رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع عودة العمالة لليبيا.. كيف ساهم المصريون في تنمية وإعمار دول الجوار؟

إعمار العراق
إعمار العراق

أثبتت العمالة المصرية كفاءتها في كل نواحي العمل وفي كل البلاد التي عملت فيها، فيتميز العامل المصري بمهاراته الفنية العالية في المجالات المختلفة سواء الزراعية أو الصناعية، وكان للعمال المصريين دور كبير في دعم الدول المجاورة سواء العربية أو الإفريقية.

ففي سبعينات وثمانينات القرن الماضي كان المصريون هم المعلمين في مدارس دول الخليج وليبيا وهم المهندسون الذين يبنون منازلهم والأطباء المهتمين بصحتهم، وكان لهم دور كبير في إعادة إعمار الكويت، كما سيكون له دور حاليًا في إعادة إعمار العراق وليبيا.

 

ومع إعلان رئيس الوزراء مصطفي مدبولي، تنظيم عودة العمالة المصرية إلى ليبيا للمساهمة مع أشقائهم الليبيين لإعادة الإعمار والتنمية، تعرض الدستور دور المصريين في بناء وتنمية الدول المجاورة.


إعمار ليبيا

 

كانت  مصر من أوائل الدول التي أبدت استعدادها  للمشاركة في إعادة إعمار ليبيا، خاصة بعد نجاح الحكومة المصرية في مشروعات المدن الجديدة والبنية التحتية، وبحث مجلس النواب في عدة جلسات إمكانية توسع قطاع المقاولات المصري في إفريقيا، خاصة ليبيا، من خلال شركات مصرية، كما أرسلت وزارة الإسكان  وفوداً عنها إلى ليبيا ودول أخرى لاستطلاع الفرص المتاحة في إعادة الإعمار.

وتتأهب الشركات المصرية العاملة في كافة القطاعات لاقتناص الفرص المرتقبة بمجرد الإعلان عن خطط إعادة إعمار ليبيا.

وشهدت الصادرات المصرية إلي السوق الليبية تراجعا ملحوظا على مدار السنوات الأخيرة، نتيجة الاضطرابات السياسية، وتراجعت قيمة البضائع المصرية المصدرة إلى 241 مليون دولار في نهاية العام الماضي، مقارنة بنحو مليار دولار في 2014.

وفي أواخر 2019، كانت مصر قد وقعت اتفاقية استضافة مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، الذي اقترحت إنشاءه وسيكون مقره في القاهرة، ويختص المركز بإعادة الإعمار والتنمية الإفريقية.

وتحرص ليبيا على نقل التجربة المصرية في مجال التعليم، وإعادة فتح المدرسة المصرية في ليبيا، كما أعرب عن ترحيب الدولة المصرية أيضا بإنشاء جامعة مصرية في إحدى المدن التي يختارها الجانب الليبي، فضلا عن المساعدة في إنشاء مستشفى مصريّ في طرابلس أو أي مكان يختاره الجانب الليبي، هذا بالإضافة إلي إيفاد قوافل طبية في التخصصات التي يحددها الجانب الليبي، مؤكداً أن مصر حريصة كل الحرص على إعادة الروابط التاريخية والعميقة بين الشعبين خلال الفترة القادمة، ويقدر عدد المصريين في ليبيا – بحسب الأرقام الرسمية – نحو مليون و200 ألف مصري.

 


إعمار العراق

 

كانت مصر من أوائل الدول التي أبدت استعدادها الجاد للتعاون في ملف إعادة إعمار العراق لمواجهة الأضرار التي نجمت عن محاربة التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم "داعش" الإرهابي.

في 2018  كان رئيس الوزراء إبراهيم محلب أول مسؤول عربي وأجنبي يزور الموصل بعد تحريرها من "داعش، وسلم رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي تتعلق بدعم مصر للعراق واستعدادها للمشاركة في جهود الإعمار، وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

وفي العام الماضي، أعلن رئيس الوزراء مصطفي مدبولي عن استعداد شركات المقاولات المصرية دخول السوق العراقي؛ للمساهمة في تطوير البنية الأساسية وجهود إعادة الإعمار، وتنمية وتطوير قطاع الإنشاءات والإسكان.

 


مصر تتبني مشاريع جديدة في 23 دولة

 

لم يتوقف دعم المصريون في تنمية وإعمار دول الجوار على الدول العربية فقط، بل امتدت لدول أفريقيا، فحسب الهيئة العامة للاستعلامات فشركة المقاولون العرب المصرية موجودة في 23 دولة إفريقية عبر حزمة مشروعات بنية تحتية، وأعمال طرق كبرى، إضافة لمشروعات سكنية وصحية، وإنشاء مقرات حكومية، وكذلك تساهم في تصميم وتشييد سد ومحطة روفيجي للكهرباء في تنزانيا.

أما مشروعات الربط بين مصر وإفريقيا، فيأتي في مقدتها مشروع "القاهرة- كيب تاون" الذي يعد أطول مشروع لربط دول شمال إفريقيا بجنوبها، إضافة لمشروع الربط الكهربي بين إفريقيا وأوروبا، وهناك أيضا مشروع الربط المائي "الإسكندرية – فيكتوريا"، ومشروع سكك حديدية تربط دول إفريقيا ببعضها البعض، من الإسكندرية حتى الخرطوم.

ومن أبرز مشروعات وزارة الري في أفريقيا إنشاء 5 سدود في أوغندا، وحفر مئات الآبار الجوفية في كينيا وتنزانيا إقليم دارفور، فضلاً عن 6 محطات مياه شرب بجنوب السودان، كذلك تم توقيع مذكرة تفاهم لمشروع إنشاء سدود حصاد مياه الأمطار بجنوب السودان وإعداد دراسات الجدوى لإنشاء سد "واو".