رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عودة الريادة.. كيف صنعت «المتحدة» أقوى موسم درامى فى رمضان؟

المتحدة للخدمات الإعلامية
المتحدة للخدمات الإعلامية

كنا نسأل دائمًا: متى تعود لمصر ريادتها فى صناعة الدراما التليفزيونية؟.. نسأل ذلك بيأس وقلق، ولا مبالغة إذا قلنا إن وقع السؤال نفسه كان مؤلمًا، فمصر قلعة الفنون فى المنطقة العربية، وهى رائدة صناعتها باختلاف أشكالها، وكانت الصدمة بحق هى التراجع الحاد فى صناعة الدراما، وانتعاش السوق بأعمال مستوردة من الخارج، حلت بديلًا للأعمال المصرية بعد أحداث يناير، واستطاعت أن تنفذ إلى عقل ووجدان كل مصرى ومصرية. 

بدأ الخطر من هنا، وصارت الشركات المنتجة فى شتات من أمرها.. إنتاج غير منظم، وأعمال عشوائية، إضافة إلى جودة فنية لم تكن تليق بالمستوى الذى يجب أن تكون عليه مصر أمام أقرب منافسيها. 

من هنا جاءت فكرة «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، هذا الكيان الضخم والعملاق الذى حقق طفرة فى الشكل والمضمون، ولملم هذا الشتات، وساعد كل شركات الإنتاج الأخرى وتعاون معها لتقديم ما يليق بمصر أمام العالم، وكذلك أمام المواطن المصرى الذى يعرف ماذا يعنى الفن الحقيقى الذى تربى عليه فى أزهى عصور الإنتاج التليفزيونى والسينمائى لعمالقة الفن المصرى. 

فى موسم رمضان ٢٠٢١، يمكن القول، بكل صدق، إن مصر عادت مرة أخرى إلى ريادتها، وإلى مكانها الطبيعى، تقدم نفسها من جديد بإثبات حقيقى أنه لا شىء ينقصنا لصنع العظمة سوى الإرادة والعقل الذى يصمم ويحتوى ويشجع ويطور فى إطار منظومة واعية متقنة لما تفعله وتقدمه.

 

دراما وطنية وصعيدية واجتماعية ورومانسية.. وباقة من أفضل الأعمال الإذاعية

«التنوع مع الرهان على الوعى».. استراتيجية محكمة وضعتها المجموعة، برئاسة تامر مرسى، لتقديم وجبة إعلامية قوية، مسموعة ومرئية، سواء لمتابعى التليفزيون أو الراديو، فنحن أمام تنوع غير مسبوق.. دراما وطنية وصعيدية واجتماعية ورومانسية، حتى الخيال العلمى حاضر وبقوة، وهذا ما عززته الشركة خلال الفترة الأخيرة فى خطتها، وهى أن تتنوع فى محتواها لترضى جميع الأذواق وجميع الفئات. 

ولم يقتصر الأمر حتى على مستوى التليفزيون، بل امتد إلى الإذاعة، إذ تقدم «المتحدة» عبر راديو «النيل» و«إذاعة ٩٠٩٠» باقة من أفضل الأعمال لكبار النجوم، مثل الفنان محمد سعد فى مسلسل «٢٩ يوم»، والفنان محمد هنيدى فى مسلسل «حزام ناشف»، كما تقدم الفنانة روبى ومعها الكوميديان أحمد فتحى وسوسن بدر المسلسل الإذاعى «عيلة ولاد شنب»، وكذلك المسلسل الكوميدى «كوكو واوا» للثنائى هشام ماجد وشيكو وهو أول مسلسل إذاعى ٣D فى الراديو بتقنية الصوت المجسم والمؤثرات ويذاع على راديو ٩٠٩٠.

مجهود عال ومحاولة أمينة لملء الفراغ الكبير الذى اتسعت فجوته خلال السنوات الأخيرة، ولا شك أن الشركة تنتبه إلى الورق والنص أولًا، حسب ما قاله حسام صالح، المدير التنفيذى المتحدث الرسمى لـ«المتحدة»، فإن هناك لجنة داخل المجموعة تسمى لجنة دائمة للقراءة، تعرض عليها كل النصوص دون تمييز، مجردة من اسم الكاتب. 

وما قاله «صالح» هو أقوى دليل على حرص المجموعة على أن تقدم أعمالًا تليق بالجمهور المصرى، لا تستخف به ولا تقدم له أى محتوى لمجرد الاستهلاك والنجاح اللحظى. 

واتضح هذا التنوع فى الاستعانة بنصوص من كبار المؤلفين، مثل الكاتب المخضرم ناصر عبدالرحمن فى «موسى» الذى يناقش قضية لم تطرح من قبل فى أى عمل درامى، وهى فترة وجود الإنجليز فى صعيد مصر، وكذلك الاستعانة بنصوص درامية متميزة من الكاتب عبدالرحيم كمال فى «نجيب زاهى زركش»، الذى ينتمى إلى الدراما الاجتماعية الكوميدية، وكذلك «القاهرة كابول» الذى يتطرق إلى منطقة حساسة وشائكة، وهى عقل الإرهاب، وعلاقته بالسلطة والفن والإعلام، وهى معالجة جديدة ودقيقة وشارحة لقضية التطرف الدينى.

 

تعاون مع شركات الإنتاج فى مسلسلات مختلفة.. والكل يربح

 

تتبع مجموعة «المتحدة»، بقيادة تامر مرسى، سياسة عظيمة فى الشراكة مع باقى شركات الإنتاج، فهى أول من مدت يدها للتعاون مع الجميع، خاصة بعد الأزمة التى مر بها عدد كبير من المنتجين مع القنوات التليفزيونية نتيجة ممارسات اقتصادية غير منضبطة، فاستدانت قنوات عديدة للمنتجين وخسر المنتجون وخرجوا من السوق، إلا أن الاستراتيجية التى وضعتها «المتحدة» كانت قارب النجاة لعدد كبير من شركات الإنتاج.

فى هذا الموسم تتعاون «المتحدة» مع عدد من شركات الإنتاج الأخرى وهى «العدل جروب» عن مسلسل «حرب أهلية» و«ضد الكسر»، و«ميديا هب» عن مسلسل «لعبة نيوتن»، كما تتعاون مع شركة «روزناما» فى إنتاج مسلسل «عالم موازى» لدنيا سمير غانم، وشركة «تى. ڤيجن» فى مسلسل «كل ما نفترق»، إلى جانب تعاون مشترك مع آخرين فى عدد آخر من المسلسلات. 

فالمبدأ الأساسى، كما هو واضح، هو أن يربح الكل، وفى هذا الإطار بالتحديد قال حسام صالح إن «المتحدة»، بقيادة تامر مرسى وضعت استراتيجية ليربح الجميع، موضحًا: «موسم ٢٠٢١، موسم كسبان ماليًا بمعدلات كبيرة، وشغالين السنة دى مع أكتر من ٥ منتجين».

ولفت «صالح» إلى الخسائر الفادحة للمنتجين فى السنوات الماضية وتراكم الديون وصعوبة تشغيل القنوات التليفزيونية بسبب خسائرها وشرائها أعمالًا باهظة الثمن- جعل «المتحدة» تتصدر بجرأة لإعادة كل شىء إلى مكانه، وبث الروح من جديد فى سوق الإنتاج المصرى وطمأنة جميع جهات الإنتاج فى مصر بأن السوق أصبحت منتعشة وجاهزة للجميع. 

كل هذا إلى جانب فكرة «البطولات الجماعية» التى أعادت من جديد الأذهان إلى أيام زمن الدراما الجميل للتليفزيون المصرى الذى كان يجمع عمالقة الفن فى عمل واحد، وهو مبدأ يؤكد أن الرهان على الفن أولًا، ثم تأتى بعد ذلك الإيرادات والمنافسات على المشاهدات بين كل نجم وآخر.

15 حلقة.. جرأة تنتصر للفكرة 

استغرب كثيرون من فكرة المسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة، كثيرون تساءلوا وقالوا: «هل هذا إفلاس؟»، لكن الحقيقة لم تكن كذلك، لأن هذا التوجه ينتصر للفكرة، فهناك أفكار لمحتوى لا يتحمل الثلاثين حلقة، لا يتحمل الحشو الذى يسىء لصورة الفن المصرى.

والحقيقة الأهم أن مسلسلات الـ١٥ حلقة تنتصر للعاملين بصناعة الدراما، فعلى سبيل المثال تقدم الشركة المتحدة ٤ مسلسلات من هذا النوع، كل عمل بفريقه الخاص من المخرجين والمساعدين والمؤلفين والممثلين، وهذا يعنى أن الشركة فتحت الأبواب لعدد أكبر من المشتغلين فى العمل الدرامى فى أربعة مسلسلات صغيرة.

وتقدم «المتحدة» أربعة مسلسلات من هذا النوع وهى «بين السماء والأرض» بطولة الفنان هانى سلامة وأحمد بدير ويسرا اللوزى، ومسلسل «أحسن أب» للفنان على ربيع، وهما مسلسلان يعرضان فى النصف الأول من رمضان، وبعد انتهائهما سيتم عرض مسلسلين آخرين، هما «كوفيد ٢٥» للفنان يوسف الشريف والفنان أحمد صلاح حسنى، ومسلسل «عالم موازى» للفنانة دنيا سمير غانم وهشام جمال. 

استيعاب كبار النجوم ومنحهم المساحة اللائقة بتاريخهم

كان الأمر اللافت إلى النظر هو استيعاب «المتحدة» كبار نجوم الفن فى مصر، ومنحهم المساحة التى تليق بتاريخهم الفنى، على سبيل المثال، النجم رياض الخولى، الذى يقدم شخصيتين مهمتين هذا الموسم فى مسلسل «الاختيار ٢» بدور اللواء رفعت، وكذلك دوره المهم فى مسلسل «موسى» بدور شيخ البلد «شداد»، وهو يعد بمثابة دور بطولى يقف خصمًا أمام محمد رمضان، هذا إلى جانب حمدى الوزير، وكذلك الفنان القدير محمد ريحان الذى يقدم دور شيخ الصالحين فى نفس العمل، ودور آخر فى مسلسل «نجيب زاهى زركش». وأيضا نجد دورًا مهمًا آخر لفنانة كبيرة وقديرة بحجم فردوس عبدالحميد فى مسلسل «نسل الأغراب» مع أحمد السقا وأمير كرارة، وهو دور لا يستهان به يؤكد أن نجومنا الكبار ما زالوا فى محل تقدير، كما يظهر الفنان القدير محمد محمود فى مسلسلى «النمر» و«نجيب زاهى زركش»، وكعادته يقدم أدواره الكوميدية والميلودرامية باقتدار وعبقرية الخبرة كما هو معتاد منه. 

والحقيقة أن هذا الموسم الأقوى منذ فترات طويلة سيكون بداية انطلاق لشكل جديد من الدراما فى مصر، التى يبدو أنها أصبحت دانة مدفعها للدفاع عن هويتها وإعادة صياغة صورتها الحقيقية، الجميلة والباهرة أمام العالم أجمع، بقيادة شركة وطنية رائدة.

 

معركة الوعى فى 3 أعمال ملحمية بكوكبة من الفنانين

ليست هناك مبالغة إذا قلنا إن الشركة المتحدة تملك سلاحًا من نوع خاص وتجيد التعامل به فى مواجهة خصوم الدولة المصرية، هذا السلاح هو الدراما فى مواجهة الأحزمة الناسفة والمفخخات والإرهاب، وعلى ما يبدو واضحًا وجليًا أن هذا السلاح له مفعول وتأثير عالٍ، تملك الشركة أدوات التعامل به بمهارة وإتقان. 

ففى هذا الموسم المتميز الدسم تقدم المجموعة الجزء الثانى من مسلسل «الاختيار»، هذا العمل الفنى الذى يعد بمثابة توثيق فنى وطنى لحكاية شعب بجيشه وشرطته فى الكفاح من أجل تراب هذا الوطن، قصة كفاح وتضحيات تؤكد لكل خصومنا أن فى بلادنا رجالًا، لا يخافون ولا يهابون إلا الله، بل وقادرون على سحق أى قوة مهما كانت ومهما طال الزمان. 

ففى مسلسل «الاختيار٢» نرى معالجة احترافية لفترة ساخنة من تاريخ مصر بعد ثورة المصريين على حكم الإخوان والإطاحة بهم، ورحلة توثيقه لكل من نسى أو تناسى ما فعلته الجماعة الإرهابية فى مصر، واستعراض المخطط الذى كانت تنتظره بلادنا على يد هؤلاء. 

وفى مسلسل «هجمة مرتدة» نجد الخطوة الذكية من الشركة المتحدة فى صناعة عمل درامى من ملفات المخابرات المصرية عن مخطط الفوضى قبل ثورة يناير، وهو تمهيد ذكى يحلل بعمق أنه لا شىء فى هذا العالم يحدث اعتباطًا أو صدفة وأن كل شىء مدبر وله ذيول، وهذا المسلسل بالتحديد يعد فى معالجته من أرقى أنواع المسلسلات فى هذا التصنيف، لأنها لأول مرة تعالج قضية التجسس بطريقة عصرية وليس فى عصر سابق قديم، كما هو المعتاد، فأحداث العمل تدور فى عام ٢٠٠٧ وما بعده.

وثالث الأعمال فى معركة الوعى هو مسلسل «القاهرة كابول»، هذا العمل الاحترافى الذى خطف الأنظار منذ اللحظة الأولى لعرضه، نظرًا للتميز فى الأداء من نجومه طارق لطفى وخالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب ونبيل الحلفاوى، فالجميع يقدمون مباراة فنية مقنعة باقتدار عن الصراع بين العقل المتطرف والعقل الأمنى والإعلامى فى النظرة للحياة والسلطة والدين. 

هذا عمل بكل تأكيد يفكك العقل الإرهابى من جذوره وأصوله، كيف نشأ وكيف يتطور؟ وكيف يصبح أداة للتزييف والخداع؟ هو مسلسل يحلق فوق قضية التطرف الدينى بشاعرية كتبها كاتب كبير بحجم عبدالرحيم كمال، وأخرجها حسام على. 

فنحن أمام ثلاثة أعمال وطنية، كل منها فى اتجاه، وهذا إن دل يدل على التنوع، وليس مجرد حشو فنى، لذا يعد هذا الموسم باقتدار هو أقوى موسم درامى رمضانى على الإطلاق قد تكون شهدته مصر من قبل. 

اقرأ أيضا:

«توعية ومتعة».. نجوم الفن يُشيدون بـ«المتحدة»: أعادت الصدارة لمصر

 

مؤلفون عن العمل مع «المتحدة»: «قالولنا عايزين أعمال هادفة.. ولا قيود على حرية الأفكار»

 

خبراء إعلام عن «المتحدة»: تتصدى لمحاولات الإرهابيين السيطرة على العقول