رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الري: إثيوبيا رفضت 15 سيناريو لملء وتشغيل سد النهضة

وزير الرى بمجلس الشيوخ
وزير الرى بمجلس الشيوخ

شارك الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والرى فى اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ. 

وفى بداية اللقاء أعرب الفريق أسامة الجندي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي عن ترحيبه بالوزير، مشيرًا إلى أهمية عقد هذا الاجتماع لمناقشة قضية الأمن المائي في مصر باعتباره أحد أهم أبعاد الأمن القومي المصري. 

وأعرب الدكتور عبدالعاطى عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء، مشيرًا إلى حجم التحديات التي تواجه مصر فى مجال المياه وعلى رأسها الزيادة السكانية والتغيرات المناخية وسد النهضة الإثيوبي، وأن وزارة الموارد المائية والرى اتخذت العديد من الإجراءات خلال السنوات الخمس الماضية لزيادة الجاهزية للتعامل مع التحديات المائية ومواجهة أي طارئ تتعرض له المنظومة المائية. 

وقال  الدكتور عبدالعاطي: إن موارد مصر المائية تقدر بحوالى ٦٠ مليار متر مكعب سنويًا من المياه معظمها يأتي من مياه نهر النيل، إضافة إلى كميات محدودة للغاية من مياه الأمطار والمياه الجوفية العميقة بالصحاري، وفي المقابل يصل إجمالي الاحتياجات المائية في مصر لحوالي ١١٤ مليار متر مكعب سنويًا من المياه، ويتم تعويض هذه الفجوة من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والمياه الجوفية السطحية بالوادى والدلتا، بالإضافة لاستيراد منتجات غذائية من الخارج تقابل ٣٤ مليار متر مكعب سنويًا من المياه. 

واستعرض الدكتور عبدالعاطى تطورات المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي خلال السنوات العشرة الماضية، مشيرًا إلى المرونة التي أظهرتها مصر خلال المفاوضات بهدف الوصول لاتفاق قانوني عادل وملزم فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة يلبي طموحات جميع الدول في التنمية، مشيرًا إلى أن التعنت الإثيوبي والإجراءات الأحادية التى يقوم بها الجانب الإثيوبي هو السبب في فشل المفاوضات.

كما سبق لمصر التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق واشنطن الأمر الذي يؤكد رغبة مصر الواضحة في الوصول لاتفاق، كما سبق لمصر تقديم ١٥ سيناريو لملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق المتطلبات الإثيوبية وبدون إحداث ضرر ملموس على دولتي المصب، إلا أن الجانب الإثيوبي رفض جميع هذه المقترحات. 

وأشار الدكتور عبدالعاطى إلى أن حجم المياه الخضراء (مياه الامطار) في إثيوبيا يصل إلى أكثر من ٩٣٥ مليار متر مكعب سنويًا من المياه، وأن ٩٤٪ من أراضي إثيوبيا خضراء، في حين تصل نسبة الأراضي الخضراء في مصر إلى ٦ ٪ فقط، وأن إثيوبيا تمتلك أكثر من ١٠٠ مليون رأس من الماشية تستهلك ٨٤ مليار متر مكعب سنويًا من المياه، وهو ما يساوي حصة مصر والسودان مجتمعين.

 كما تصل حصة إثيوبيا من المياه الزرقاء (المياه الجارية بالنهر) لحوالي ١٥٠ مليار متر مكعب سنويًا منها ٥٥ مليارًا في بحيرة تانا و١٠ مليارات في سد تكيزى و٣ مليارات في سد تانا بالس و ٥ مليارات في سدود فنشا وشارشارا ومجموعة من السدود الصغيرة بخلاف ٧٤ مليارًا في سد النهضة.

كما تقوم إثيوبيا بالسحب من بحيرة تانا للزراعة دون حساب، بالإضافة لإمكانيات المياه الجوفية في إثيوبيا بإجمالي ٤٠ مليار متر مكعب سنويًا، وتقع على أعماق من (٢٠-٥٠) مترًا فقط من سطح الأرض، وهي عبارة عن مياه متجددة، فى حين تعتبر المياه الجوفية فى صحارى مصر مياه غير متجددة وتقع على أعماق كبيرة تصل لمئات الأمتار. 

كما أوضح الدكتور عبدالعاطى أن مصر تدعم التنمية في دول حوض النيل والدول الإفريقية، فقد قامت مصر بإنشاء العديد من سدود حصاد مياه الأمطار ومحطات مياه الشرب الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية فى المناطق النائية البعيدة عن التجمعات المائية مع استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في عدد كبير من الآبار الجوفية بما يسمح باستدامة تشغيلها، وتنفيذ مشروعات لتطهير المجاري المائية والحماية من أخطار الفيضانات، وإنشاء العديد من المزارع السمكية والمراسى النهرية، ومساهمة الوزارة فى إعداد الدراسات اللازمة لمشروعات إنشاء السدود متعددة الأغراض لتوفير الكهرباء ومياه الشرب للمواطنين بالدول الإفريقية، بالإضافة لما تقدمه مصر فى مجال التدريب وبناء القدرات للكوادر الفنية من دول حوض النيل.