رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الآثار» تكشف عن تفاصيل ترميم قبة ضريح الإمام الشافعي

ترميم قبة ضريح الإمام
ترميم قبة ضريح الإمام الشافعي

قال العميد مهندس هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار للشئون للهندسية بالمتاحف والمواقع الآثرية، المشرف علي مشروع القاهرة التاريخية "إن مشروع ترميم قبة ضريح الإمام الشافعي، الذي تم افتتاحه اليوم، استهدف معالجة عدد من مظاهر التداعيات الإنشائية والمعمارية للقبة، والذي استمر قرابة 5 سنوات بتكلفة مقدارها أكثر من 22 مليون جنيه".

أضاف سمير، في تصريحات الأحد، أنه تم ترميم الجص المزخرف والأخشاب الملونة والتكسيات الرخامية الملونة، إضافة إلى الإصلاحات الإنشائية للمباني، بجانب أعمال ترميم الأسقف والتبليط، وكذلك مجموعة من أعمال الترميم الخاصة، مثل ترميم التوابيت الخشبية والمقصورات والتكسيات الرصاص، والعشاري، وهو المركب الذى يعلو القبة.

وتابع أنه تم كذلك تطوير نظام الإضاءة وإضافة لوحات توضيحية تشرح القبة ومكوناتها للزائرين، بالإضافة إلى توثيق مبنى القبة وتفاصيله الزخرفية توثيقًا شاملًا.

من جهتها، أوضحت مي الإبراشي مدير مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي أن مكتب مجاورة للعمران قام بتنفيذ مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي ضمن إطار عمل مبادرة (الأثر لنا)، والتي يديرها بالشراكة مع جمعية الفكر العمراني، وذلك تحت إشراف وزارة السياحة والآثار ممثلة في قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية والإدارة العامة للقاهرة التاريخية بدعم من صندوق السفراء الأمريكي للحفاظ على التراث الثقافي بدعم إضافي من مؤسسة (بركات)، وصندوق الأمير كلاوس، ومؤسسة ألف.

وكشفت عن العثور، أثناء أعمال مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي، في الأرضية علي بقايا جدران قبة فاطمية لم تذكر من قبل في المصادر التاريخية وأشرطة كتابية خلف عناصر معمارية أحدث، بالإضافة إلى عناصر زخرفية مستترة خلف طبقات من الطلاء الحديث، منوهة بأن هذه الاكتشافات الجديدة، والتي تم إظهارها وتوثيقها بالقبة الآثرية، تعتبر إضافة بالغة الأهمية لعمران القبة الضريحية وتطورها.

وبينت «الإبراشي» أن فريق العمل قام بإعداد مقترح تفصيلي لإنشاء مركز للزوار يتم استحداثه بالموقع لعرض المكتشفات وسرد قصة القبة ومحيطها بأسلوب تفاعلي شيق.

وتقع القبة الضريحية للإمام الشافعى بجوار مسجد الإمام الشافعي، وتحديدًا بقرافة الإمام الشافعى بالقاهرة، وكان قد شيدها السلطان الكامل الأيوبي عام 1211 م/608 هـ أعلى قبر الإمام الشافعي إكرامًا وتعظيمًا له.

والإمام الشافعي هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع، المعروف باسم الإمام الشافعي، وولد في غزة عام 150 هـ / 767 م، ونشأ في مكة المكرمة ودرس على يد الإمام مالك صاحب المذهب المالكي في الفقه السني، ثم استقل بمذهبه الخاص (الشافعي).

وقدم «الشافعي» إلى مصر عام 198 هـ / 813 م، وألقى دروسه في جامع (عمرو بن العاص)، ونبغ على يديه العديد من العلماء المصريين، وتوفي عام 204 هـ / 819 م ودفن في تربة أولاد ابن عبدالحكم في القرافة الصغرى.. وفي عهد صلاح الدين الأيوبي قام ببناء تربة الشافعي عام 572 هـ / 1176 م، وهي أول مبنى يقوم على قبر الشافعي.

وينسب الضريح الحالي إلى السلطان الأيوبي الكامل محمد، الذي شيده مكان ضريح فاطمي سابق بعد دفن والدته هناك عام 608 هـ | 1211 م.. وفي عام 574 هـ / 1178 م، تم الانتهاء من عمل التابوت الخشبي الذي يعلو التربة، وهو مزخرف بحشوات هندسية منقوشة نقشًا غاية في الإتقان، وكتب عليه آيات قرآنية وترجمة حياة الشافعي واسم صانعه (عبيد النجار) بالخطين الكوفي والنسخ الأيوبي، أما القبة الخشبية الحالية فهي من التجديدات التي قام بها السلطان قايتباي عام 885 هـ / 1480 م، كما جدد الضريح أيضا السلطان قانصوه الغوري، وقام والي مصر علي بك الكبير أيضًا بتجديده.