رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بمشاركة نخبة من الباحثين والعلماء

جامعة محمد الخامس تنظم ندوة عن «جماليات الخطاب الصوفي»

الخطاب الصوفي بالمغرب
الخطاب الصوفي بالمغرب

تنظم جامعة محمد الخامس في المغرب، ندوة علمية تحت عنوان (جماليات الخطاب الصوفي) وذلك بكلية علوم التربية، فريق البحث في التربية والفن والثقافة، بشراكة مع "ماستر" التربية الجمالية وتدبير مهن الفن والثقافة، وذلك لمدة ثلاث أيام منذ يوم الثلاثاء المقبل، وابتداء من التاسعة ليلا (بتوقيت غرينيتش)، و تنظم الندوة عن بعد  عبر منصة (جوجل ميت Google Meet) .

 

وقال الدكتور عبدالناصر أشلون، الباحث الأكاديمي المغربي، لقد شغل الناس لقرون عديدة بنصوص الأدب العربي شعره ونثره، فراحوا يفتحون مغاليق الجاذبية والجمال ومواضع القوّة والإعجاز في كلّ ما تلقّفت ذات يمينهم من هذا الإبداع اَلْأَثَر اللامنتهي إلى هذا الزمان، وعلي القدر الوافر من حصول أجناس الأدب العربي – كلّها – على اهتمام بالغ من الدارسين والنّقاد. 

 

الخطاب الصوفي لم يأخذ الحيز الكافي من الدرس  

وأضاف  الباحث الأكاديمي المغربي، نجد أنّ الخطاب الصوفي أو ما يمكن الاصطلاح عليه بالأدب الصوفي لم يأخذ ذات الحيّز من الاهتمام والدّرس والعناية، ومن البحث والترحال في هذا العالم الأدبي العجيب الساحر، والذي تشكّل نصوصه ظاهرة تسترعي الانتباه ويجوز أن نعترف بها كجنس أدبي أو ظاهرة أدبية تمخّضت من تأثيرات دينية وأخلاقية وفلسفية عند المتصوفة بوجه عام، ليست وليدة زمن قصير بقدر ما هي تجربة قرون عديدة توالدت وتواترت عبر حقب كثيرة، و على هذا بإمكاننا ولو بمحاولات قليلة أن نضيء جانبا ولو صغيرا من عالم الصوفية الواسع بعيدا عن مختلف التأويلات السائدة التي اختزلته في شقه الروحاني في زاوية حصرت تفكير الناس عامة والمثقفين على وجه الخصوص حين ينظرون إلى الخطاب الصوفي، ناسين أو متناسين أنه تجربة إنسانية تماثل أو تتجاوز إلى حد ما مختلف التجارب التي يمر بها الإنسان في حياته، إنها تجربة وعي وفكر يرقى بصاحبه إلى القدرة على النظر في عوالم تغيب عنا بشكل كبير.

أبرز من قدموا قراءة تأويلية للخطاب الصوفي

وتابع "أشلون" ولو أننا نجد بعض الدارسين قد اشتغلوا على هذا الحقل وحاولوا تأسيس قراءة تأويلية للخطاب الصوفي كمحمد عابد الجابري، طه عبد الرحمان، حسن حنفي، واهتمام بعضهم بتراثية هذا الخطاب بعيدا عن الأيديولوجية كجمال الدين بن شيخ، عبد الفتاح كيليطو، وكمال أبو ديب، إضافة إلى أسماء عديدة اشتغلت على النص الصوفي كمحمد مفتاح ويوسف زيدان وناصر حامد أبو زيد وطه عبد الرحمان.

فيحقّ لنا في زمن تطورت فيه آليات الاشتغال على النص الأدبي، وتنوعت المناهج النقدية وأساليب التحليل الأدبي أن نستفيد من مختلف الدراسات النقدية المعاصرة – ولو بجزء صغير – من فهم الظاهرة الأدبية الصوفية، وكشف أغوارها الكامنة، ثم محاولة الدخول إلى عالم الخطاب الصوفي تفكيكا وتحليلا لكيفية اشتغال أصحابه عليه، وبناء المعاني فيه، وتداخل الشق النفسي الذاتي مع الأدبي الفلسفي مع الديني الأخلاقي مع التجربة الإنسانية المثيرة للتساؤلات.