رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة تحتفل بثلاثاء «البصخة المقدسة».. ذكرى مؤامرة الكهنة على المسيح

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة، اليوم الثلاثاء، بالبصخة المقدسة، حيث يعد اليوم ثالث أيام أسبوع الآلام، المعروف بثلاثاء البصخة، وتركز فيه الكنيسة على مواجهة المسيح لمؤامرة الكهنة.

ففي الثلاثاء الأخير قبل صلب المسيح، حدثت مواجهة بينه وبين كهنة اليهود، الذين كانوا يدبرون للخلاص منه، وواجهها المسيح بضرب أمثلة، كما تخلص من الفخ الذي نصبوه له، وتنتهي أحداث اليوم بخيانة يهوذا أحد تلاميذه الذي سلمه في نهاية اليوم.

كما تُمهد فيه الكنيسة خلال قراءتها لأحداث اليوم لموضوع المجيء الثاني، وإعلان المسيح عن مجيئه الثاني لدينونة العالم عندما يجلس على كرسي مجده ويُجازي كل واحد حسب أعماله، وذلك من خلال حديثه مع تلاميذه في الهيكل عن المجيء الثاني ويوم الدينونة العظيم والاستعداد، وذلك من خلال مثل الكرامين الأشرار.
 

أما المفهوم الثاني الذي تركز عليه الكنيسة في قراءاتها خلال البصخة اليوم فهو أهمية الاستعداد والسهر انتظارًا لمجئ لسهر الروحي والاستعداد للقاء العريس السماوي.
 

وذكر أنجيل متي مثلًا ذكره المسيح عن الأستعداد للمجئ الثاني «عرس ابن الملك»، قَائِلًا: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا صَنَعَ عُرْسًا لاِبْنِهِ، وَأَرْسَلَ عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا الْمَدْعُوِّينَ إِلَى الْعُرْسِ فَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا، وفَلَمَّا دَخَلَ الْمَلِكُ لِيَنْظُرَ الْمُتَّكِئِينَ رَأَى هُنَاكَ إِنْسَانًا لَمْ يَكُنْ لاَبِسًا لِبَاسَ الْعُرْسِ، فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ الْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ، حِينَئِذٍ قَالَ الْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ: ارْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَخُذُوهُ وَاطْرَحُوهُ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ، لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ».

وأرسى السيد المسيح مبدأ كنسيًا مهمًا وهو عدم تدخل الكنيسة (كمؤسسة روحية) في الأمور السياسية، كما أنه أراد أن يقول لليهود طالما قد قبلتم حكم قيصر ينبغي عليكم طاعته في الأمور المدنية، أما في الأمور الروحية والدينية فلا طاعة إلا لله وحده.

وفي هذا اليوم أيضًا تُضاف عبارة «مخلصي الصالح» على تسبحة «لك القوة والمجد والتي تتردد على مدى الأسبوع» يأتي هذا ابتداءً من الساعة الحادية عشر من اليوم الثلاثاء؛ لأن المسيح في إنجيل هذه الساعة حدد ميعاد صلبه بقوله «تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح وابن الإنسان يسلم ليصلب» (مت 26: 2). 

كما يقال مزمور «كرسيك يا الله»، وهو مزمور تم تلحينه بنغمة «شامي» تتلى كنوع من الاعتراف بقوة المسيح بالرغم من صلبه.

ويشكل أسبوع الاّلام أو أسبوع «البصخة المقدسة» بشكل عام فلسفة خاصة في الفكر الكنسي، حيث يشير في مُجمله إلى عبور النفس البشرية من رحلة الأتعاب وأوجاع الخطية إلى فرح الانتصار بالقيامة، وتناسب القراءات هذه التشبيهات، ولكل يوم قراءاته الخاصة وعظاته وألحانه التي يتميز بها عن اليوم الذي يسبقه.