رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طقوس الرئيس محمد أنور السادات فى رمضان

السادات وزوجته
السادات وزوجته

كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات يبتعد عن القاهرة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ويتجه نحو سانت كاترين بعد عودة سيناء لأرض الوطن.

وكانت أولى زياراته في 25 نوفمبر عام 1979، وكان يحرص على الإقامة داخل منطقة أطلق عليها مجمع الأديان، أقيمت له استراحة من الأخشاب، تضم غرفة نوم ومطبخ ومكتب وحمام وقاعة طعام.

وكان يحرص «السادات» على الجلوس على الأرض كالمقعد البدوي، ليشعر كأنه في قريته ميت أبو الكوم.

في العشر الأواخر من رمضان، كان يرتدي الجلباب ويحرص على قراءة القرآن الكريم كاملًا، ويتعبد ويزور الدير والأماكن المقدسة، وكان يتقابل في هذه الأيام مع الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، وكذلك مع مشايخ القبائل البدوية.

زواجه من جيهان 

وقت خطبتهما كان الرئيس محمد أنور السادات لا يملك أي نقود، وكان وقتها يعمل في دار الهلال، ويرسل جزءًا من راتبه إلى أسرته الأولى والباقي لمصاريف الشخصية، ولم تكن والدة جيهان تعرف مدة فقر السادات حسب صحيفة الأحرار 1988.

 

قالت جيهان: «لم يكن في استطاعة أنور أن يواجه تقاليد الزواج، وكانت قيمة الصداق المدونة 150 جنيهًا، وحتى هذا الصداق المتواضع لم يكن في قدرة أنور أن يدفعه، وكنت أداعبه وأقول له في احتجاج وغضب مصطنع لقد أخذتني بلا ثمن».

عثرت جيهان والرئيس الأسبق السادات على شقة تبعد عن بيت والدتها دقيقتين، بجزيرة الروضة.

وتحكي جيهان أنها عندما ذهبت للمصور لالتقاط تذكار الزواج، كانت عصبية للغاية لأن السادات كان يرتدي البذلة العسكرية، قالت:«كانت نكات المصور هي التي ألهمتني عن مخاوفي من احتمال اعتقال أنور».

أقيم حفل الزفاف في بيت عمة جيهان، كانت ثلاثة خيول ترقص على أنغام الناي، والزهور تزين الخيول في أعرافها وذيولها، واستمرت الاحتفالات حتى الفجر، وقالت جيهان:«كنت أنا وأنور نجلس على عرش الزواج وهو مزدان بالزهور، وبدأنا نأكل من البوفيه الذي احتوى على أطباق كبيرة من اللحوم والسلطة والحلوى، وشربنا الشرابات، وكنت أعرف أننا لن نقضي الليلة في بيتنا، فقد كانت شقتنا في عمارة جديدة لم تنته بعد، ففي ليلة زفافنا سيعود أنور إلى حجرته الصغيرة في البنسيون الذي ينزل فيه، وسأعود أنا إلى منزل أسرتي».

وحكت جيهان عن البداية الأولى في زواجهما قائلة: «كنا مفلسين وخلال الأشهر السبعة التالية كنت أوفر كل قرش في الميزانية حتى ندفع الإيجار، وكان عبارة عن 12 جنيهًا، وجنيهان لفَاتورتي الكهرباء والمياه، ولم يتبق لنا أي نقود للذهاب إلى المطاعم أو شراء الفاكهة، وشعرت بالجوع لأول مرة في حياتي، وكنت أنا وأنور نسلي أنفسنا بالسير على مسافات طويلة كل ليلة على شاطىء النيل، ونأكل "سبيطة" بالـ"دقة" بقرش واحد».