رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يتابع مرضى كورونا وضعهم الصحي بعيدًا عن المستشفيات؟

كورونا
كورونا

خصصت مصر منذ بدء جائحة كورونا عدة مستشفيات لاستقبال المرضى، إلا أنه مع اشتداد الموجة الأولى وخوفًا من عدم قدرة المستشفيات على استيعاب المرضى، طبقت بروتكول العزل المنزلي للحالات البسيطة والمتوسطة، ومع نهايتها أُغلقت أقسام العزل في المستشفيات وعادت لنشاطها الطبيعي، ولم يتم تخصيص مستشفيات جديدة في الموجتين الثانية والثالثة، وكان للمواطنين في مصر طرق أخرى لعلاج أنفسهم من الإصابة بعيدًا عن مستشفيات عزل كورونا.

فأصبحت الصيدليات ملجأ لكل من يشك في المرض بحثًا عن الاطمئنان من الصيادلة فيها ولصرف الأدوية التي تساهم في تقليل الأعراض، وبعضهم عزل نفسه في المنزل وتابع مع أطباء أون لاين، وغيرهم ذهب للعيادات الخاصة، الدستور عرضت حكايات مواطنين تلقوا علاج كورونا بعيدًا عن المستشفيات.

سمر مصطفى عانت من أعراض كورونا منذ عدة أشهر، وتابعت مع أحد الأطباء المتطوعون لمتابعة حالات كورونا أون لاين، وقالت: "بدأت الأعراض بصداع شديد وتكسير في الجسم وبعد عدة أيام فقدت حاسة الشم والتذوق، وكنت وقتها متابعة ما ينشر عن أعراض كورونا على بعض جروبات الفيس بوك التي يديرها أطباء".


واستطردت: "عندما بدأت الأعراض عندي كتبت ما أشعر به ورد علي أحد الأطباء الذي أكد أنه اشتباه في كورونا وطلب مني عزل نفسي في غرفة منفصلة وتناول الفيتامينات الموجودة في بروتكول علاج وزارة الصحة".

عانت سمر من أعراض المرض لمدة 6 أسابيع كانت تتابع خلالها مع الطبيب عبر الرسائل حتى تحسن وضعها وبعدها نصحها بالمكوث لعشر أيام أخرى في المنزل حتى التعافي.

أما خديجة سامي عانت وهي وزوجها من أعراض بسيطة لفيروس كورونا لكنها لم تتمكن من الذهاب إلى طبيب خاص للمتابعة معه، بعد أن أصبح من الصعب أن تجد لنفسها وزوجها مكانًا داخل مستشفيات العزل أو تجري مسحة للتأكد من إصابتها في مستشفى الحميات.

وقالت خديجة في حديثها مع "الدستور": "هناك صيدلية في قريتنا تعمل منذ أكثر من ٣٠ عامًا، ومعروف عن صاحبها أنه مخلص لعمله ومطلع، تعتمد عليه القرية كلها في تشخيص الألآم البسيطة التي يشعرون بها ويأخدون منه الأدوية التي تكون سببًا في شفائهم، وإذا وجد أن الحالة تستدعي الذهاب إلى طبيب متخصص يرفض وصف علاج ويطلب منهم الذهاب إلى طبيب" متابعة: "وأهالينا اعتمدوا عليه قبلنا".

وتابعت: "هذا الصيدلي هو المتابع معي منذ ظهور أعراض المرض عليّ، وكنت أحصل منه على الأدوية التي احتاج إليها دون إفراط"، مشيرة إلى أن الطبيب كان يرفض صرف كميات كبيرة من الأدوية سواء لي أو لغيري فكان يبيع الأدوية الخاص بأعراض كورونا بالشريط فقط حتى لا يحدث نقصًا بها كما حدث في الكثير من الصيدليات الأخرى، ويأتي مريض في حاجة ملحة للأدوية فلا يجدها.

أما محمد رضوان من منطقة الطالبية بالهرم، رأي أن الصيدلي له دور كبير في مساندة الأسر التي لا تستطيع الذهاب إلى الأطباء كلما شعروا بالتعب، متابعًا: "ليست أي صيدلية نعتمد عليها ولكن سمعة الصيادلة معروفة ومنهم من يهتم بالاطلاع الدائم على الأمراض بالإضافة إلى خبرتهم في الدواء فيعطوا أدوية قادرة على علاج المرض".

وتابع: "استعنت بالصيدلي القريب من منزلي في أحيان كثيرة فأعاني أغلب الأوقات من وجع بالمعدة والقولون فكنت ألجأ إليه دائما وأحصل منه على الأدوية التي أحتاج إليها".


فيما قال بكر إبراهيم صيدلي: "أعيش في قرية أغلب سكانها فقراء ومحدودي الدخل، يحتاج بعضهم إلى مساعدات بسيطة مثل الشعور بالسخونية أو آلام بسيطة في البطن أو حساسية بسيطة في الجلد وبعلمي الذي درسته عن الأدوية استطيع تحديد الدواء الماسب للأعراض لكنني لا أشخص مرض، وفي أحيان كثيرة أطلب من المرضى الذهاب إلى الطبيب إذا وجدت أن وضعهم الصحي يستدعي ذلك".

واختتم: "حسب الأعراض أقوم بنصيحتهم فإذا كانت أعراض بسيطة أصرف لهم أدوية تساعد في علاج هذه الأعراض وأطلب منهم تطبيق النصائح التي تقولها وزارة الصحة عن العزل المنزلي وكيفية الاهتمام بالنظافة الشخصية وتطهير المنزل وحماية المقيمين معهم في المنزل لمنع انتقال العدوى".