رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد مبروك.. كيف اغتال الإرهابيون البطل؟

الشهيد محمد مبروك
الشهيد محمد مبروك

أعاد مسلسل «الاختيار ٢» التذكير بقصة الشهيد البطل محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطنى، الذى اغتالته يد الإرهاب والخسة بسبب تحرياته التى أدت إلى إدانة قيادات جماعة الإخوان الإرهابية فى عدة قضايا، أهمها قضية «خلية مدينة نصر»، وقضية هروب الرئيس المعزول وأتباعه من سجن وادى النطرون، وقضية «أحداث مكتب الإرشاد»، و«أحداث المقطم»، و«أحداث شارع النصر»، و«رابعة العدوية والنهضة»، و«جامعة القاهرة».

 

وتكره الجماعة الإرهابية الشهيد «مبروك» لأن شهادته فى قضية «التخابر الكبرى مع حماس» لعبت دورًا مهمًا فى إدانة قياداتها وصدور أحكام مشددة ضد محمد مرسى وأعوانه.

وتمكن «مبروك» عن رصد اتصالات «مرسى» مع عضو التنظيم أحمد محمد عبدالعاطى، الذى كان موجودًا بدولة تركيا، وسجل اتصالاته بناءً على إذن صادر من نيابة أمن الدولة العليا بتاريخ ٩ يناير ٢٠١١، وكشف تنسيق الجماعة مع أحد العناصر الأجنبية.

كما رصد الشهيد أول اتصال لقيادات الجماعية مع عناصر بالاستخبارات الأمريكية بتاريخ ٢١ يناير ٢٠١١، قبل أحداث ٢٥ يناير بعدة أيام، حين تواصلت قيادات الجماعة مع الاستخبارات الأمريكية وقدمت لها إفادة عن دور أعضائها فى تحريك الشارع، من خلال إعلان ١٠ مطالب كانت تتوقع أن يرفضها النظام فتتمكن عقب ذلك من تأليب الشارع ضده أكثر وتأجيج الأوضاع.

واستمع قاضى التحقيقات فى قضية التخابر لشهادة «مبروك» فى ٤ جلسات متتالية، قدم فيها الشهيد جميع الأوراق والوثائق والتسجيلات التى تثبت تحرياته، وعقب ذلك خضع المتهم أحمد عبدالعاطى، مساعد المعزول، لجلسات تحقيق فى القضية، حول تقرير التحريات وملابسات الهروب.

وحين نفى «عبدالعاطى» علمه أو قيامه بالاتصال بعناصر من حماس وحزب الله لتهريب قيادات الإخوان من السجن أثناء ثورة يناير ٢٠١١ وأصر على الإنكار، جرت مواجهته بتقرير الأمن الوطنى الذى أعده الشهيد والمدون عليه اسمه، ولحظتها التقط «عبدالعاطى» الاسم المدون أعلى الصفحة الأولى للتقرير.

وعقب ذلك تمكن «عبدالعاطى» من تسريب رسالة من داخل السجن لعناصر الجماعة باسم الضابط الذى أعد التقرير، فأمرت قيادات الإخوان باغتياله، وتم التجهيز والتخطيط لاغتياله مرتين باءتا بالفشل ونجحت الثالثة.

وشارك فى عملية الاغتيال الإرهابى توفيق فريج، وأحمد عزت محمد، ومحمد عفيفى ومحمد بكرى هارون.

وشارك فى الإعداد لعملية الاغتيال الضابط الخائن محمد عويس، ضابط فى إدارة مرور القاهرة، الذى كشفت اعترافات المتهم الرئيسى فى عملية الاغتيال خيانته، خلال استجوابه بواسطة الأجهزة الأمنية المختصة، حيث قال إن «عويس» حصل على مليونى جنيه مقابل إمداد خلية الاغتيال بالمعلومات وخط سير «مبروك».

وتبين من التحقيقات أنه عُثر فى منزل «عويس» عند تفتيشه بمعرفة محققى النيابة العامة على جهاز كمبيوتر خاص بوحدة المرور التابع لها، يحتوى على أسماء وعناوين ضباط شرطة وبياناتهم كاملة.

كما اعترف الإرهابى محمد بكرى محمد بأنه فى غضون شهر نوفمبر عام ٢٠١٣، جرى تكليفه بالتحرى عن أماكن إقامة عدد من ضباط الشرطة بغية استهدافهم لاحقًا، ومنهم الرائد عبدالمنعم شريف والمقدم محمد مبروك، واستعان فى سبيل ذلك بمعلومات حصل عليها من ضابط المرور «عويس»، تضمنت أرقام سيارته وصورته الشخصية.

واعترف «عويس» بمد أنصار الجماعات التكفيرية ببيانات الشهيد، لكنه أنكر معرفته بوجود نية لاغتيال الشهيد، إلا أن باقى المتهمين اعترف بأنه كان على علم بكل ما يتعلق بعملية التخطيط لاغتيال «مبروك».

وسبق اغتيال الشيهد «مبروك» استهدافه مرتين باءتا بالفشل إحداهما بسبب وجود باقى أفراد أسرته معه فى السيارة، والثانية بسبب ملاحظته لوجود سيارة تتبع تحركاته وتمكنه من الهروب منها.

وشارك فى عملية الاغتيال أيضًا الإرهابى محمد سيد منصور، الذى توفى فيما بعد، والإرهابى أشرف الغرابلى الذى راقب تحركات الشهيد، والإرهابى عمرو محمد مصطفى عبدالحميد وأنس إبراهيم، والإرهابى سعيد الشحات.

وفى يوم حادث الاغتيال رصد أعضاء الجماعة الإرهابية الشهيد أثناء خروجه من مسكنه بمدينة نصر متوجهًا إلى عمله، فهاجمه ٧ ملثمين يستقلون سيارتين ملاكى من دون لوحات معدنية، وأطلقوا النيران على الشهيد من على بعد ٥ أمتار لتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها عقب تلقيه ٢٦ طلقة، وفروا هاربين.

وقال شاهد الإثبات بقضية أنصار بيت المقدس أيمن عبدالحفيظ، بائع فاكهة شاهد واقعة إطلاق النار على الشهيد «مبروك»، إنه سمع صوت إطلاق نار، وعندما ذهب لتفقد الأمر وجد الضابط محمد مبروك المقدم بقطاع الأمن الوطنى غارقًا فى دمائه، وعقب وصول رجال الإسعاف استخرجوا أوراقه الشخصية لتحديد هويته وعرفوا لحظتها فقط أنه ضابط شرطة. وتابع: «أعرف الشهيد مبروك منذ ٣ سنوات، ولم أكن أعرف أنه ضابط شرطة إلا بعد اغتياله، ورأيت رجلًا وامرأة منتقبة داخل سيارتين قبل الحادث، وتبادلا الإشارات مع بعض».

ومن ضمن الشهود الذين استمعت لهم المحكمة عبدالرحمن سمير، من المقيمين بالمنطقة، وأكد أنه سمع إطلاق النار على المقدم محمد مبروك أمام منزله وأنه رأى السيارة التى استخدمها الجناة فى الحادث وماركتها «دايو» حمراء اللون، ولم ير ملامح الجناة.

وكشفت التحقيقات، عن اعتراف الإرهابى محمد على عفيفى بالتخطيط وتدبير عملية الاغتيال، وتضمن الاعتراف الإقرار بأن الإرهابى فهمى عبدالرءوف هو من قاد المجموعة التى تولت تنفيذ عملية الاغتيال ثأرًا لمقتل شقيقه فى فض اعتصام رابعة العدوية.

وتمكّن قطاع الأمن الوطنى من تحديد هوية القائمين على التخطيط والتنفيذ فى واقعة اغتيال الشهيد، وتمكن من القضاء على عدد منهم بعدة أوكار، وتقديم آخرين للمحاكمة الجنائية، فى قضية «أنصار بيت المقدس»، الذين تم توجيه اتهامات بارتكاب ٥٤ جريمة إرهابية من بينها اغتيال «مبروك»، وعاقبت المحكمة ٣٧ إرهابيًا بالإعدام والسجن المؤبد والمشدد لـ١٧٨ آخرين.