رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوفد يرأسه منسق سياسات الشرق الأوسط التابع لمجلس الأمن القومي ومستشار وزارة الخارجية

وفد أمريكي يتوجه للشرق الأوسط وسط مخاوف من العودة لاتفاق إيران النووي

الرئيس الأمريكي جو
الرئيس الأمريكي جو بايدن

ذكر مسؤول أمريكي كبير، اليوم الأربعاء، أن فريقا من المبعوثين الأمريكيين سيتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط قريبا لإجراء محادثات مع حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة، وسط تصاعد المخاوف في المنطقة بشأن مسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن للانضمام مرة أخرى إلى الاتفاق النووي الإيراني.

وقال المسؤول "سيسافر وفد رفيع خلال الأسبوع المقبل، لمناقشة عدد من القضايا الهامة المتعلقة بالأمن القومي الأمريكي والجهود المستمرة لتخفيف التوترات في منطقة الشرق الأوسط".

وذكر مصدر مطلع أن الوفد سيرأسه منسق سياسات الشرق الأوسط التابع لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بريت ماكجورك ومستشار وزارة الخارجية الأمريكية ديريك شوليه.

وبالرغم من أن مسار الرحلة لا يزال غير واضح، فإن هناك خططا مبدئية للوفد لزيارة السعودية والإمارات ومصر والأردن.

ويشعر الكثير من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بالقلق من سعي بايدن للعودة للانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني، خشية أن يفضي استئناف تنفيذ الاتفاق في نهاية الأمر إلى السماح لطهران بامتلاك أسلحة ذرية ما من شأنه أن يجعلهم عرضة للترهيب الإيراني أو التهديد العسكري.

وبدأت إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا جولة ثالثة من الاجتماعات في فيينا هذا الأسبوع بهدف الاتفاق على الخطوات التي سيتعين اتخاذها في حالة إعادة إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018.

وفي سياق متصل، يغتنم الرئيس الأميركي جو بايدن أول كلمة يلقيها أمام الكونجرس، الأربعاء، لعرض خططه الإصلاحية خصوصا في المجال الضريبي، بعد بداية ولاية بذل فيها جهودا مكثفة على جبهات عدة.

وعشية بلوغه محطة رمزية هي أول مئة يوم من ولايته الرئاسية، يعرض بايدن أمام مجلسي الكونغرس "مشروعه للعائلات الأميركية" المقدّر بنحو ألفي مليار دولار.

والخطة التي وصفها البيت الأبيض بـ"استثمار تاريخي" في التعليم والطفولة وأثارت غضب الجمهوريين حتى قبل الكشف عنها، تضع سقفا طموحا: ألف مليار للاستثمارات، وخاصة في القطاع التعليمي، و800 مليار من التخفيضات الضريبية للطبقة الوسطى.

ولتمويل المشروع، سيقترح الرئيس الديمقراطي إلغاء التخفيضات الضريبية التي أقرها سلفه دونالد ترامب للأكثر ثراء وزيادة الضريبة على عائدات رأس المال لـ0,3% من الأمريكيين الأكثر ثراء.

وفي المقابل، سيقطع وعدا ردده مرارا وتكرارا، وهو أن الزيادة الضريبية لن تنطبق على الذين يجنون أقل من 400 ألف دولار في السنة.

وستشكل كلمة بايدن بداية معركة محتدمة في الكونغرس، فإن كانت خطته لدعم الاقتصاد بقيمة 1900 مليار دولار اجتازت العقبات بدون صعوبات حقيقية، فإن المناقشات حول خططه الضخمة للاستثمار في البنى التحتية والتربية تنذر بمناقشات أكثر احتداما.

وعلق السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل ساخرا الثلاثاء "الرئيس بايدن قدم نفسه خلال الحملة على أنه معتدل، لكن يصعب علي أن أجد حتى الآن أي قرار يدل على حسّ اعتدال".

وفي افتتاحية لاذعة، أعربت صحيفة وول ستريت جورنال عن أسفها لأن بايدن الذي كان "محظوظًا" سواء على صعيد اللقاحات أو الانتعاش الاقتصادي، لا ينتهز الفرصة ل"توحيد البلاد".

وفيما أشارت إلى زيادات ضريبية غير مسبوقة منذ 1968 ومستوى انفاق "لم يسبق له مثيل منذ الستينيات"، أسفت الصحيفة ايضاً لأنّ بايدن قرر وفقاً لها أن يحكم "مثل بيرني ساندرز".

ومن المتوقع أن يشيد بايدن في كلمته بـ"التقدم المذهل" بحسب تعبيره، الذي حققته البلاد في الاشهر الأخيرة على صعيد مكافحة وباء كوفيد-19، وبصورة خاصة تسريع وتيرة حملة التلقيح بشكل لافت.

وتلقى أكثر من 96 مليون شخص يمثلون حوالى 30% من المواطنين جرعتي اللقاح. وفي قرار عالي الرمزية، أعلنت السلطات الصحية الثلاثاء أن الأمريكيين المحصنين لم يعودوا بحاجة إلى وضع الكمامات في الخارج إلا في الأماكن المكتظة.

وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن "الرئيس يعمل على هذا الخطاب منذ أسابيع عدة"، مؤكدة أنه يتضمن شقا دبلوماسيا.

وقالت "سيذكر بتصميمنا على معاودة الانخراط بشكل تام في شؤون العالم"، مشيرة بصورة خاصة إلى العلاقات مع الصين.

وإن كان الخطاب الرئاسي في الكابيتول يشكل تقليدا راسخا في الحياة السياسية الأمريكية، فإن كلمة بايدن هذه السنة ستجري في أجواء استثنائية حتّمتها الأزمة الصحية.

وسيحضر حوالى مئتا شخص فقط إلى قاعة مجلس النواب لهذه المناسبة، مقارنة بأكثر من 1600 شخص عادة، وطلب من أعضاء الكونجرس هذه السنة تقديم لوائح مدعوين "افتراضيين".

وسيكون جون روبرتس القاضي الوحيد من المحكمة العليا الذي سيحضر الجلسة، ومن بين أعضاء الحكومة، سيحضر وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، فيما يتابع الآخرون الكلمة عبر التلفزيون.

وفي مخالفة أخرى للتقاليد، لن يتم هذه السنة تعيين عضو في الحكومة لا يحضر جلسة الخطاب الرئاسي بل يتم إبقاؤه في مكان سري ليتمكن من تولي مقاليد السلطة في حال تعرض المبنى لهجوم.

ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، ستجلس امرأتان خلف الرئيس على مرأى كاميرات التصوير، هما الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي وكامالا هاريس التي أصبحت في يناير أول امرأة تعين نائبة للرئيس.

ومن المتوقع أن تسود أجواء مختلفة تماما عن التوتر الشديد الذي خيم خلال آخر كلمة ألقاها ترامب في الكابيتول في فبراير 2020.

فهو تعمد قبل خطابه عدم مصافحة نانسي بيلوسي التي كانت تمد له يدها، وبعد انتهاء خطابه، قامت بتمزيق نسخة من كلمته وهي واقفة خلفه أمام الكاميرات.