رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

درة: حبى لنجيب محفوظ شجعنى على المشاركة فى «بين السما والأرض»

درة
درة

قالت الفنانة درة إن دورها فى مسلسل «بين السما والأرض» لشخصية استحدثها مؤلف العمل، وليس لها وجود فى الرواية الأصلية للأديب العالمى نجيب محفوظ.

وأضافت درة، فى حوارها لـ«الدستور»، أنها تستمتع بالعمل مع الفنان هانى سلامة، الذى يتميز بشخصية قوية وهادئة ويحرص على إنجاح أى عمل يشارك فيه دون غرور أو تعالٍ على الزملاء بسبب البطولة أو غيرها من هذه الأمور.

وتابعت: أن زوجها لا يتدخل فى عملها، لكنها تستشيره فيما يعرض عليها من أدوار، مبينة أنها لم تكن تنوى المشاركة فى السباق الرمضانى هذا العام لتتفرغ لحياتها الشخصية فى أول سنوات زواجها، لكن شخصية «علا» فى المسلسل جذبتها؟ 

 

■ ما الذى شجعك على المشاركة فى مسلسل «بين السما والأرض»؟

- أنا أحب نجيب محفوظ، وهذا واحد من العوامل التى جعلتنى أوافق على المشاركة فى مسلسل من قصة له، رغم قرارى المسبق بعدم خوض أى عمل هذا العام والتفرغ لحياتى الخاصة، ومن المشجع أيضًا أن العمل كان من ١٥ حلقة فقط ولم يستغرق وقتًا طويلًا فى التصوير، كما أن الواقعية فى المسلسل جذبتنى، لأن معظم شخصياته أناس نقابلهم فى حياتنا اليومية، وأنا أحب الأعمال الاجتماعية التى تقترب من إنسان الشارع البسيط، كما أن إسلام حافظ كتب السيناريو بشكل محبوك دراميًا، دون مط أو تطويل، فأحداث العمل كانت متسارعة ومتلاحقة بشكل كبير. 

■ هل شاهدت الفيلم؟         

- نعم، شاهدت الفيلم من قبل، ولكن المسلسل مستوحى من العمل وليس نقلًا عنه، وإسلام حافظ بذل مجهودًا كبيرًا فى كتابته، ليظهر متكامل البناء الدرامى، وجرى استحداث شخصيات جديدة تتواكب وتتماشى مع العصر الحديث، خصوصًا أن أحداث الفيلم تدور داخل الأسانسير فقط، بينما المسلسل به شخصيات متشعبة لها تأثير على البناء الدرامى للأحداث، لذلك لم يتأثر أى منا بالفيلم أو الرواية.

■ كيف وجدت شخصية «علا» التى قدمتها فى المسلسل؟

- شخصية علا مستوحاة من خيال الكاتب، وليست موجودة فى الفيلم، وهى شخصية جديدة حمستنى للمشاركة فى العمل، لأننى لم أقدمها من قبل.. هى شخصية بسيطة ومليئة بالعمق، ولعبت دور زوجة حميد «هانى سلامة»، وكان لها دور كبير فى تحريك الأحداث. «علا» تتسم بالبساطة والرومانسية، ولكن يعيب شخصيتها أنها خاضعة لشخصية زوجها الدكتور، الذى يحاول السيطرة عليها بشكل كامل من خلال آرائه وأفكاره، فهو أستاذ جامعى وكاتب، ويتبع أسلوبًا معينًا فى التعامل معها، ورغم محاولاتها أن تستقل برأيها، فإنها تفشل فى ذلك، وتدخل فى صدام فكرى مع زوجها حول المعتقدات وحرية التفكير، ومع نهاية أحداث العمل اكتشف الجمهور جانبًا فى شخصية «علا» غيَّر مجرى الأحداث. وعمومًا، أنا لا أحب تقديم الشخصيات السلبية، وأفضل تقديم الشخصيات التى تترك أثرًا وبصمة لدى الجمهور وتضيف لمشوارى الفنى. 

■ هل تجدين صعوبة فى تقديم دور الفتاة المحجبة؟

- قدمت الفتاة المحجبة من قبل بأشكال مختلفة فى عدد من الأعمال الدرامية والسينمائية، منها «سجن النسا» و«يوم وليلة» و«مولانا» و«المعدية»، ولكن «علا» فتاة محجبة لها ستايل وشكل مختلف، وأسلوب فريد لم أشاهده على الشاشة من قبل، والشخصية موجودة فى السيناريو محجبة، وأضفت لها بعض اللمسات الخاصة فى الشكل وستايل اللبس، واعتمدت على البساطة والمكياج الخفيف لتواكب الكثير من الشخصيات التى نراها فى المجتمع، فالشخصية مرهفة الحس وتتميز بالرقى، وهى من طبقة فوق المتوسطة، وهذه الفئة قلما نجدها فى الدراما، فقد اختفت هذه الطبقة من الدراما المصرية منذ فترة.

■ كيف رصدت ردود الأفعال على دورك والمسلسل بشكل عام؟

- ردود الأفعال جيدة جدًا، سواء من الجمهور أو زملائى أو السوشيال ميديا، وذلك منذ طرح مقدمة المسلسل، فقد تلقيت العديد من ردود الأفعال من فتيات محجبات كن سعيدات بالشخصية جدًا، وقلن إنها قريبة لهن، وتمثل شريحة كبيرة من المجتمع، وأنا أطوّع شكلى حسب الشخصية التى أقدمها، وأضيف لها، حسب السيناريو، لتخرج صادقة «حتى لو كان شكلها وحش». 

■ هل تعتبرين السوشيال ميديا مقياسًا لنجاح العمل الفنى؟

- ليس من المفترض أن تكون السوشيال ميديا مقياسًا للنجاح أو التقييم فى أى موضوع، لأن جمهور السوشيال ميديا محدود، وهناك جمهور آخر ليس موجودًا على منصات التواصل الاجتماعى، ورغم أهميتها، لكننا أصبحنا نعطيها أكبر من حجمها خاصة فى ظل عملية البيزنس التى أصبحت تحكم الصفحات وشراء التريند ونسب المشاهدة من خلال اللجان الإلكترونية.

■ ما الصعوبات التى واجهتك فى العمل؟

- صعوبة الشخصية نفسها، لأنها مركبة وتمر بانفعالات وتعبيرات مختلفة، والشخصية التى تتطلب تعبيرات بالوجه والانفعالات أصعب من أى شخصية أخرى، لأنها تعتمد على التحكم فى عضلات الوجه فى كل انفعالاتها، لتكون صادقة، فرغم بساطة الدور، فإنها كانت تحتاج منى تعمقًا، وذاكرتها بشكل جيد، وعقدت جلسات عمل كثيرة مع المؤلف إسلام حافظ، والمخرج ماندو العدل، للوصول لهذه التركيبة التى ظهرت على الشاشة، فهى محور محرك للأحداث بشكل كبير، رغم أنها ليست من المحبوسين فى الأسانسير.

■ وما رأيك فى العمل مع الفنان هانى سلامة؟

- هانى سلامة إنسان هادئ، وتجمعنى به كيميا خاصة، وتفاهم يظهر على الشاشة، وأتفاءل وأرتاح فى التعامل معه فى أى عمل، فهو ملتزم بشكل كبير، ومتواضع، ويركز فى عمله ويحب كل القائمين على أى عمل يقوم ببطولته، وهو يهتم بأدق التفاصيل دون أن يصيبه الغرور، فيتابع كل الممثلين من الصغير للكبير، ويضيف لهم من خبرته وفنه، فهو كما يقولون يعمل فى صمت. 

■ هل تهتم درة بترتيب اسمها على التتر؟

- أهتم بالطبع، فأنا أحسب خطواتى بشكل كبير، وأدرس أى عمل يعرض علىّ حتى لا أكرر نفسى، وأؤمن بضرورة التدرج للوصول لمرحلة النضج الفنى الذى يوصلنى للبطولة المطلقة، وبالفعل قدمت أعمالًا خارج السباق الرمضانى من بطولتى، ومنها «بلا دليل» وإحدى حكايات مسلسل «إلا أنا»، وخطواتى نحو البطولة المطلقة مدروسة، لكن الأهم هو العمل الجيد المكتوب بشكل حلو مع وجود مخرج متميز، فالبطولة المطلقة مسئولية أمام الجمهور، الذى يربط نجاح أو فشل أى عمل بالبطل أو البطلة، لكن مفهوم البطولة المطلقة فى مصر تغير خلال السنوات الأخيرة، وأصبح الكثير من الأعمال يعتمد على البطولة الجماعية والثنائية. 

■ هل اعتذرت بالفعل عن عدم تقديم مسلسل «انتقام سرى»؟

- ليس صحيحًا، فقط فضلت تأجيل مسلسل «انتقام سرى» للعام المقبل، ولم أعتذر عنه بشكل نهائى، لأنه يحتاج إلى مجهود ووقت كبيرين، وأردت الاهتمام بحياتى الزوجية كما قلت فى السابق، وعُرض علىَّ مسلسل «حرب أهلية» أيضًا، لكننى اعتذرت عنه بسبب ارتباطى بمسلسل «بين السما والأرض».

■ هل يتدخل زوجك فى قبول أو رفض الأعمالِ؟

- أنا أستشيره، لكنه لا يتدخل بشكل قاطع فى اختيار أى عمل أو رفضه، لأنه يثق فى اختياراتى، ويحترم قراراتى بشكل كبير، وأنا أطلب رأيه كزوجة وأهتم برأيه وأُطلعه على طبيعة الدور.

■ أيهما أفضل بالنسبة لدرة.. لقب ممثلة قوية أم جميلة؟

- أكره التصنيف جدًا لأى ممثل، وأنا أفضل أن يقول الجمهور عنى ممثلة قوية، لأننى ظُلمت فى بداية دخولى للوسط الفنى، وأُطلق علىَّ لقب الممثلة الجميلة فقط. ومن المهم أن يكون الممثل أنيقًا، لكن الأهم موهبته الفنية، لذا تستهوينى الأدوار المركبة والصعبة، كما أحب أن أكون أيقونة للجمال والأناقة عند السيدات والبنات، رغم أنها مسئولية تجعلنى أفكر فيما أرتديه أو أظهر به.

■ كيف ترين المنافسة فى السباق الرمضانى؟

- لا بد أن يخلق الموسم الرمضانى تكاملًا بين الأعمال وليس تنافسًا، وأنا أحب أن ينافس الفنان نفسه، وأن يؤدى دوره بشكل جيد لضمان نجاح العمل.

■ وما آخر تطورات فيلم «الكاهن»؟

- انتهيت من تصوير فيلم الكاهن بالكامل قبل تصوير «بين السما والأرض»، وأراهن عليه كثيرًا، لأننى بذلت فيه مجهودًا كبيرًا، وأعتبره عودة قوية لى للسينما بعد فترة غياب، وكنت مفتقدة السينما بشكل كبير. ودورى فى هذا الفيلم مختلف ومهم، الدور به أكشن ولا يعتمد على الشكل بل على الأحاسيس، وأنتظر عرضه بشغف، إذ إن به جانبًا من الخيال الذى يعتمد على التشويق. وأجسد دور صحفية قوية وشجاعة تتصدى للأزمات التى تواجهها بكل قوة وتحارب للدفاع عن حقها، وهو من تأليف محمد ناير وإخراج عثمان أبولبن، ويشاركنى البطولة محمود حميدة وحسين فهمى وجمال سليمان وإياد نصار وفتحى عبدالوهاب.

■ كيف تقضى درة شهر رمضان؟

- هناك جانب روحانى كبير فى هذا الشهر الكريم، أحرص خلاله على المداومة على الصلاة وقراءة القرآن، وكنت أستمتع برمضان زمان أكثر، لأن أجواءه كانت عائلية بشكل كبير، بعيدًا عن انشغالنا بالسوشيال ميديا، وأحب «لمة العيلة» والأصحاب والابتهالات والروحانيات، و«السنة دى حاسة بمسئولية أكبر بعد أن أصبحت زوجة».