رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جولة داخل مستشفى حميات حلوان.. «كورونا في عيون المرضى»

طوابير داخل مستشفى
طوابير داخل مستشفى حميات حلوان

مرضى يقفون أمام البوابات بحثًا عن علاج، وطبيبة وحيدة تُجاهد لتوقيع الكشف عليهم.. ساعات تمضي لفك الزحام من أمام غرفة كشف مهمتها فرز القادمين إلى هنا، ومعرفة ما إذا كان فيروس كورونا المستجد تسلل إلى أجسادهم أم لا.. هُنا مستشفى حميات حلوان. 
باب مُغلق يجلس من خلفه حارس أمن تابع لإحدى الشركات الخاصة، يسمح بالدخول لمن جاؤوا لتوقيع الكشف الطبي، بينما يمنع دخول زيارات للمرضى الذين يتلقون الرعاية بالداخل، وفقًا لقرار سابق جرى تعليقه على جدران المستشفى من الداخل يحمل توقيع الدكتور محمد زكريا، مدير المستشفى، للحد من انتشار فيروس كوروناـ أو هكذا يقول القرار. 
ما إن تدلف قدماك إلى طُرقات المستشفى بعد الحصول على تذكرة الكشف، تجد بعض العاملين بالمستشفى تخلوا عن الكمامات الطبيبة، وقليلون منهم ارتدوا الملابس الواقية، بينما تتواجد لوحة متوسطة كُتب عليها «رسالة مستشفى الحميات» تتحدث عن الخدمات التي يقدمه المستشفى لمرضاه، بخط كبير يسمح بقراءته عن بُعد، غير أنه جرى وضعها بوضع مُنقلب. 


ليست اللوحة وحدها التي تحتاج إلى إصلاح وضعها، فطوابير المرضى أمام غرفة كشف وحيدة، بدت عشوائية دون مراعاة التباعد الاجتماعي، فالتحم المتزاحمون على غرفة الكشف بحثًا عن أدوارهم للدخول، بينما وقف رجل أمن يُنظم الدخول تارة من طابور النساء، وتارة أخرى من طابور الرجال، بينما يُحاول تهدئة الغاضبين من طول وقت الانتظار وقوفًا، لتزيد معها شكاوى متاعبهم بشكاوى جديدة.
في الداخل؛ تجلس طبيبة وحيدة تُقاوم من أجل حمل القلم بين أصابعها، ويبدو أن ساعات العمل الشاقة أجهدتها، بين أعداد مرضى تزايد إقبالهم في ذلك اليوم، ولم تجد طبيبًا آخر إلى جوارها ليُخفف عنها هذه الكثافات.. أعيُن كانت تُقاوم الإغلاق نومًا، وتبدو الطبيبة مُحاولة التغلب على متاعب الجسد، من أجل كتابة أدوية مناسبة لمرضاها. 
الاشتباه في مريض يقودها لتوجيهه إلى قسم سحب عينات الدم من أجل تحليلها بحثًا عن نتيجة قد تقود لتحديد مدى إصابة صاحبها بالفيروس من عدمه.. لكن الأمر هُناك لا يبدو أكثر يُسرًا للمرضى من الانتظار.. وقفنا طويلًا بحثًا عن مسؤولي سحب العينات، غير أن انشغالهم باستقبال مرضى حالات طارئة، كان يمنع تواجدهم باستمرار داخل الغرفة.. الجميع هُنا يُحاول القيام بأكثر من دور في الوقت ذاته، في مؤشر إلى انخفاض أعداد الأطقم الطبية في المكان. 
كثيرون يتلقون خدمات التحاليل والمسحات الطبية بعد توقيع مدير المستشفى على الأوراق في مكتبه، وصرف الأدوية لمن يُسمح له من صيدلية المستشفى، غير أن المسؤول الأول في حميات حلوان لم يمر مرة واحدة طيلة تواجدنا في الداخل، للاطمئنان على سير العمل، وظلت حالة الزحام في الفترة الصباحية حتى الانتهاء من جميع المرضى في منتصف اليوم.