رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فضل وأحكام قراءة القرآن فى رمضان

 قراءة القرآن
قراءة القرآن

يقول سبحانه وتعالي في كتابه العزيز "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ".

ويجب على كل مسلم عندما يقرأ القرآن أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو المتكلم، ولذلك يجب أن تصفي نفسك قبل قراءة القرآن استقبالا لكلام الله سبحانه وتعالى، وإذا استمعتم إلى القرآن فانصتوا له فإن الله عز وجل هو المتكلم.

وأواضحت الدكتورة إلهام محمد شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر ومساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتدارس القرآن بين يدَي جبريل ليلًا، ففي الليل تتجلّى السّكينة والطمأنينة ويتضح فِكَر المرء ويصفو ممّا يعكره، ويفضل أن تكون قراءة القرآن في الليل، حيث إن الليل للقيام والنهار للصيام.

وأشارت "شاهين"، في تصريحات لـ"الدستور"، إلى أن رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - ذكرَ شهرَ رمضانَ فقالَ "شهرٌ كتبَ اللَّهُ عليكم صيامَهُ وسننتُ لكم قيامَهُ فمن صامَهُ وقامَهُ إيمانًا واحتسابًا خرجَ من ذنوبِهِ كيومِ ولدتْهُ أمُّهُ"، فالصيام هو فرض من الفروض الخمس وقيام الليل سنه نبي الله محمد، و الغرض من ذلك أن يكون اليوم في رمضان مشغولًا بالعبادة، كما يفضل أن يتطهر المسلم ويتوجه إلى القبلة عند تلاوة القرآن، ويجوز أن يقرأه في أحواله جميعها أثناء قيامه وقعوده واضطجاعه وركوبه فهو من ذكر الله، وقد قال الله - تعالى -: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ).

ولفتت إلى أنه يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن، ولكن بشروط، وهي أن تتلقى المصحف بحائل وغير ذلك فهو مكروه، كما تجوز قراءتها للقرآن عن طريق تحميله على وسائل التكنولوجيا الحديثة، فهي تأخذ حكم كتاب التفسير ولا تأخذ حكم المصحف فقط، لاحتوائها على أشياء كثيرة غير المصحف، وليس بالضرورة أن ترتدي الحجاب أو لبس ملابس معينة، ولكن يحدث ذلك من باب آداب القراءة والتهيؤ للقراءة والتفضل وزيادة الأجر، كما أن قراءة القرآن مقبولة بشكل عام وبشرط التركيز في معاني الآيات. 

وعن قراءة القرآن للمتوفي في رمضان، أكدت أن كل ما هو حسن سواء بالدعاء للمتوفي والصدقة وقراءة القرآن يصل ثوابها إلى الميت كما أخبرنا رسولنا الكريم حين قال "اقرأوا على موتاكم يس"، سواء في رمضان أو غير رمضان، كما أكدت أن ختم القرآن أكثر من مرة في رمضان أفضل من ختمه مرة واحدة، فكان رسولنا الكريم يعيد القرآن على سيدنا جبريل في شهر رمضان أكثر من مرة، وقد أنزل الله عزّ وجلّ القرآن الكريم على سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك كما قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ).

واختتمت حديثها بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - علمنا أن يكون كل شيء في حياتنا مرتبطًا بالدعاء، سواء في المأكل والملبس والمشرب والخروج والدخول إلخ، وكل شيء له دعاء خاص، وإذا لم تستطع حفظ هذه الأدعية فادعو بما تشاء والله يتقبل، ويجب علينا جميعا الدعاء لله عز وجل، وإذا شعر المرء بأنه شخص غير صالح عليه أن يدعو الله ويطلب منه أن يصرفه عن أموره السيئة، فلدينا جميعا نفس أمارة بالسوء، ويجب التغلب عليها بالدعاء وذكر الله وبشرنا الله في كتابه الكريم وقال (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).