رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ستوكهولم للسلام» يؤكد ضرورة استعداد بعثة الأمم المتحدة في مالي لمواجهة تحديات التغير المناخي

مالي
مالي

أكد بحث جديد أصدره معهد (ستوكهولم) الدولي لأبحاث السلام، ضرورة قيام بعثة الأمم المتحدة في مالي بالاستعدادات اللازمة لمواجهة تحديات المخاطر الأمنية المتعلقة بظاهرة التغير المناخي.

وسلط المعهد الضوء، في بحثه تحت عنوان: "المخاطر الأمنية المتعلقة بالمناخ وبناء السلام في مالي"، على السؤال المثار عما يعنيه التغير المناخي المتسارع بالنسبة لمستقبل بناء السلام؟، وذلك من خلال "دراسة حالة" لبعثة توصف بأنها من أنشط بعثات السلام في الوقت الحاضر، وهي بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينيوسما).

وأشار البحث إلى الكيفية التي يؤثر بها التغير المناخي على العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية الأخرى في وسط وشمال مالي.. موضحًا أن التغير المناخي يؤدي إلى ظهور تحديات جديدة أمام هذه البعثة، كما تناول البحث الخطوات التي اتخذتها البعثة للتكيف مع هذه التحديات الجديدة والدروس المستفادة بالنسبة لحفظ السلام.

وأوضح البحث "أن التمرد الذي حدث في شمال مالي عام 2012 أدى إلى اندلاع أزمة متعددة الأبعاد واستمرار العنف وانعدام الأمن، خاصة بالمناطق الشمالية والوسطى في مالي، كما أن التغير المناخي يضيف بُعدًا جديدًا لهذه الأزمة، من خلال تأثيره على التربة والمياه العذبة والموارد الطبيعية الأخرى التي تعتمد عليها شرائح كبيرة من السكان في سبل معيشتها، وأدى ضعف الحكم إلى تفاقم التحديات وتقويض الأمن الإنساني وتضخيم المظالم المحلية والتهميش".

وذكر "أن هذه المظالم والتهميش ساهمت في تسهيل عمل الجماعات الإجرامية والمتطرفة وتزايدها في المنطقة، وأن التأخير في تنفيذ برنامج نزع الأسلحة والتسريح وإعادة الإدماج ساعد أيضًا على تزايد الأنشطة غير المشروعة".. محذرًا من أن الظروف المناخية القاسية أدت إلى تعقيد عمليات تحرك القوات ونقل الإمدادات اللوجستية وعمليات الإجلاء الطبي.

وأضاف بحث معهد «ستوكهولم» "أن تغير المناخ تفاعل مع ضعف مستوى الحكم بطرق تؤثر على تفويض بعثة الأمم المتحدة، وعلى سبيل المثال، فإن الحكومة فشلت- في بعض الحالات- في مساعدة المجتمعات على التكيف مع ظاهرة التغير المناخي أو التعامل مع آثارها، مما أدى إلى تزايد حالة الاستياء من الدولة، ويؤدي ذلك بدوره إلى جعل مسألة دعم استعادة سلطة الدولة أكثر صعوبة".

ولفت المعهد إلى أن بعثة الأمم المتحدة في مالي كانت أول بعثة سلام تابعة للأمم المتحدة يُطلب منها في تفويضها "إدارة تأثير بيئتها بطريقة مناسبة" فهناك أقسام متعددة بالبعثة، مثل قسم الشئون المدنية، أخذت زمام المبادرة بالرد على المخاطر المتعلقة بالمناخ بطرق مختلفة في إطار أنشطتها المفوضة بها.

ومع ذلك، ذكر المعهد، في بحثه، أن المخاطر المتعلقة بالمناخ لا تشكل أولوية في تفويض البعثة التي تفتقر بوجه عام إلى القدرة على مواجهة تلك المخاطر.

وأكدت دراسة الحالة التي أجراها المعهد أن بعثات بناء السلام المنتشرة في مناطق معرضة بدرجة كبيرة لظاهرة التغير المناخي يتعين عليها تعلم كيفية مواجهة التحديات الجديدة، وأن الإجراءات التي يمكن اتخاذها يتعين أن تتضمن تدريب أفراد البعثة على تحليل الأمن المناخي وكيفية مواجهة هذا التحدي.. مشددة على ضرورة تحسين أسلوب التنسيق بين أعضاء فريق بعثة الأمم المتحدة في مالي بهذا الشأن، ويمكنهم على سبيل المثال إدراج موضوع الأمن المناخي في الإطار الاستراتيجي الوطني المتكامل وتعيين مستشار مشترك لشئون الأمن البيئي.

ومع ذلك، أشار معهد «ستوكهولم» الدولي لأبحاث السلام إلى أن المخاطر التي يشكلها التغير المناخي لبعثات بناء السلام تمثل تحديًا لمنظومة الأمم المتحدة على نطاق أوسع ولذلك يتعين عليها مواجهته.