رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جماعة استبدادية تسعى للسلطة..

مسئولتان تدعوان إدارة بايدن لدعم مصر فى مواجهة الإخوان

سيمون ليدين نائبة
سيمون ليدين نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابقة

دعت "ماري بيث لونج"، خبيرة السياسة الخارجية الأمريكية التي شغلت منصب نائب وزير الدفاع لشئون الأمن الدولي والمسئولة عن السياسة النووية لحلف الناتو، و"سيمون ليدين" الأكاديمية البارزة في معهد الشرق الأوسط ونائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط السابقة، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إظهار مزيد من الدعم لمصر في محاربتها جماعة الإخوان داخل وخارج حدودها، مشددتان على أن "مصر تلعب دورًا حاسمًا ليس فقط في العالم الإسلامي، ولكن كحليف مهم للولايات المتحدة في المنطقة".

وذكرت المسئولتان الأمريكيتان، في مقالتهما على مجلة "ناشيونال إنتريست" الأمريكية، أن نظام حكم الإخوان هو "نظام استبدادي وأكثر تدميرًا لحقوق الإنسان" من أي نظام آخر، مضيفة أن "ديكتاتورية الإخوان تشكل خطراً كبيراً على الاستقرار الإقليمي بشكل عام".

كما دعت "لونج" و"ليدين" الإدارة الأمريكية الجديدة لأن تكون "أكثر واقعية" وتبتعد عن "المثالية المبالغ فيها" في انتقادها ملف حقوق الإنسان، محذرة من أن "التزام الإدارة الصارم بهذه الرؤية اليوتيبية المثالية تجاه حلفاء أمريكا وشركائها الرئيسيين من الممكن أن يتحول إلى كابوس في نهاية المطاف".

ونقلت المسئولتان عن جين كيركباتريك، وهي دبلوماسية وعالمة سياسية بارزة، وسفيرة واشنطن السابقة لدى الأمم المتحدة، قولها في مقال شهير إنه على الرغم من امتلاكهم النوايا الحسنة، فإن العديد من الرجال الأذكياء في أمريكا فشلوا في إدراك الحقائق القائلة بأن الحكومات التقليدية أكثر تحررًا وتوافقًا مع مصالح الولايات المتحدة وتبتعد عن الاستبدادية مقارنة بالحكومات والأنظمة الاستبدادية مثل الإخوان.

وأشار المقال إلى أن مثالًا واضحًا على هؤلاء الرجال هو الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في خطابه التاريخي في جامعة القاهرة في يونيو 2009 حينما قصد الإشارة إلى أن "الواقعية ستلحق أخيرًا بتطلعات أولئك الذين استمروا في اعتبار مصر القلب التاريخي للعالم العربي"، مؤكدًا على أن الإجراءات الملموسة من شأنها أن تقلل التطرف بشكل واضح، وهو ما لم يحدث.

واستطرد المقال: "يبدو أن إدارة بايدن قد عادت إلى حد كبير إلى الارتباطات التي قام بها العديد من نفس المسئولين في عهد أوباما كما لو أن السنوات الأربع لسياسة ترامب الخارجية يمكن إزالتها من ذاكرتنا الجمعية".

وتابعت "لونج" و"ليدين" أن "هناك حاجة ماسة إلى اتباع نهج "كيركباتريك" العملي بينما تبحر الولايات المتحدة في عالم معقد وسريع التغير"، مشيرة إلى أن ما يسمى "الثورات الإسلامية" كالثورة الإيرانية والدعوة للخلافة الإسلامية المرتبطة بجماعة الإخوان ما هي إلا أنظمة "استبدادية" لم تؤد إلى نتائج ديمقراطية أكثر من الأمثلة التاريخية الحالية.

واستطردت المسئولتان البارزتان: "في حين أن قلة من الناس سوف يجادلون بأن الاهتمام بحقوق ورفاهية زملائهم من سكان هذه الأرض يجب أن يكون جزءًا من السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن الدبلوماسية هي أولاً وقبل كل شيء حول الاعتراف بالمصالح المتباينة والسعي إلى تحقيق توازن يمكن تحقيقه، في حين أن الاهتمام بالحقوق غير القابلة للتصرف للبشرية هو أمر أساسي، ويجب على الدولة ألا تضحي بالتقدم في عالم الممكن من أجل ما لا يمكن تحقيقه".

 

كارثة مدفوعة بأيديولوجيات

وأوضحتا أن مصر تحت حكم الإخوان القصير كانت خير مثال على ذلك، واصفة حكم الجماعة بأنه كان كارثة لا تخفف على كل من الحكم والشعب المصري، نظرًا لأنه كان مدفوعا بالأيديولوجية الخاصة بالجماعة فقط، مشيرتان إلى أن الإخوان كانوا يرغبون في إقامة دولة إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية- على حد زعمهم، في حين أن أهدافهم الرئيسية كانت تتمثل في الحكم السياسي، مضيفة "الإخوان كانت حركة سياسية- ولا تزال- وسياستها ضد المصالح الأمريكية".

وتابعت "لونج" و"ليدين" المقال : "آخر ما تحتاجه الولايات المتحدة وجيران مصر في المنطقة هو دولة إسلامية شمولية في مصر، وعلاوة على ذلك، فإن ديكتاتورية الإخوان المسلمين التي توسع نفوذها خارج حدود مصر ستشكل خطرًا كبيرًا على الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك المصالح الأمريكية والغربية، فضلاً عن التحسينات المنشودة لممارسات حقوق الإنسان المصرية."

واستطردتا: "هذا تقييم واضح يعتمد على مجموعة الأدلة المتاحة لنا من خلال كتابات مختلف قادة الإخوان على مدى ما يقرب من قرن من الزمان بشكل عام، وعلى هذا النحو، يجب على الولايات المتحدة أن تدعم مصر لمزيد من احتواء جماعة الإخوان المسلمين داخل وخارج حدودها من أجل منع ظهور استبداد آخر سيكون في نهاية المطاف أكثر تدميرًا لحقوق الإنسان."

واختتمتا مقالهما قائلتين: "تلعب مصر دورًا حاسمًا ليس فقط في العالم الإسلامي ولكن كحليف مهم للولايات المتحدة في المنطقة. ومن مصلحة الولايات المتحدة تقديم الدعم لضمان استمرار هذا الوضع الذي تشهده البلاد، وليس كدولة يحكمها متطرفون إسلاميون استبداديون. يجب أن تستمر الإدارة الأمريكية الجديدة في تبني النهج العملي الذي دعت إليه كيركباتريك وبناء مصر أقوى، حيث تكون انتهاكات حقوق الإنسان نادرة ويتم التعامل معها من خلال التراجع عن احتمال وجود أي نظام جديد حيث تقلص الحريات والأمن للشعب المصري".