رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شبه منزل أسرته بسوق عكاظ

في ذكراه السادسة.. كيف دفعت البيئة المحيطة «الأبنودي» لكتابة الشعر؟

الأبنودي
الأبنودي

6 سنوات مرت على وفاة الشاعر المصري الراحل عبد الرحمن الأبنودي، الذي رحل عن عالمنا في 21 أبريل 2015، إثر نقله إلى المركز الطبي العالمي، وإجرائه عملية سريعة لإزالة تجمع دموي بالمخ.

استطاع الأبنودي أن يصنع لنفسه اسما خاصا، وأصبح من العلامات الفريدة التي لها مكانة متميزة، ليس في الشعر العامي المصري فقط، وإنما في الخريطة الثقافية العربية كلها.

- نشأته وحبه للشعر 

ولد عبد الرحمن الأبنودي في محافظة قنا بصعيد مصر عام 1938، وكان الأوسط بين 5 أخوات، منهم 4 أولاد وفتاة، ونشأ في بيت يختلط في أجوائه العلم بالشعر والأدب، فكان والده رجل دين، وعالم وشاعر، بينما أخيه الأكبر الشيخ جلال كان شاعرا أكثر تقدما من أبيه، كان يكتب عن الحب والمجتمع والسياسة، وعلى الرغم من أمية أخته إلا أنها علمت نفسها القراءة والكتابة، وهي من نبهته إلى الزجل وخاصة أزجال بيرم، و الكمشوشي، وفكري النجار، حيث كانت تأتي بالمجلات وتختاره لقراءة هذه الأزجال لها.

هناك جانب آخر كان مصدرا للشعر الأول لدى عبد الرحمن الأبنودي، وهو أنه عاش في قرية كل من فيها كان يغني، فهؤلاء الذين يعملون بالزراعة والرعي وتجارة الحبوب يغنون لتسهيل العمل، بل أن المرأة تغني في بكائياتها الخالدة وطوال اليوم في كل حالات العمل التي تمارسها، ويمكن القول بأنه حوصر بالغناء منذ الطفولة.

- المنزل سبب كتابته للشعر

وفي حوار له بمجلة "أدب ونقد" بعددها رقم 11 الصادر بتاريخ 1 فبراير 1985، كشف عبد الرحمن الأبنودي عن سبب عدم السماع أو المعرفة إلا به من قريته أو بيته الذين يقولون الشعر، قائلا أنا كتبت الشعر أولا لأنني تعلمت، ولأنني عرفت ما هو الشعر، ولأنني عشت في بيت قيادته شعراء وأصدقاء الوالد من قرى أخرى شعراء، ودائما كان يجتمع شعراء في البيت الذي كان كما سوق عكاظ ، فكان بالضرورة لا بد وأن أكتب شعرا.

وتابع ولكن الجميل الذي سعدت به هو أنني لم أكتب الشعر على غرار أشعار أبي أو أخي الأكبر، لم أكتبه على طريقة قد أقبل الفطار تلوح منه النار كما درسنا في المدارس، فما تعلمته في المدرسة من شعر كان دائما ينتمي إلى أشعار أبي وأخي ولكن ومنذ وقت مبكر اتجهت إلى الكتابة بلغة قريتي.