رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البرازيل: تحقيق الحياد المناخي والقضاء على عمليات إزالة الغابات

البرازيل تعتزم إنهاء إزالة الغابات غير القانونية بحلول 2030

غابات البرازيل
غابات البرازيل

قال الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، في كلمته بقمة المناخ العالمية التي نظمها الرئيس الأمريكي جو بايدن بمناسبة يوم الأرض، اليوم الخميس، إنه سيتم تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30% بحلول عام 2025، و43% بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي والالتزام بالقضاء على عمليات إزالة الغابات غير القانونية بحلول عام 2030.

ووفقا لوكالة بلومبرج للأنباء، قال بولسونارو إن البرازيل في مقدمة الدول التي تتصدى لظاهرة الاحترار العالمي، مشيرا إلى أن نصيب بلاده من انبعاثات الكربون على مستوى العالم سنويا تقل عن 3% .

وقال بولسونارو إن "زراعتنا هي واحدة من أكثر الأمور استدامة على هذا الكوكب".

وبإنهاء إزالة الغابات غير القانونية بحلول عام 2030، سيكون من الممكن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي النصف تقريبا في نفس الفترة.

وفي سياق متصل، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، العالم إلى "التحرّك" خلال قمة حول المناخ، نظّمت عبر الإنترنت، كشف خلالها عن هدف أميركي جديد لخفض الانبعاثات الملوثة، في موقف لقي ترحيبا من الأسرة الدولية بعدما كان الرئيس السابق دونالد ترامب في حالة نكران للمشكلة.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في القمة التي دعا بايدن إلى عقدها: "أنا مسرورة لرؤية الولايات المتحدة تعود للعمل معنا من أجل المناخ"، وجاء كلامها ليصبّ في اتجاه تصريحي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.

واحد تلو الآخر، رحّب القادة المدعوون للمشاركة في القمة، بعد قرابة مئة يوم من وصول بايدن إلى الحكم، بالموقف الأميركي الجديد، وأعلن كل منهم تعهّدات بلده في مجال المناخ.

وأكد الرئيس الأميركي: "يجب الانتقال إلى الفعل، علينا الإسراع"، معلناً، في مستهلّ هذا الاجتماع عبر الفيديو الذي يستمرّ ليومين، مضاعفة المساعدة من أجل المناخ للدول النامية بحلول عام 2024.

وذكّرت وزيرة الخزانة الأميركية بأن الحكومة الأميركية تريد تمويل العام المقبل الصندوق الأخضر من أجل المناخ بقيمة 1,2 مليار دولار إضافي.

وأشاد بايدن بالمنافع الاقتصادية "الاستثنائية" التي يمكن أن تنتج عن الإصلاحات البيئية. 

ووعد الرئيس الأميركي الرئيس السادس والأربعون بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 50% و52% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2005، إلا أنه لم يحدّد في هذه المرحلة الوسائل العملية لتحقيق ذلك.

وقد تصطدم خطّته الهائلة للبنية التحتية التي تتضمن شقًا مهمًا للانتقال البيئي، بمعارضة فعلية في الكونغرس.

ويمثل هذا الهدف ضعف التزام واشنطن السابق تقريبا بتخفيض 26% إلى 28% من الانبعاثات بحلول عام 2025.

وسيسمح هذا الهدف للاقتصاد الأميركي بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

من جهته، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده "مصممة على العمل مع الأسرة الدولية، خصوصاً الولايات المتحدة" على هذه الجبهة، رغم التوترات الشديدة بين القوتين العظميين في عدد كبير من الملفات. 

وجدّد التأكيد على هدف بلاده تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

ووسط موجة الإشادات الدولية للمقاربة الأميركية الجديدة، تحدثت الناشطة البيئية السويدية الشابة غريتا تونبرغ للتنديد بخطوات لا تزال بنظرها، ضعيفة جداً.

وقالت الشابة، البالغة 18 عاماً، عبر الفيديو أمام لجنة في الكونغرس الأميركي: "إلى متى تعتقدون أنه بامكانكم الاستمرار في تجاهل التغيّر المناخي دون الاضطرار إلى مساءلتكم؟".

وأعاد الرئيس بايدن في اليوم الأول من ولايته في يناير الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ التي انسحب منها سلفه دونالد ترامب قبل أربع سنوات.

لكن، كان هناك ترقب لكلامه قبل هذه القمة التي ينظمها بمناسبة يوم الأرض، وهو قبل الضغط على الدول الكبرى الأخرى المسببة للتلوث لترفع مستوى طموحاتها في مكافحة الاحتباس الحراري، عليه أن يؤكد تصميم بلاده في هذا المجال.

فقد شبهت الخارجية الصينية الأسبوع الماضي عودة واشنطن إلى اتفاق باريس "بعودة طالب سيئ إلى المدرسة بعد تغيبه عن الدروس".

فهذا الهدف الطموح هو المساهمة الأميركية أملًا في المشاركة في الحفاظ على الاحترار العالمي ما دون درجتين مئويتين وإن أمكن +1,5 درجة مئوية، مقارنة بما قبل عصر الصناعة، كما هو وارد في اتفاقية باريس للمناخ الموقعة في عام 2015، وهو هدف بعيد المنال نظرا للوضع الحالي للالتزامات الوطنية للدول على مستوى العالم.

ورأى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن الإعلان الأميركي "يغيّر المعطيات" وقد يعطي الدفعة القوية اللازمة للمفاوضات الدولية.

وأبدت القوى الرئيسية المشاركة، التي تمثل مجتمعة ثمانين بالمئة من الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون، تجاوبا في هذه القمة التي تُعتبر خطوة أولى قبل المؤتمر الكبير الذي تنظّمه الأمم المتحدة "كوب-26" المقرر عقده في نهاية العام في غلاسكو في اسكتلندا.

من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو على خلاف مع الولايات المتحدة على غرار الصين، أن بلاده التي تعد من الدول الرئيسية المسببة للانبعاثات، تطبّق "بمسئولية موجباتها الدولية".

أما الاتحاد الأوروبي، فقد توصل في اللحظة الأخيرة إلى اتفاق على خفض "لا يقل عن 55 بالمئة" لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030 مقارنة بما كانت عليه في 1990.

وتعهد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، خلال القمة، بخفض بنسبة 40 إلى 45 بالمئة بحلول 2030 مقارنة بالعام 2005، بدلا من 30 بالمئة في الخطة السابقة.

وأعلن نظيره الياباني يوشيهيدي سوغا، أن اليابان ستخفّض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 46% بحلول 2030 مقارنة بعام 2013، مقابل 26% في السابق.