رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حيرت العلماء».. تقارير عالمية تثمن اكتشافات مقابر الدقهلية الأخيرة

اكتشافات مقابر الدقهلية
اكتشافات مقابر الدقهلية

سلطت عدة تقارير عالمية الضوء على اكتشاف علماء آثار مصريين 110 مقابر أثرية بمنطقة كوم الخلجان بالدقهلية (دلتا مصر)، يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الأسرات وممالك مصر الفرعونية التي قامت قبل أكثر من خمسة آلاف سنة.

وأبرزت مجلة مؤسسة "سميثسونيان" الأمريكية أهمية هذا الاكتشاف قائلة إنه جاء في وقت هام بالنسبة لصناعة السياحة وبعد اكتشاف المدينة المفقودة بالأقصر وموكب المومياوات الملكية في مطلع الشهر الجاري.

ولفتت المجلة، في تقريرها، إلى أن المقابر التي اكتشفها علماء الآثار المصريين في منطقة دلتا النيل تعود إلى ثلاث مراحل تاريخية مختلفة من عصور العهد القديم. 

وأوضحت أنه من بين المقابر التي تم العثور عليها 68 مقبرة ترجع لمرحلة حضارة مصر السفلى أي حوالي 3300 قبل الميلاد عندما كان وادي النيل لا يزال مقسمًا إلى مصر العليا والسفلى، وخمس مقابر من عصر نقادة الثالثة الذي سبق ظهور أول أسرة حاكمة في مصر عام 3100 قبل الميلاد تقريبًا.

وتابعت: كما عُثر على 37 مقبرة من فترة الهكسوس خلال الفترة بين (1782 إلى 1570 قبل الميلاد) أي بين المملكتين الوسطى والحديثة.

 

- اكتشافات مثيرة للاهتمام 

ونقلت المجلة عن سليمة إكرام، عالمة الآثار في الجامعة الأمريكية بالقاهرة: "هذه مقابر مثيرة للاهتمام كثيرًا لأنها تجمع بين بعض أوائل فترات التاريخ المصري وفترة مهمة أخرى هي فترة الهكسوس".

وأضافت: "يعكف علماء الآثار على فهم كيف عاش المصريون والهكسوس معا وإلى أي درجة أثر الهكسوس على التقاليد المصرية".

وذكرت المجلة أن علماء الآثار عثروا أيضا على مجموعة من الأفران والمواقد وبقايا أساسات مبانٍ من الطوب اللبن، والأواني الفخارية، والتمائم خاصة الجعارين التي صنع البعض منها من الأحجار شبه الكريمة والحلي مثل الأقراط والمجوهرات. 

ونقلت المجلة الأمريكية أيضا عن الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، قوله في بيان إن "المقابر الـ68 التي تم اكتشافها، التي تعود لمرحلة حضارة مصر السفلى، المعروفة باسم بوتو، عبارة عن حُفر ذات أشكال بيضاوية قطعت في طبقة الجزيرة الرملية بالمنطقة، ووضع بداخلها دفنات لأشخاص في وضع القرفصاء، يرقد أغلبها على الجانب الأيسر وتتجه رأسها نحو الغرب". 

 

- اكتشاف "الرضيع داخل الجرة" حير العلماء 

كما أشارت إلى الكشف عن بقايا دفنة لطفل رضيع داخل جرة او إناء من الفخار من فترة (بوتو 2) وُضِع معه إناء صغير من الفخار كروي الشكل، واصفة الاكتشاف بأنه رغم كونه ممارسة جنائزية شائعة نسبيًا إلا أنها "لا تزال تحير العلماء والباحثين". 

وذكرت أن عالم الآثار يوآف أربيل، قال إن هناك تفسير لهذا الاكتشاف (الرضيع في الجرة) مفاده أن الجرة تشبه الرحم تقريبًا، لذا فإن الفكرة الأساسية هي إعادة [الطفل] مرة أخرى إلى الأرض الأم، أو إلى الحماية الرمزية لوالدته.

ولفتت إلى أن بعض المقابر التي تعود إلى فترة نقادة الثالثة اشتملت على أوان أسطوانية وكمثرية الشكل، مضيفة أن المقابر الخاصة بفترة الهكسوس كانت بالأساس حفرًا شبه مستطيلة الشكل "وتتميز بأن جميع دفناتها في وضع ممدد والرأس يتجه نحو الغرب"، بحسب البيان. 

 

- اكتشافات هامة لإحياء قطاع السياحة 

وذكرت المجلة أن تلك الاكتشافات جاءت في وقت "حرج" للغاية في ظل وباء فيروس كورونا الذي أثر بشكل سلبي على قطاع السياحة.

وأضافت أن اكتشافات مقابر دلتا النيل من شأنها أن تساعد على "جذب الزوار للعودة إلى مصر"، لا سيما بعد أن كشفت مصر النقاب عن مجموعة من الاكتشافات الأثرية المذهلة في "المدينة المفقودة" بالأقصر، والتي جاءت بعد حدث موكب المومياوات الملكية في مطلع أبريل الجاري.

 

- أراب نيوز: لا زال هناك المزيد من الأسرار

وثمنت صحيفة آراب نيوز اكشاف مقابر الدقهلية، حيث قالت إن علماء الُآثار المصريين اكتشفوا عشرات المقابر النادرة والتي تعود إلى فترة ما قبل ظهور الممالك الفرعونية في مصر لأول مرة منذ أكثر من 5000 عام، مشيرة إلى أن عمليات الحفر والتنقيب لا تزال جارية لكشف المزيد من الأسرار. 

ونقلت الصحيفة عن الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قوله في بيان صحفي، إن "الكشف يعتبر إضافة تاريخية وأثرية مهمة للموقع، الذي تستمر فيه الحفائر للكشف عن أسرار هذه المنطقة»، مشيرًا إلى أنه "يضم 68 مقبرة ترجع لمرحلة حضارة مصر السفلى، وخمس مقابر من عصر (نقادة III)، و37 مقبرة من عصر الهكسوس". 

كما نقلت عن الدكتورة نادية خضر، رئيس الإدارة المركزية للوجه البحري بالمجلس الأعلى للآثار، قولها إن "البعثة عثرت على 37 مقبرة من عصر الانتقال الثاني (فترة الهكسوس)، منها 31 عبارة عن حفر شبه مستطيلة الشكل تتراوح أعماقها بين 20 سم و85 سم، جميع دفناتها في وضع ممدد والرأس يتجه نحو الغرب والوجه إلى أعلى".

وأضافت أن البعثة عثرت على إناء صغير وقرط فضي بالإضافة إلى بقايا طفل داخل إناء فخاري كبير. تم وضع الأثاث الجنائزي داخل إناء أسود، إلى جانب أفران ومواقد وبقايا أساسات من الطوب اللبن وأواني فخارية وتمائم وجعران بعضها مصنوع من أحجار شبه كريمة.