رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكسكسي أيقونة المائدة التونسية ومن أفضل الأكلات الشعية

الكسكسي
الكسكسي

 تشتهر تونس بأكلات شعبية يقبل المواطنون على تناولها يوميا ولا يترددون في تقديمها للضيوف من سياح وزوار.. ولعل من أبرز ما تشتهر به الدولة التونسية من أكلات شعبية كغيرها من الدول المغاربية الكسكسي "أيقونة المائدة التونسية" فهو وجبة قديمة منشأها الأصلي ببلاد المغرب العربي وبالأخص بالمغرب والجزائر وشرق ليبيا، يمكن تحضيره من دقيق القمح أو الذرة وتتعدد طرق طبخه، سواء باللحم، الحليب، الخضروات، السكر أو الزبدة وغيرها من طرق التحضير حسب الرغبة ومناسبة التقديم.


ولم تقتصر شهرة الكسكسي فقط على بلاد المغرب العربي، بل هو شائع بشمال أفريقيا، إيطاليا وكذلك فرنسا، فهو يعتبر من الأكلات المفضلة لدى الشعب الفرنسي، وبالنسبة لبلاد المشرق العربي لم يكن الكسكسي بالوصفة المبتكرة، فهو شبيه بالمفتول إلى حد كبير.


ويختلف الكسكسي التونسي عن نظيريه الجزائري والمغربي، ويتميز بنكهته الحارة ولونه الأحمر بمفعول إضافة معجون الطماطم والهريسة، ويمكن طهي الكسكسي بالسمك أو لحم الخروف أو الدجاج مع إضافة الخضروات مثل البطاطا والفلفل والقرع.


ومن جانبها، قالت رجاء رؤوف أخصائية تغذبة تونسية "يعتبر الكسكسي من مجموعة النشويات لأنه مصنوع من الحبوب وهو غني بالبروتينات النباتية والألياف التي تساعد في بطء عملية هضمه وذلك يعطي إحساسا بالشبع فترة طويلة بعد تناوله".


وأضافت "الكسكسي له منافع لا تحصى فهو يوفر الطاقة، فضلا عن أن طبخه بالخضر يوفر وجبة متكاملة، وغني بعنصر السيلينيوم حيث أن مقدار كوب واحد يحتوي على نحو 60 % من الكمية الموصى بالحصول عليها من ذلك العنصر".


وتابعت "يعد السيلينيوم أحد المعادن الضرورية التي تمتلك العديد من الفوائد الصحية فهو مضاد للأكسدة ويساعد على إصلاح خلايا الجسم ويقلل من الالتهابات كما أنه يلعب دورا هاما في الحفاظ على صحة الغدة الدرقية وأداء وظائفها بشكل سليم ويساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب من خلال خواصه المضادة للأكسدة والتي تعمل على تقليل تراكم الكوليسترول على جدران الشرايين والأوردة".


وأردفت "من فوائد الكسكسي أيضا أنه يقلل من خطر الإصابة بالسرطان لاحتوائه على عنصر السيلينيوم، ويعزز الجهاز المناعي، ويساعد في تقليل الوزن والحفاظ على مستوى صحي للسكر في الدم".


وبدورها، أكدت سناء منير سيدة تونسية مسنة ضرورة قيام الجدات بتعليم أحفادهن طرق عمل الوصفات التقليدية حتى نستطيع الحفاظ عليها من الزوال في عصر انتشار الوجبات السريعة.
وقالت "الأجيال الشابة مريضة بسبب الأكل الخفيف لابد من العودة إلى تقاليد الطعام الصحي وغير المكلف".


وتتنافس كل من المغرب والجزائر وتونس على أحقية نسبة طبق الكسكسي إليها فيما يجمع الباحثون على أن الكسكسي ذو أصول أمازيغية وهو ملك مشترك لشعوب المنطقة وجد قبل أن تظهر الدول الموجودة حاليا حيث أكدت البحوث العثور على أوان من بينها الكسكاس (أحد الأواني الرئيسية في طبخ الكسكسي).


وقد توج الكسكسي التونسي وللمرة الخامسة في الدورة 21 في بطولة العالم للكسكسي عام 2018 والتي احتضنتها مدينة سان فيتو لوكابو الإيطالية.
وأفادت رئاسة لجنة التحكيم حينها بأن دافعها في اختيار الكسكسي التونسي هو انبهارها بأصالته وعمق نكهاته حيث جمع تقنيات ومكونات معقدة وثرية.


وكانت اللجنة الدولية الحكومية لاتفاقية صون التراث الثقافي اللامادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) قد أقرت في ديسمبر الماضي تسجيل عنصر "الكسكسي: المعارف والمهارات والطقوس" الذي تقدمت به كل من الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي لليونسكو.