رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كورونا ليس الأول

قبل كورونا.. أمراض قضى عليها التلقيح الجماعي

لقاح كورونا
لقاح كورونا

لم يكن البحث عن لقاح يمنع تفشي فيروس كورونا الذي تسبب في وفاة ما يقرب من 3 ملايين شخص وإصابة حوالي 85 مليون آخرين، أول تجربة تمر بها الإنسانية، بل عانت من أمراض كثيرة حصدت أرواح الملايين وبعد تجارب كثيرة تم توفير لقاح فعال في مواجهتها.

ومع استمرار العالم في تلقيح مواطنيها بلقاحات باستخدام الطارئ التي وافقت عليها منظمة الصحة العالمية، وتستعرض الدستور حكايات لفيروسات قضى عليها التلقيح الجماعي غير كورونا.

شلل الأطفال

شلل الأطفال من أكثر الأمراض قسوة ليس فقط لتسببه في وفاة أطفال بل لأنه تسبب بإعاقات للناجين منه، وساعدت اللقاحات التي تم تصنيعها لعلاج شلل الأطفال في القضاء عليه تمامًا في الكثير من الدول ومنها مصر، ورغم أن اللقاح مر بمراحل كثيرة وإخفاقات أكبر أدت إصابة  160 طفلا بالشلل الدائم وتوفي 10 آخرين في أسوأ خطأ في تاريخ صناعة العقاقير في الولايات المتحدة حيث أنتجت شركة كاتر لابوراتوريز أكثر من 100 ألف جرعة من اللقاح الذي احتوى على فيروس شلل الأطفال الحي.

وتؤدي حالة واحدة من بين كل 200 حالة إلى شلل لا يمكن علاجه (غالبا في ساقي المصاب)، ويموت واحد من بين كل 10 من المصابين بالشلل بسبب فشل عضلات الجهاز التنفسي لديهم.

ونظرا لأنه ليس له  أي أعراض خارجية محددة (على عكس الجدري وبثوره)، فقد استغرق الأمر حتى عام 1905 قبل أن يثبت الطبيب السويدي إيفار ويكمان أخيرا أن شلل الأطفال مرض معد، وأصيبت أعداد ضخمة من الأطفال بالشلل في جميع أنحاء العالم، ولكن لم يلاحظ أحد ذلك إلى حد بعيد.

وكان أول من صنع لقاح كورونا عام 1952  طور الطبيب الأمريكي جوناس سالك أول لقاح ضد شلل الأطفال وتبعه لاحقاً في عام 1961 اللقاح الذي طوره ألبرت سابين والذي يمكن تناول نسخته المحسنة عن طريق الفم بدلا من الحقن، وأدت اللقاحات إلى خفض مستويات شلل الأطفال بسرعة في الولايات المتحدة وأوروبا.

وجاءت دفعة كبيرة في عام 1988 عندما أطلقت منظمة الصحة العالمية المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.

وبحلول عام 1994، تم اعتماد الأميركتين على أنهما خاليتان من شلل الأطفال، وتلتهما منطقة غرب المحيط الهادئ في عام 2000 وأوروبا في عام 2002، وفي عام 2014 أضيفت جنوب شرق آسيا أيضا إلى القائمة.


الجدري

كان الجدري صاحب أكبر قصة نجاح للقاحات، فتسبب الجدري في القرن العشرين وحده في  قتل أكثر من 300 مليون شخص، ويعتقد أنه أودى بحياة مئات الملايين حتى قبل ذلك الحين.

فقد توفي حوالي 30 في المئة من الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس شديد العدوى بسببه، وطور أول لقاح للجدري في بريطانيا، وفي عام 1967  بدأت منظمة الصحة العالمية برنامجاً شاملاً وهو البرنامج الذي وضع هذا المرض القاتل تحت السيطرة.

وتم إنتاج لقاحين الأول لقاح مجفف لدرجة التجميد يمكن تخزينه ونقله بسهولة، والثاني إبرة بسيطة ذات شقين يمكن استخدامها لوخز المريض بجرعة بسهولة ثم تعقيمها لإعادة استخدامها فوق اللهب.

وتم تحديد مناطق تفشي المرض، ورصد الأشخاص في المنطقة المجاورة وتحصينهم، الآن قضي على هذا المرض الذي أثار الذعر في العالم وأثر على البشر في جميع أنحاء كوكب الأرض وقتل الملايين، ولم يعد هذا المرض يوجد إلا في مكانين على سطح الأرض هما مختبرين شديدي الحراسة الأول في روسيا والثاني في الولايات المتحدة.


الحصبة

ساهم تطوير لقاح للحصبة في تخفيض هائل لعدد الوفيات، من 2.6 مليون إلا أن المرض شديد العدوى ومازال ينتشر في أي منطقة تقل فيها نسب التلقيح عن 95 في المئة، فتقتل حتى الآن حوالي 140 ألف شخص على الرغم من وجود لقاح متاح منذ عام 1963.
وشهدت الولايات المتحدة وأوروبا زيادة طفيفة في عدد الحالات في السنوات الأخيرة حيث تم تطعيم أعداد أقل من الناس، بسبب خوفهم من  الآثار الجانبية المحتملة للقاح على الرغم من عدم وجود أي دليل طبي يدعم وجهة النظر هذه.

وفي حين أن الزيادة في عدد حالات الوفاة الناجمة عن المرض في البلدان المتقدمة كانت طفيفة نسبياً إلا أن عدد الوفيات كان أسوأ بكثير في دول أخرى.