رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كيف لا أسامحك وأنت أبي».. لماذا عاد نجل عماد حمدي لأحضان والده بعد القطيعة؟

عماد حمدي
عماد حمدي

هل ظَلم عماد حمدي نفسه؟، كان ذلك هو السؤال الذي طرحه الكاتب الصحفي خيري حسن على "نادر" الابن الوحيد للفنان الكبير في كتابه “أبي كما لم يعرفه أحد"، والذي أجاب على ذلك قائلاً: أبى عاش حياته بالطول والعرض، أنفق كل أمواله على نفسه وزيجاته، وسفرياته، ولم يدخر مليماً واحداً، وربما يكون هذا هو السبب الذى جعله فى نهاية رحلته مع الحياة يشعر بهذا الخطأ، الذى لم يكن فى حقى أنا فقط بل كان فى حق نفسه هو فى الأساس.. وفى حق أمى فتحية شريف التى تزوجها فى عام 1948 وكانت فنانة شابة، وربما معروفة أكثر منه فى الوسط الفنى.

كان دخلها 200 جنيه في الشهر، فى الوقت الذي كان هو يتقاضي 25 جنيهًا وعندما تزوجها طلب منها ألا تكمل مشوارها فى الفن، ومن حبها له استجابت لرغبته، وبعد 6 سنوات زواج تقريباً، كانت السينما فتحت له أبواب مجدها، فتحول من موظف فى "ستوديو مصر"، يحسب ميزانية تصوير الأفلام، إلى نجم تتصدر صوره أفيشات هذه الأفلام لسنوات طويلة !

وبعدما انفض من حوله العالم، وغابت عنه الأضواء، ووهنت الصحة، وضعف البصر، ولم يعد لديه مال أو أعمال، عاد إلى أمى مرة ثانية ـ هكذا يتذكر نادر ـ وعاش معها ومع زوجتى، فى شقتي. وذات صباح وجدت رسالة لى ـ أثناء عملى بدولة الإمارات ـ تقول: "أباك اتصل بك ويريدك"، اتصلت به فقال: "أُريدك أن تعود يا نادر.. عمك مات وأنا ليس لى أحد فى الدنيا غيرك"، وقالت لى أمى: "عد من أجل أبيك"، بالفعل عدت وعشت بجوارهما معًا.

فى نهاية الرحلة، وقبل رحيله، جلس عماد حمدي يقول لابنه: "هل أنت غاضب منى؟" 

-نادر: لا يرد!

-هل أنت حزين بسببى يا ابني؟

-نادر: لا يرد!

ـ أعرف أننى ظلمت والدتك وأعرف أننى ظلمتك، وأعرف أننى لم أعمل حساباً لغدر الزمن، وأعرف أننى لم أترك لك مالاً يقويك ويحميك ويجعلك تعيش كما يليق بابن عماد حمدى! أعرف كل ذلك.. لكني اليوم فى طريقى إلى مغادرة الحياة.. فى طريقى إلى الله.. الذى أرجو أن يغفر لى.. ويسامحنى.. فهل أنت ستغفر لى..

قال ذلك ثم بكى!

ارتمى نادر فى حضنه ودموعه تنهمر، وهو يقول: "لقد أوصتنى أُمي قبل وفاتها قائلة: (يا نادر.. أوصيك أن تسامح أباك).. فكيف لا أسامحك.. وأنت أبي"؟

بعد هذا الحديث بأيام دخل عماد حمدي إلى غرفته وطلب ألا يدخل عليه أحد، وأن لا يكلمه أحد، فهو يريد أن يرحل بهدوء.