الزرقاوى، نظرًا لاحترافيته العالية فى صناعة المتفجرات، ليكون مقتله لاحقًا ضربة قاصمة للتنظيم.

ووفق تصريحات زوجته اليمنية فإنه سبقها فى الوصول إلى بغداد عبر دولة الإمارات ولحقت به قادمة من عمان عام ٢٠٠٢، ومكثا فى الكرادة سبعة أشهر، وفى العامرية ستة أشهر، ثم انتقلا إلى منطقة بغداد الجديدة، وفى هذا الوقت من عام ٢٠٠٣ سقط نظام صدام حسين، واصفة زوجها بأنه كان «متشددًا وغامضًا». يعد أبوأيوب المصرى واحدًا من أخطر القادة العسكريين للقاعدة فى العراق، وحضر معارك الفلوجة الأولى والثانية، وفى سنة ٢٠٠٦ قتل أبومصعب الزرقاوى فتم اختياره زعيمًا للتنظيم، وتغيير لقبه إلى أبوحمزة المهاجر، حتى لا يسهل تتبعه وقتله كما قُتل الزرقاوى.

عقب توليه قيادة التنظيم وإعلان قيام الدولة الإسلامية فى العراق، التى انضم إليها جميع مقاتلى تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين بقيادة «المصرى»، تنازل عن الزعامة لأبوعمر البغدادى، وتولى وزارة الحرب فى التنظيم الجديد.

فى العام ٢٠١١ بعد مقتله بعام قضت محكمة عراقية بالسجن مدى الحياة على أرملته اليمنية لدورها فى مساعدة المسلحين.