رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صفقات الفاكهة المشبوهة تكشف أكاذيب أبناء الملالي في لبنان

الاتهامات تُلاحق حزب الله.. صفقات «الكبتاجون» ترفع «الستر» عن ذراع إيران في لبنان

حزب الله
حزب الله

يعتبر كثيرون أن كون لبنان جسر عبور لعمليات تهريب دولية منظمة للمخدرات، ليس غريبًا، لاسيما وأن حزب الله الذي يسيطر على المونئ الجوية والحرية يعتمد على تجارة الحشيش لتغذية وتمويل نشاطاته الإرهابية والإجرامية.

وبحسب ما يُثار، الحزب صاحب الأجندة الإيرانية، دومًا ما تشير أصابع الاتهام إليه عند ضبط أي شحنات قادمة أو خارجة من لبنان، وأبرز مثال على ذلك، ما أعلنته فيه المملكة العربية السعودية، بمنع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية أو عبورها من أراضيها بسبب استخدامهم في عمليات التهريب «الكبتاجون» المخدر. وضبط اليونان 4 أطنان من المخدرات مخبأة بشحنة آلات لصنع الحلوى متجهة من لبنان إلى سلوفاكيا. 

و«الكبتاجون»، هي أقراص يتم تصنيعها في الغالب في منطقتي بعلبك والهرمل الخاضعتان لسيطرة حزب الله، ما يؤكد أن الحزب هو الذي يقف وراء تلك العمليات، في الوقت الذي تواجه فيه الدولة اللبنانية غياب للمؤسسية وانفلات امني ناتجين عن عدم قدرة الطبقة الحاكمة على تشكيل حكومة جديدة.

ماذا قررت السعودية؟

قررت السعودية منع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها، بعدما تمكنت الجمارك السعودية من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون، بلغت أكثر (5.3) ملايين حبة، مخفية داخل شحنة فاكهة رمان قادمة من لبنان.

وردا على القرار السعودي، قالت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان، إنها تلقت الاعلان، وقد قام الوزير شربل وهبة بنقل الموضوع إلى كبار المسئولين.

وأضافت في بيان، إنه "يهم الوزارة أن تؤكد أن تهريب المخدرات في حاويات أو شاحنات محملة بالفواكه والخضار من لبنان إلى الخارج عمل يعاقب عليه القانون اللبناني، وتؤكد أن تهريب المخدرات وشحنها يضر بالاقتصاد وبالمزارع اللبناني وبسمعة لبنان".

وتابعت "على السلطات اللبنانية العمل بأقصى الجهود لضبط كل عمليات التهريب عبر تكثيف نشاط الأجهزة الأمنية والجمارك على المعابر الحدودية في ضوء القوانين اللبنانية التي تجرم الاتجار وتهريب وتعاطي المخدرات، لقمع هذه الآفة وتفشيها ولمنع الإضرار بالمواطنين الأبرياء وبالمزارعين والصناعيين وبالاقتصاد اللبناني".

اتهامات لتجار سوريين 

من جانبه اتهم رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع في لبنان، إبراهيم ترشيشي، تجارًا من سوريا، بالوقوف وراء تهريب المخدرات في الفواكه والخضروات عن طريق لبنان إلى دول الجوار.

وبيّن في مقابلة مع موقع "أخبار اليوم" اللبناني: "المزارع اللبناني مظلوم، كذلك لبنان.. الشاحنة التي ضبطت في السعودية محملة بالرمان، ومعروف أنه ليس لدينا إنتاج كبير من الرمان بما يسمح لتصديره".

وأضاف: "إذا ما استعرضنا ما حصل منذ سنتين لغاية اليوم، نجد أن هناك شحنات أحيانا تكون ملغومة بالممنوعات تخرج من لبنان، ولكن لا تقف وراءها جهات لبنانية"، موضحا أنها "قد تكون باسم شركات لبنانية، لكنها لصالح جهات غير لبنانية".

وتابع: "الشركات اللبنانية لا علم لها، كما أن الشركات التي تحترم نفسها، لا يمكن أن تقبل بمثل هذه الممارسات، وبالتالي قد يتم لغم البضائع دون علم صاحب الشركة، الذي لا يدقق بكل ما يوضع داخل الشاحنة".

واتهم ترشيشي تجارا سوريين يستأجرون المستوعبات المبردة من أجل نقل هذه البضائع، "فإذا ضبطت تخسر الشركة اللبنانية، وإذا لن تضبط يكون المكسب للتاجر".

حزب الله وإمبراطورية المخدرات

ويتهم حزب الله دوليا ومحليا بتورطه في رواج تجارة وتهريب المخدرات في لبنان، فقد أشارت شبكة (CNN) الاميركية في تقرير نشرته في 10 فبراير 2017 إلى تفاصيل عملية دولية أدت إلى اعتقال شبكة لحزب الله متورطة في تجارة مخدرات بين القارتين الاميركية والاوروبية بما يصل الى ملايين الدولارات ،وتقوم بعد عمليات التهريب بتحويل الأموال إلى حزب الله، حيث يمول جماعاته في سوريا.

وأشار أحد مصدر فضل عدم الإفصاح عن اسمه، إلى أن حزب الله يتم تمويله من إيران بالأموال والأسلحة بكافة انواعها وبميزانية عالية جدًا، ولكن الازمة النفطية في العالم دفعت الحزب إلى البحث عن تمويل إضافي يعوّض نقص الأموال.

وواصل "حزب الله هو المسئول الرئيسي عن تصنيع وتجارة المخدرات وخاصة الهيروين و الكبتاجون وأنواع أخرى من المخدرات"، لافتا إلى أن "تجارة الكبتاجون تتم بأغلب الأحيان في منطقتي بعلبك والهرمل الخاضعتين لنفوذ حزب الله الذين يستطيعون تأمين مصانع  المخدرات ويعرفون شبكات التهريب".

إجراءات لبنانية 

الأجهزة الأمنية اللبنانية سعيت كثيرا لتشديد قبضتها، والقيام بالإجراءات اللازمة في ملاحقة تجار المخدرات في منطقة البقاع وفي الضاحية الجنوبية لبيروت حيث يتواجد حزب الله بشكل كبير، بعد شكاوى عديدة من المواطنين حول انتشار المخدرات وخاصة حبوب الكبتاجون.

 ونفذت مطلع يونيو 2017 العديد من حملات الدهم والتفتيش والتي أدت الى قتل المطلوب سمير منذر وإصابة محمود زريق من حزب الله، والمطلوبين بجرائم إطلاق نار وتعدي واتجار بالمخدرات.

وتصدر في 10 يوليو  2017 هاشتاج “#حزب_الله_مصدر_المخدرات”، مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية الاعتقالات التي طالت أعضاء في الحزب حول العالم بتهمة الاتجار بالمخدرات.

وقال معلقون "ليس جديدا أن يتم اتهام حزب الله بالتورط في تجارة المخدرات" كما أجمعوا على اتهام حزب الله اللبناني بالتورط في تجارة المخدرات وان مصانع الكبتاغون في لبنان يديرها ويمولها حزب الله ومن ورائه إيران وتوزع وتهرب لدول الخليج العربي.

من ناحية أخرى، كشفت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية في يونيو 2016  حول قيام حزب الله اللبناني بنقل كميات كبيرة من الكوكايين من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا بهدف تمويل عملياته ومخططاته.

ونقلت الصحيفة عن قائد عمليات مكافحة المخدرات الأمريكية السابق مايكل براون قوله إن مخططات عمليات نقل الأموال التي يقوم بها حزب الله باتت أكثر تطوراً من أي وقت مضى.

حقول الخشخاش

وأشارت “واشنطن بوست”، إلى أن حزب الله يمتلك منذ عدة سنين حقولاً من نبات الخشخاش في منطقة البقاع والتي تستخدم لإنتاج الأفيون والهيروين وأن حسن نصر الله يرتبط بعلاقات تجارية مع تجار المخدرات في أمريكا الجنوبية.

تقاعس القوى السياسية الحاكمة 

من ناحية أخرى حمل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، القوى السياسية المحكمة قبضتها على السلطة في لبنان، المسئولية عن منع دخول الخضروات والفواكه إلى السعودية، مشيرا إلى أن أطرافًا من المجموعة اللبنانية الحاكمة يوفرون التغطية لتجارة الممنوعات، فضلًا عن تقاعس إدارات الدولة عن التصدي لهذا الأمر، على نحو حرم المزارعين اللبنانيين من سوق أساسي وحيوي لمنتجاتهم.

وقال جعجع - في بيان - “أصبح أكيدا وواضحا أن كل يوم تستمر فيه هذه المجموعة الحاكمة وهذا العهد الرئاسي، سيحمل معه مصيبة جديدة تقع على رؤوس اللبنانيين” مضيفًا "ولقد أصبح واضحا وجليا فشل المجموعة الحاكمة الحالية وافسادها وسعيها إلى مصالحها الخاصة البحتة على حساب مصالح اللبنانيين جميعا".