رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي سوري يكشف أسباب انهيار قطاع الزراعة في سوريا

حسام شعيب كاتب وباحث
حسام شعيب كاتب وباحث سياسي سوري

يتخوف المزارعون في سوريا مع اقتراب نهاية موسم الأمطار وشح الهطولات المطرية من خسارة مواسمهم وتلف محاصيلهم الحقلية بعد جفافها، وسط انهيار كبير لقطاع الزراعة في سوريا بسبب الحرب المستمرة منذ عام 2011 التي أدت لتدمير سوريا  بالكثير من القطاعات.

وفي السياق، قال الدكتور حسام شعيب كاتب وباحث سياسي ومدير مجلة سورية والعالم، في تصريحات خاصة لـ«الدستور» إنه من الملاحظ في السنوات الأخيرة أن مسألة شح الأمطار في المنطقة عموما  وعلى سوريا بوجه الخصوص انعكس على المعادلات ولم تعد كما السنوات السابقة لا شك أن ذلك ينعكس على الحالة الاقتصادية وعلى الحالة الزراعية خصوصا بما يتعلق بزراعة القمح وأيضاً القطن البذور الآخرى.

الزراعة عماد اقتصاد سوريا 


وأضاف «شعيب» أن سوريا كانت تعتمد سابقآ في مسألة السلة الغذائية على القمح في الزراعة باعتباره هو الأساس والذي يشكل بالنسبة للدخل القومي السوري ما يقارب حوالي ٨٠ إلى ٩٩ ٪ من الاكتفاء الذاتي الكامل وبما أكثر من ذلك سوريا كانت تصدر القمح لأنه كان يمتاز بالحبة القاسية وهي من الحبوب المفضلة في الزراعة وكان تستبدل بعض الكميات بالقمح الرطب وبالتالي يكون هناك حالة من تخفيف الضغط الاقتصادي بما يتعلق بالناحية الزراعة.

وأوضح «شعيب» أنه عندما جاء الاحتلال التركي وأيضاً وجود القوات الأمريكية ومليشيات قسد الإرهابية وسيطرتهم على الجزيرة السورية باعتبارها السلة الغذائية للمجتمع السوري لا شك أن ذلك انعكس على الحالة الاقتصادية خصوصاً سوريا لم تعد بمقدورها أن تعتمد على ذاتها وأصبح هناك عاملين العامل الرئيسي وهو قديم شح الأمطار كان يعالج من خلال إجراءات حكومية دائمة وهي دعم الفلاح السوري وإضافة إلى إجراءات حكومية آخرى كانت حريصة عليها الدولة السورية.

وأضاف: «في عام ٢٠١١ وما وقع في سوريا من حرب كونية وبعد وجود احتلال في الجزيرة السورية تتدخل عامل آخر وهو عامل السيطرة على الأراضي الزراعية أكثر من ذلك مليشا قسد منعت الفلاحين من وصول محاصيلهم الزراعة الي مؤسسات الدولة».

وأكد السياسي السوري أننا شاهدنا خلال العام الحالي والعام الماضي حالة من النقص في مسألة السلة الغذائية فيما يتعلق بالمادة الخبر والطحين ووجدنا أنه هناك أصبح حالة من العوز، أن سوريا التي كانت تكتفي أصبحت تستورد وما لديها من محاصيل زراعية يزراعها المواطنين السوريين لا يصل إليها نتيجة المنع الإرهابي الضاغط على سكان المنطقة تحديداً في مناطق الجزيرة السورية لا شلك أن ذلك انعكس بالحالة السلبية على الاقتصاد السوري.

وأكد «شعيب» أنه قبل الاحتلال لسوريا كان العامل الزراعي يشكل في الاقتصاد بحوالي ٣٧ ٪  تراجع هذا الرقم واليوم أصبح يشكل في الموازنة العامة ٦ أو ٧٪ وبالتالي نشهد أن الوضع الزراعي العام في سوريا أصبح في تردي للأسباب كثيرة السبب الأول شح الأمطار أو حتى أن يكون هناك أراضي تعتمد على الأمطار، بالإضافة إلى التكاليف التي زادت على الفلاح السوري بطبيعة الحال نتيجة انخفاض قيمة العملة السورية وارتفاع الدولار وأيضاً نتيجة عدم وجود للاسمدة السورية وبعض الجرارات الزراعية بسبب الحصار الاقتصادي على سوريا.